"الغزيون" ينفرون للبحر هرباً من الحر وانقطاع الكهرباء
غزة / خاص سوا / لم يجد الحاج أبو محمد عبد السلام حلاً أمامه في ظل ارتفاع درجات الحرارة الكبير سوا حمل عائلته واللجوء لشاطئ البحر وذلك بالتزامن مع تواصل أزمة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة بشكل كبير.
وقد أجبرت موجة الحر الكثير من سكان قطاع غزة للتوجه لشاطئ البحر للسباحة والاستجمام في ظل تواصل انقطاع الكهرباء وتحول البيوت لصناديق تشبه الدفيئات الزراعية.
الحاج أبو محمد 50 عاماً الذي يقطن في بيت مكون من طابق واحد في مدينة غزة يقول لـ"سوا": " ارتفاع الحرارة خلال هذه الأيام بات غير طبيعي ومصدر خطر حيث أن انقطاع الكهرباء يصيب الأطفال بالتهابات الحرارة بالإضافة لضيق النفس".
وتمر على قطاع غزة موجة ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة أعلى من معدلها السنوي بأكثر من سبع درجات، تزامناً مع توقف محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة في القطاع عن العمل.
وتأتي هذه الموجة الحارة بالتزامن مع تجدد مشكلة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة، حيث لا تأتي الكهرباء الا لساعات معدودة في اليوم، الأمر الذي ينذر بأجواء صعبة للغاية على سكان غزة المحاصرة ، خصوصاً وأن الأجواء الحارة سيرافقها رطوبة عالية نسبياً في غزة وبقية المدن الساحلية.
وأشار أبو محمد إلى أن الهرب للبحر هو الحل الوحيد أمام العائلات في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة حيث أن المكوث بالمنزل بات يشابه الانتحار والموت البطيء.
من جهته قال مدير عام الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، إن موجة الحر الحالية سوف تستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري، محذرا من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المواطنين والمزروعات والحيوانات.
ودعا ابو اسعد المواطنين الى تجنب التعرض لأشعة الشمس وخاصة في ساعات الذروة، كما دعا المزارعين الى زيادة كميات مياه الري للمزروعات لتعويض النقص الناتج عن التبخر.
من جهته قال الشاب يوسف السراج 22 عاماً لـ"سوا" :" إن ازدياد انقطاع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة يومياً دفعه للتوجه هو وأصدقاءه للبحر لأن البيت لا يمكن الجلوس فيه".
ولفت إلى أنه كان يجلس في البيت لساعات أكثر عندما يكون التيار الكهرباء موصولاً ببيتهم مع تشغيل مروحة هواء أو جهاز تبريد "مكيف".
وأوضح أن أكبر مشكلة تواجهنا في البيت مع تواصل انقطاع الكهرباء هي فساد الأطعمة في الثلاجة وعدم توفر ماء بارد للشرب حيث أن فترة وصل الكهرباء لا تكفي لتبريد ما بداخل الثلاثة.
وفي ساعات المساء يزداد عدد رواد البحر من سكان قطاع غزة، حيث فرضت الحرارة على الكثير منهم السهر على الكورنيش هرباً من الحرارة التي تحول بينهم وبين النوم.
من جهته قال عادل رزق صاحب استراحة على شاطئ بحر غزة :" ارتفاع درجات الحرارة زاد من إقبال الناس على شاطئ البحر بشكل ملحوظ، لكن الوضع الاقتصادي يدفع العائلات للتوجه لمناطق مجانية في ظل الوضع الاقتصادي الصعب".
وأشار رزق إلى أن زيادة عدد مرتادي البحر يرجع لدرجات الحرارة المرتفعة واستمرار انقطاع الكهرباء، مشيراً إلى أن الكثير من الشبان الغزيين يتوجون للاستراحات والمقاهي على شاطئ البحر للعب الشدة وشرب الأرجيلة في فترات المساء بشكل كبير في ظل زيادة انقطاع الكهرباء في الفترات المسائية.
وعلى الرغم من أن البحر المتنفس الوحيد للغزيين -وهذا ما تشير له الأعداد الضخمة التي ترتاده يومياً- إلا أن الوضع الاقتصادي الصعب جعل الحالة السياحية على شاطئ البحر في غاية السوء.