انهيار الليرة السورية وخسارة ثلث القيمة بغضون شهرين
تعد الليرة السورية هي العملة الرسمية للجمهورية العربية السورية ، حيث يُرمز لها "ل.س" أو "£" وتقسم وحدة الليرة الواحدة إلى 100 قرش ، حيث تأسست الليرة السورية في عام 1919 لتحل محل العثماني الذي كانت تُستخدم قبل ذلك.
شهدت الليرة السورية على مر السنوات الماضية هبوط حد بسبب عوامل متعددة تؤثر على الاقتصاد السوري، حيث ارتفعت الليرة السورية نتيجة لتحسن الظروف الاقتصادية أو تدفق الاستثمارات الأجنبية، وقد زادت قوة العملة في هذه الحالة ، يعد هذا الارتفاع أن قيمة الليرة السورية تزداد مقارنة بالعملات الأخرى.
انهيار الليرة السورية
تواصلت هبوط الليرة السورية أمام الدولار، حيث فقدت الليرة نحو 30% من قيمتها في غضون شهرين، وسط غياب أي تعليقات من قِبل المسؤولين في النظام بشأن ما يحدث من هبوط ، حيث كسر الدولار الواحد حاجز 10 آلاف ليرة
وكسر الدولار الواحد حاجز 10 آلاف ليرة في 11 من يوليو/ تموز الجاري، ليصل سعر صرف الليرة مع نهاية اليوم الجمعة 12100 ليرة سورية في أدنى مستوى لليرة تاريخياً، بحسب موقع الليرة اليوم.
بدأ انهيار الليرة مع كسر حاجز 9 آلاف في 11 من مايو/ أيار الماضي ، حيث ترافق الانهيار مع ارتفاع كبير في أسعار المواد بالأسواق، دون تدخل من حكومة النظام .
في ذات السياق أرتفع سعر الذهب ليصل إلى أعلى مستوى له مقابل الليرة، حيث سجل سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً 595 ألف ليرة ، حيث راقب مصرف سوريا المركزي تراجعاً كبيراً لقيمة الليرة ، ورفع سعر صرفه الرسمي عدة مرات، ليصل في النهاية إلى 9900 ليرة سورية مقابل الدولار.
صرح بعض من التجار المقربين من النظام وفقاُ لوكالات إخبارية أن جميع المواد التي يستأجرونها لمحالهم ومستودعاتهم ارتفعت بنسبة 40%، وذلك نظراً لارتفاع سعر صرف الدولار ، حيث تعرضت قيمة رواتب الموظفين الحكوميين لانخفاض حاد، جراء انهيار الليرة إلى ما دون 15 دولاراً شهرياً.
باحث اقتصادي يعقب
وأوضح الباحث الاقتصادي السوري نديم عبد الجبار، أن الليرة مقبلة على مزيد من الهبوط خلال الأيام القادمة، بعد كسر حاجز 10 آلاف، موضحاً الأسباب التي تؤدي إلى تلك العوامل، أبرزها شح النقد الأجنبي للمصرف السوري للتدخل في الأسواق، وتأثير العقوبات الغربية، وتراجع الدعم من قبل حلفاء النظام السوري.
أشار عبد الجبار إلى أن تراجع الإنتاج المحلي، واعتماد النظام على الاستيراد بدلاً من دعم الصناعة المحلية والزراعة، وغياب الاستثمارات أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير وملحوظ ، كما أن انخفاض المساعدات الأممية سيؤثر أيضاً على الأسواق.
اتهم الخبير الاقتصادي في ختام حديثه المصرف المركزي بالتخلي عن مسؤولياته، والمساهمة بزيادة وتسريع تراجع سعر الليرة، عبر التسعير اليومي، ولحاق سعر السوق السوداء.
في ختام حديثه، انتقد الخبير الاقتصادي المصرف المركزي بالتخلي عن مسؤولياته والمساهمة في زيادة وتسريع انخفاض قيمة الليرة السورية عن طريق تحديد سعر صرفها يومياً، مما أدى لمواكبة سعر السوق السوداء حيث تعيش مناطق النظام السوري أزمة اقتصادية حادّة، وتعاني بنقص في مشتقات النفط، وارتفاع معدلات الفقر إلى 90%، وتوقف الإنتاج والصناعة، وعدم القدرة على توفير الكهرباء إلا لساعات قليلة باليوم.
شهدت سوريا حربًا أهليةً مستمرة منذ مطلع عام 2011، وهذا كان له تأثير كبير على الاقتصاد السوري والليرة السورية ،حيث قد تضررت العملة بشدة خلال فترة النزاع ، مما أدى إلى فقدان قيمتها بشكل هائل مقابل العملات الأخرى.