تقرير: أهالي غزة يترقّبون نتائج توجيهي 2023: "لا نريد إطلاق نار"

أهالي غزة يترقّبون نتائج توجيهي 2023: "لا نريد إطلاق نار"

يعيش الغزيّون خلال هذه الساعات حالة من الترقب والانتظار ممزوجة بقليل القلق والخوف، وذلك مع اقتراب موعد إعلان نتائج توجيهي 2023 في فلسطين.

فمن المقرر، أنّ يتم الإعلان عن نتائج توجيهي 2023 ( الثانوية العامة ) في فلسطين يوم الخميس المقبل الموافق 20 يوليو الجاري، في تمام الساعة التاسعة صباحًا، وفقًا لما أعلنت وزارة التربية والتعليم.

اقرأ أيضا: رابط نتائج توجيهي 2023 في فلسطين

مراسل وكالة "سوا" الإخبارية تجوّل في شوارع مدينة غزة ، ليرصد لكم حالة الترقب والانتظار التي يعيشها العزيّون لنتائج توجيهي 2023، والتي ظهرت بشكل واضح على ملامح ووجوه الأهالي، بالإضافة إلى كلماتهم المفعمة بالفرحة والسرور.

الفرحة الأولى في توجيهي

الحاجة أم عقيل جحا، جدّة أحد طلاب الثانوية العامة، كانت تتجول مع ابنتها وهي أمّ الطالب تامر جحا، بحثًا عن هدية تناسب فرحتها القادمة بنجاح ابنها البكر في الثانوية العامة.

عندما سألنا الحاجة أم عقيل عن استعداداتها لمناسبة نتائج الثانية العامة، أجابت بعدما ترسّمت ملامح الفرحة والسرور على وجّها بالإضافة إلى شعورها بال حماس ة مع انتظارها النتيجة، فالطالب هو ابنها كما وصفته فقد ربته وأحبته كما أحبت ابنها، بقولها: "ننتظر موعد إعلان النتائج بفارغ الصبر، ابن بنتي توجيهي، يا رب يفرحنا فيه ويفرح جميع طلبة التوجيهي ".

وأما والدة الطالب تامر، أوضحت أنّ هذه هي فرحتها الأولى في التوجيهي، وابنها يدرس في الفرع العملي، وهو ينتظر معدلًا مرتفع يمكّنه من الالتحاق بالتخصص الجامعي الذي يرغب به.

"فترة التوجيهي كانت متعبة لي ولابني، وبعض الاختبارات كانت صعبة"، هكذا وصفت والدة الطالب تامر الفترة الماضية، معبّرةً أيضًا عن مدى صعوبة فترة الانتظار التي تعيشها العائلة، لأنّها ممزوجة ببعض القلق والتوتر.

فرحة منقوصة

"الأجواء الحزينة تخيّم في بعض البيوت بينما ينتظر الجميع نتائج الثانوية العامة، والفرحة ناقصة"، هكّذا وصفها المواطن مصطفى مناع (40 عامًا)، وعند سؤاله عن سبب تعبيره بهذا الوصف، أرجع ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها غالبية أهالي قطاع غزة.

وقال مناع: "فرحة الأهالي في الثانوية العامة، ستكون ناقصة؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها أهالي قطاع غزة"، مضيفًا: "الأوضاع صعبة، ولكن رغم ذلك بنحاول نفرح ونفرح طلبة توجيهي".

وتمنى النجاح والتفوق لجميع طلاب وطالبات الثانوية العامة، وخصّ بذلك ابن عمه الذي يترقب النتيجة بفراغ الصبر.

لا نريد إطلاق نار

وحول ظاهرة إطلاق النار والمفرقات التي تصاحب إعلان نتائج الثانوية العامة، وصفها مناع، بـ "التصرّف خاطئ، وغير المقبول، حتى لا تقلب الفرحة إلى حزن"، مردفًا أنّ فرحة الطلبة وذويهم في البيت بين العائلة والأهل والأحباب أفضل بكثير من إطلاق النار.

وهذا ما وافق عليه محمد عثمان وزوجته أم كمال، وهما والدين لأحد طلبة الثانوية العامة، هربا إلى أحد المتنزهات للتخفيف من لحظات الانتظار والقلق التي يعيشانها خلال هذه الفترة المتبقية لإعلان النتيجة.

عندما تحدث مراسل وكالة "سوا" الإخبارية مع الزوجين حول ظاهرة إطلاق النار، تبددت ملامح الفرحة التي اتسمت على وجههما إلى أخرى حزينة، فقد كانت لهم تجربة سيّئة في هذا الشأن.

وقال عثمان: "أنا ضد إطلاق النار في المناسبات وخاصة التوجيهي، خضنا تجربة صعبة مع تجربة الإطلاق النار العشوائي"، مضيفًا: "أُصيبت زوجتي بطلق طائش قبل سنتين خلال نتائج التوجيهي".

وأما أم كمال فقد روت تفاصيل هذه التجربة المؤلمة بقولها: "لم أتوقع أن يأتي طلق لم يعرف من أين أتى، ويصيبني، كنت قاعدة أمام المنزل مع أبنائي، ولكن إحدى الطلقات أصابتني في منطقة الصدر".

وتابعت: "الألم الذي مررت، لا أتمنى لأحد آخر أن يمر به"، داعيةً الأهالي وطلبة التوجيهي إلى عدم إطلاق النار لأنها قد تقلب الفرحة إلى حزن".

وأردفت: "افرحوا وانبسطوا واعملوا أي شيء إلا إطلاق النار، لأنه بقلب حياة أخرين إلى تعاسة وندم"، وطالب الزوجين وزارة الداخلية بأن تضرب بيد من حديد في قضية مطلقي النار، لإيقافها بشكل نهائي.

نصائح للطلبة

من جهته، أكّد حامد محمد، أنّ مرحلة الثانوية العامة "التوجيهي 2023"، مرحلة مهمة ومفصلية في حياة الطلبة، فهي من تحدد مساره الجامعي".

وتوجه محمد، بنصيحة لطلاب وطالبات الثانوية العامة، باختيار التخصص الجامعي والمجال الذي يحبونه، دون التعرض لأي ضغوط من الأهل والعائلة، لأنهم سيبدعون فيه.

وأضاف: "الوضع الاقتصادي في غزة صعب والاحتلال يواصل فرض الحصار على قطاع غزة، ولكن رغم ذلك سنفرح أبناءنا الطلاب"، مردفًا: نتائج توجيهي 2023 عرس وطني فلسطيني بامتياز، ونتمنى للجميع النجاح، وأن تعم الفرحة على جميع الأهالي في فلسطين".

وتمنى حامد في ختام حديثه، التوفيق والنجاح لطلاب وطالبات الثانوية العامة، وأنّ تعم الفرحة في كافة البيوت الفلسطينية من البحر إلى النهر.

المصدر : وكالة سوا- اسماعيل نوفل

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد