ارتباط الأطفال بأبطال الشاشات.. خطورة ذلك ومدى تأثيره مستقبلاً

أحيانا يضيع الطفل في عالمه الخاص بعيدا عن حقائق الحياة بسبب اعتقاده بأن عالم الأبطال الخارقين حقيقي (شترستوك)

يشغل "أبطال الشاشات" مساحة في حياة أطفالنا مثل سبايدرمان، سوبرمان، باتمان، الرجل الحديدي، كابتن أميركا؛ وكلها شخصيات لأبطال خارقين يتعلق بهم أطفالنا وقد يقلدونهم. فما تأثير ذلك على شخصيات أطفالنا.

خيال وفضول

قالت الاستشارية الأسرية ألكسندرا زهار: "أن الطفل في سن صغيرة يتمتع بفضول وخيال واسع، فأفكاره تكون مليئة بشخصيات أبطاله المفضلة التي يشاهدها باستمرار، ويسعى دوما لتقليدها، فهي قدوته ومثاله الأعلى".

وأضافت زهار إلى أن "هؤلاء الأبطال قد يعلمون الأطفال قيماً رائعة كالشجاعة، والصدق، والشعور بالمسؤولية، تجعلهم أفرادا صالحين، من خلال توظيف قوتهم في مساعدة الآخرين ورفع الظلم عنهم بدون استخدام العنف.

وأشارت زهار إلى أنه في بعض الأحيان قد يضيع الطفل وقته في عالمه الخاص، بعيداً عن حقائق الحياة، بسبب اعتقاده بأن عالم الأبطال الخارقين حقيقي، وقد يتصرف بالطريقة نفسها أيضاً، وهذا ما يجعل الطفل موهوماً.

وأضافت زهار، من الضروري تعريف الأطفال بأن الأبطال الخارقين موجودون بيننا أيضاً في الحياة، وليس في الخيال فقط، فكل شخص قادر على تأدية عمله بصورة جيدة ومساعدة الناس في الحفاظ على حياتهم، هو بطل خارق واقعي، قد يكون ضابطا أو رجل إطفاء أو طبيبا مثلا، ولا ضير من جعل الطفل يقابلهم عن قرب، ويتعرف عليهم بملابسهم الرسمية، حتى لو شعر بالخوف أو الخجل في بداية الأمر.

ونوهت زهار قائلة إنه "يجب تعزيز المهارات الإيجابية المهمة التي يكتسبها الطفل من الشعور بالثقة والقوة لمساعدة الآخرين، وإمكانية التشاور لحل المشكلات، إضافة للتفريق بين الخير والشر باتباع الطريق الصحيح".

ما التأثيرات السلبية على حياة الأطفال؟

وأوضحت زهار أن سبب التعلق الشديد بالأبطال الخارقين وتقليد سلوكهم بدون توجيه أو إرشاد، يعلم الطفل العنف والتصرفات العدوانية بسبب رؤيته المستمرة لقتال الأبطال.

ومن الممكن أن يسيطر الغضب والتوتر على سلوك الطفل وكلامه عند ترديده بعض أقوال وعبارات أبطاله (مثل "أنا غاضب" – "أنا مستاء".. إلخ). وهذا السلوك النفسي الذي يسيطر على الطفل قد يجعله متنمراً على أقرانه الأقل منه قوة، الأمر الذي يكتسبه من خلال شعوره بقوته التي لا مثيل لها وأنه البطل الذي لا يقهر ولا يقبل بالهزيمة.

وفي هذا الإطار عرض موقع "موم جانكشين" مقالا عن تأثير الأبطال الخارقين على الأطفال، فهو قد يكون إيجابيا، من خلال تعزيز فكرة القضاء على الشر وإحلال الخير في العالم، فبعض الشخصيات الخارقة (الإيجابية) يمكن أن تساعد الأطفال على التمييز بين أعمال الخير والشر، وهذا الأمر يعد مفيداً لا سيما في سن صغيرة، فينشأ الطفل على حب فعل الخير ورفض الشر.

وفي هذا الشأن لاحظ الدكتور لانس جاريسون، اختصاصي علم نفس الأطفال -من خلال دراسته الهادفة لمعرفة التأثير السلبي والإيجابي لهوس الأطفال بالأبطال الخارقين- أن الصفات المفضلة لدى الأطفال في أبطالهم هي الشجاعة والشهامة والكرم وهذا ما يدفعهم للشعور بالراحة والثقة أكثر في حياتهم، لكن من المهم جداً أن يناقش معهم الآباء الجوانب الإيجابية والسلبية في بعض الأحيان، للتمكن من تطوير شخصياتهم، وتلافي أي مشاكل نفسية.

وحذر جاريسون من "الآثار السلبية قد تكون خطيرة على الأطفال بل وتهدد سلامتهم، مثل تقليدهم في القفز من المرتفعات أو اللعب بالأدوات الحادة التي تسبب إصابات خطيرة، إضافة إلى ممارسة السلوك العدواني والعنف ضد أقرانهم."

وأوضح أن الأبطال الخارقين الآن يشاركون في دوامة من العنف على الشاشات، ليس لها نهاية، ويدخلون في مشاجرات ومعارك مع أشرار لا ينتهون، ويحبون حمل الأسلحة ويتمتعون بقوى سحرية غير واقعية على غرار الطيران أو إطلاق النار من العينين أو السير في الهواء.

نصائح مهمة

وقدمت زهار في حديثها بعض النصائح للوالدين لحماية الأطفال من التأثير السلبي للأبطال الخارقين، منها:تحذير الأطفال من استخدام الأدوات المؤذية التي ترافق لعب الأبطال الخارقين، ومنها العصي والسيوف وغيرها من الأدوات، وتقليد ألعاب "الأبطال الخارقين "التي قد تعرض الطفل لأضرار جسدية هو أو خصمه الذي يلعب معه، وتنتهي اللعبة بتبادل ألفاظ سيئة بينهما؛ لذلك من الضروري تعريف الطفل بأن هذه الألعاب مؤذية، والأفضل الاستعاضة عنها بألعاب بعيدة عن السلوك العدواني، وفي بعض الأحيان.

المصدر : سوا - الجزيرة نت

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد