"الشباب والثقافة" تفتتح مؤتمرها "الثقافة الفلسطينية.. آفاق واستراتيجيات"
افتتحت الهيئة العامة للشباب والثقافة، اليوم الثلاثاء 25 بوليو 2023، مؤتمرها الثقافي السادس "الثقافة الفلسطينية: آفاق واستراتيجيات"، والذي تنظمه بالتعاون مع المركز الثقافي الماليزي، ويشارك فيه باحثين فلسطينيين وعرب.
وحضر افتتاح المؤتمر الذي عقد في قاعة فندق الكومودور بمدينة غزة ، رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، ورئيس هيئة الثوابت الفلسطينية الدكتور محمود الزهار، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ الدكتور كمال غنيم، ومدير المركز الثقافي الماليزي الأستاذ شادي سالم، ونخبة من الشخصيات الاعتبارية والوطنية ولفيف من الأكاديميين والباحثين والمختصين.
وفي كلمة له خلال المؤتمر، قال محيسن: "إن هذا المؤتمر يأتي سعيًا لتعزيز القيم والثوابت الوطنية ولرسم سياسة واستراتيجية ثقافية وطنية تقوم على تعزيز الهوية الفلسطينية في عمقها العربي والإسلامي"، لافتًا إلى أن هذه الاستراتيجية يشارك في صياغتها كافة الأطر والمؤسسات والنخب الثقافية والعلمية.
وأضاف: "هذه هي معالم حضارتنا الانسانية، التي تحمل ثقافة التسامح والعدالة والقيم الراسخة، لتواجه كل الثقافات المعادية للإنسانية والقيم النبيلة التي تتأصل في الكيان الصهيوني ورعاته من دول الاستعمار والدمار والهدم فشعبنا يحمل أسمى وأرقى قيم وأرفع حضارة وثقافة".
وتابع: "يقع علينا وعلى المثقفين والنخب العلمية والابداعية آمال كبيرة في رسم هذه السياسة والاستراتيجية، من خلال الإنتاج الفكري والأدبي والفني، ونقل الذاكرة الجماعية لشعبنا وأمتنا من خلال روابط الدم والتاريخ المشترك والقيم الأصيلة والعادات والتقاليد ووحدة المصير التي تعبر عن هويتنا العربية والاسلامية، كمخزون تاريخي وحضاري يدفع نحو التحرير".
وثمن محيسن جهود اللجنتين التحضيرية والعلمية وكافة المشاركين في المؤتمر ودورهم لإنجاح المؤتمر، موجهًا شكره للمركز الثقافي الماليزي على تعاونه المستمر للنهوض بالمشهد الثقافي الفلسطيني.
من جانبه، تحدث الزهار هو مفهوم الثقافة، مبينًا أن تعريفها يختلف من شخص لآخر تبعًا لخلفيته الثقافية، مبينًا أنها حصيلة المعرفة في المجالات المختلفة والمتخصصة التي يكتسبها الإنسان في مراحل حياته المختلفة من الصبا إلى الشيخوخة، وهي نظام يتكون من مجموعة من المعتقدات والإجراءات والمعارف ونمط السلوك الذي يحدده الإنسان لتحقيق غاياته المتعددة.
وذكر أن الدين يُعد من أكثر الأدوات التي تؤثر على الثقافة وتسهم في التمييز بين المكونات النافعة من الثقافة والضارة منها.
وأكد الزهار أن هذا المؤتمر يأتي في إطار الغاية الكلية المتمثلة في تحرير فلسطين بكامل ترابها، وليس من باب الترف الفكري، مثمنًا الجهود المبذولة لصناعة الثقافة الفلسطينية الأصيلة والتصدي لرواية الاحتلال المزورة.
من جهته، قال غنيم: "نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى بناء استراتيجية ثقافية تحافظ على الهوية الوطنية وتعزز الانتماء الوطني من خلال تأكيد الهوية الثقافية وتعزيزها، وتشجيع الإبداع وتعزيز المشهد الثقافي الفلسطيني وتفعيله، والإسهام في تأهيل الثقافة الفلسطينية لمجابهة تحديات العولمة".
وأضاف: "تسعى محاور المؤتمر إلى استيفاء جوانب المشهد الثقافي وروافده وتعزيزه والتحديات التي تواجهه، فلم يغفل المؤتمر محور الآداب والفكر والفنون، ومحور التنمية الثقافية وتمكين العمل المؤسساتي، ومحور سبل تعزيز دور المثقف تجاه القضايا الوطنية والمجتمعية، إضافة إلى محور الدور الحكومي في تفعيل المشهد الثقافي".
وأكد غنيم أن اللجنة التحضيرية سعت إلى تعزيز مشاركة الباحثين من فلسطين والدول العربية إيمانًا منها بأهمية الخارج والداخل في مساندة الثقافة الفلسطينية ودعمها لتنتصر على الروايات المزورة والسرقات الفاضحة والتغييب الممنهج، مبينًا أن (35) بحثًا يشارك في المؤتمر منها (5) أبحاث قدمها باحثون عرب من سوريا ولبنان وليبيا والجزائر.
يذكر أن المؤتمر ينعقد على (5) جلسات، تناقش الجلسة الأولى دور الفكر والآداب والفنون، وتتناول الجلسة الثانية التنمية الثقافية وتمكين عمل المؤسسات الثقافية، وتناقش الجلسة الثالثة الدور الحكومي في حماية الهوية وثقافة المجتمع، وتتناول الجلستين الرابعة والخامسة سُبل تعزيز دور المثقف تجاه القضايا الوطنية والمجتمعية.