نهاية العام الجاري

ظاهرة النينو.. العالم على موعد مع تقلبات مناخية صعبة

ظاهرة النينو.. العالم على موعد مع تقلبات مناخية صعبة

تعد ظاهرة النينو من الظواهر الطبيعية التي تتطلب استعدادا عالميا واتخاذ الإجراءات المبكرة لإنقاذ الأرواح، إذ إنها تحدث نتيجة مجموعة من التغيرات الجوية والمناخية في المحيط الهادئ الاستوائي، حينما تمتزج الرياح الدافئة مع المياه السطحية الحارة، لتخلق تقلبات فريدة من نوعها ومختلفة من منطقة إلى أخرى.

وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد أعلنت أن ظاهرة "النينو" تتطور في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ، ومن المرجح أن تؤدي إلى استمرار زيادة درجة الحرارة العالمية، مؤكدة أنها تؤثر على أنماط الطقس والعواصف في أجزاء مختلفة من العالم.

كما طالبت المنظمة الجميع باتخاذ الإجراءات المبكرة للحفاظ على أرواح الجميع، وتقليل الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة.

ويقول الدكتور سعيد بن حمد الصارمي، مختص في شؤون الطقس والمناخ في سلطنة عمان ، إن ظاهرة النينو تحدث عندما ترتفع درجات حرارة سطح البحر في المنطقة الاستوائية الشرقية من المحيط الهادئ بما لا يقل عن 0.5 درجة مئوية فوق المتوسط طويل الأجل، بينما تحدث ظاهرة النينا عندما تنخفض درجات حرارة البحر تحت المعدل، مشيرا إلى أن غالبا ما يرافق النينو تغيرات كبيرة في الطقس، فمثلا تشهد بيرو والإكوادور عواصف قوية وفيضانات، في حين تتعرض إندونيسيا وأستراليا للجفاف وحرائق الغابات وابيضاض الشعاب المرجانية.

ويوضح أن ظاهرة النينو تحدث بشكل منتظم كل 7 سنوات تقريبا، وتؤثر على مناطق واسعة في المحيط الهادئ وينعكس تأثيرها على باقي مناطق العالم، خاصة المناطق القريبة مثل أمريكا الشمالية والجنوبية من الناحية الشرقية، وأستراليا ونيوزيلندا وإندونيسيا والفلبين من الناحية الغربية، مبينا أن تفاوت تأثير النينو بين المناطق قد يؤدي إلى زيادة هطول الأمطار، بينما تكون مناطق أخرى عُرضة للجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

ظاهرة النينو ونهاية العام الجاري

يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تتكوّن ظاهرة النينو بحلول نهاية هذا العام، ويتزايد القلق بشأن تأثير قوي للحدث مع ارتفاع درجات حرارة سطح البحر، وخاصة في المحيط الهادئ، وسيكون لهذا الحدث تأثير كبير على متوسط درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس حول العالم، ولذلك،يعتقد المؤلفون أن تحسين التنبؤ والاستعداد لظاهرة "النينو" سيزيد من قدرة البلدان على التكيف مع تأثيراتها.

وقال البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "إن السنوات الثماني الأكثر دفئاً منذ بدء التسجيل قد تمرَّ للتو، على الرغم من حدوث ظاهرة النينيا الباردة على مدار السنوات الثلاث الماضية، التي كانت تُعتَبر كابحًا مؤقتًا للارتفاع في درجات الحرارة العالمية".

ومن المتوقع أن يؤدي تطور ظاهرة النينو إلى ارتفاع جديد في درجات الحرارة العالمية، وزيادة الاحتمالية لتحقيق أرقام قياسية جديدة في درجات الحرارة، ونظرًا لأن تأثير ظاهرة النينو عادةً ما يظهر في العام التالي من حدوثها، ومن المحتمل أن تكون تأثيراتها أكثر وضوحًا في عام 2024.

وأوضح البروفيسور تالاس أنه ينبغي للعالم أن يستعد لتطور ظاهرة النينو، والتي قد ترتبط عادةً بزيادة درجات الحرارة أو الجفاف أو تغيُّر نمط هطول الأمطار في مناطق مختلفة حول العالم، فقد تجلب ظاهرة النينو فترة راحة من الجفاف في مناطق مثل القرن الأفريقي، وفي الوقت نفسه قد تؤدي إلى تطور من ظواهر طقسية ومناخية متطرفة أخرى، وهذا يلفت الانتباه إلى الحاجة الملحة لتعزيز مبادرة الأمم المتحدة للإنذار المبكر للجميع للحفاظ على سلامة الأفراد وتحسين التأقلم مع التغيرات المناخية.

المصدر : وكالة سوا - الرؤية العمانية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد