هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة عند المذاهب الأربعة
هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة 1444عند المذاهب الأربعة – اقتراب حلول غرة أول أيام شهر ذي الحجة، حيث يتكرر سؤال حول الشروط الواجب توافرها في المسلم الذي ينوي أداء الأضحية، وتتعلق هذه الأسئلة عادة بمسألة حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة.
حيث يعتبر حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة أمراً مثار جدل بين العلماء والفقهاء، وهناك آراء متنوعة حول هذه المسألة، فبعض العلماء يرون أنه يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل، بينما يعتبر آخرون أنه غير مستحب ويفضل عدم القص أو الحلق خلال هذه الفترة، وفيما يلى نعرض لكم إجابة على سؤال، هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة 1444عند المذاهب الإسلامية الأربعة.
هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة 1444عند المذاهب الأربعة
عند النظر إلى المذاهب الأربعة المعتمدة في الفقه الإسلامي (المذهب الحنفي، المذهب المالكي، المذهب الشافعي، المذهب الحنبلي)، نجد آراء متنوعة بشأن جواز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة في كل مذهب، وفيما يلى نوضح حسب كل مذهب.
هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة 1444عند المذاهب الأربعة – إسلام ويب
في هذه المسألة، هناك اختلاف بين العلماء وتنوُّع في الآراء. يُعَدُّ هذا الاختلاف مشهورًا، وقد تباينت ثلاثة أقوال مختلفة بين العلماء في هذا الأمر.
أحد المذاهب هو مذهب أبي حنيفة ورواية عن مالك، وهما يرون أن الأخذ من الشعر والأظافر إذا دخل العشر وكانت النية تجاه التضحية مباح وليس حرامًا ولا مكروهًا.
والمذهب الثاني هو مذهب الشافعي ورواية عن مالك، ويرون أن الأخذ من الشعر والأظافر في العشر الأوائل إذا كان النية تجاه التضحية مكروه وليس حرامًا.
أما المذهب الثالث فهو مذهب أحمد ويرون أن الأخذ من الشعر والأظافر في العشر الأوائل إذا كانت النية تجاه التضحية حرام ويعتبر فاعله مُخطئًا ويُثَقَّل به الإثم.
جاء في المغني لابن قدامة رحمه الله: ومن أراد أن يضحي فدخل العشر فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئا.
ظاهر هذا تحريم قص الشعر وهو قول بعض أصحابنا وحكاه ابن المنذر عن أحمد و إسحاق و سعيد بن المسيب. وقال القاضي وجماعة من أصحابنا هو مكروه غير محرم وبه قال مالك والشافعي لقول عائشة: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يقلدها بيده ثم يبعث بها ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر الهدي. متفق عليه. وقال أبو حنيفة لا يكره ذلك لأنه لا يحرم عليه الوطء واللباس فلا يكره له حلق الشعر وتقليم الأظفار كما لو لم يرد أن يضحي.
ولنا ما روت أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي. رواه مسلم.
ومقتضى النهي التحريم وهذا يرد القياس ويبطله، وحديثهم عام وهذا خاص يجب تقديمه بتنزيل العام على ما عدا ما تناوله. انتهى.
وقال النووي في المجموع: مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي، وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم، وعن مالك أنه يكره وحكي عنه الدارمي يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب، واحتج القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة واحتج الشافعي والأصحاب عليهم بحديث عائشة أنها قالت: كنت أفتل قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلده ويبعث به ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه. رواه البخاري ومسلم.
قال الشافعي: البعث بالهدي أكثر من إرادة التضحية فدل على أنه لا يحرم ذلك. انتهى.
فإذا علمت هذا فالأحوط بلا شك لمن أراد التضحية أن يجتنب الأخذ من شعره وأظفاره عملا بالحديث وخروجا من خلاف الأئمة.
اقرأ أيضا: هل غدا غرة ذي الحجة 2023 - 1444؟
هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة لغير الحاج أم لا؟
إن النهي الوارد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشأن حلق الشعر وقص الأظافر في العشر الأوائل من ذي الحجة يشمل الحجاج وغير الحجاج الذين يعتزمون ذبح الأضحية أو إحرام الهدي. في هذا النهي، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره، ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي"، وفي رواية لأم المؤمنين أم سلمة قالت: "إذا دخل العشر الأول، فأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئًا".
ويتضح من النصوص النبوية أن هذا النهي يشمل جميع شعر الجسم بالإضافة إلى الأظافر. ويبدأ المنع من الاقتراب من الشعر والأظافر لمن يعتزم ذبح الأضحية من بداية العشر الأوائل من ذي الحجة ويستمر حتى يضحي بالأضحية.