مستشار إسرائيلي: الطريق "لا يزال طويلا" لتطبيع العلاقات مع السعودية
قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن الطريق "لا يزال طويلا" لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، في وقت تسعى الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق بين تل أبيب والرياض التي اشترطت التطبيع بتلبية المطالب الفلسطينية أولا بإقامة دولة فلسطينية.
ويسعى مسؤولون أميركيون منذ عدة شهور متواصلة للاتفاق، حيث قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، إنه سيكون خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، لكن الرياض أشارت إلى أن الأمر مرهون بإقامة دولة فلسطينية.
وأرسل الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي مستشاره للأمن القومي إلى الرياض لمناقشة اتفاق محتمل، وقال "هناك تقارب ربما يكون جاريا".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان": "يمكنني أن أتفق مع ما صرح به رئيس الولايات المتحدة في مقابلة قبل أيام قليلة، عندما قال إن الطريق لا يزال طويلا، لكنه يعتقد أن من الممكن إحراز تقدم".
وتابع هنغبي أن إسرائيل غير منخرطة في المباحثات الأميركية السعودية. وأضاف "أستطيع القول إن إسرائيل لن ترضخ لأي شيء من شأنه أن يقوض أمنها".
وردا على سؤال حول ما إذا كان ذلك يشمل إقامة الرياض لبرنامج نووي مدني على أراضيها، أفاد هنغبي أن هذا ليس بحاجة لموافقة إسرائيل، مضيفاً "أن عشرات الدول تدير مشروعات نووية مدنية، وتحاول توليد الطاقة من خلال الجهود النووية، لا يشكل هذا خطرا عليها أو على جيرانها".
تعزيز العلاقات الإسرائيلية السعودية
تم طرح فكرة تعزيز العلاقات الرسمية بين إسرائيل والسعودية للنقاش منذ أن قام السعوديون بمنح موافقتهم الضمنية على تطبيع الإمارات والبحرين للعلاقات مع إسرائيل في عام 2020.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، للقناة 12 الإسرائيلية إن "إسرائيل أقرب الآن من أي وقت مضى من إبرام اتفاق سلام مع السعودية"، مضيفا أنه يتوقع الإعلان عن الاتفاق بحلول مارس/ آذار المقبل قبل الانتخابات الأميركية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وأشار كوهين إلى أن اتفاقات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع بعض الدول العربية في وقت سابق قائلا إن سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين "لا تشكل عقبة أمام السلام".
لكن عضوة في أحد الأحزاب بحكومة نتنياهو اليمينية المتشددة رفضت تقديم أي تنازلات للفلسطينيين، في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية.
وقالت وزيرة "المهام الوطنية" أوريت ستروك "لن نوافق بالتأكيد على شيء كهذا". وقالت ستروك في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية الرسمية "سئمنا من التنازلات. سئمنا من تجميد المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات ستروك تمثل حزبها "الصهيونية الدينية"، ومن شأن مثل هذا الموقف أن يشكل عقبة سياسية أمام نتنياهو، الذي يعتبر تطبيع العلاقات مع السعودية هدفا رئيسيا لسياسة بلاده الخارجية.
وتكررت التصريحات نفسها من جانب رئيس حزب آخر بالحكومة، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الذي يرأس حزب "عوتسما يهوديت"، وقال لإذاعة الجيش إنه ليس لديه ما يمنع إبرام اتفاقات دبلوماسية مع الدول العربية. وأضاف "لكن إذا تضمن هذا الاتفاق تنازلات لصالح السلطة الفلسطينية، أو تنازلات عن الأراضي أو تسليحا للسلطة أو منح... سلطة للإرهابيين فإنني أعترض بالتأكيد".