أزمة الكهرباء تزيد من عطش الغزيين للمياه

غزة / خاص سوا/ تعاني مناطقٌ عدة في قطاع غزة من أزمة خانقة في المياه نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ما زاد الوضع الانساني للكثير من العائلات سوءًا.


ويبدي مواطنون انزعاجهم من عدم وصول المياه إلى منازلهم وانقطاعها لأيام ، مؤكدين أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يحرمهم من وصول المياه بمواعيد منتظمة.


المواطن محمد السوافيري 30 عاماً يقطن في حي الصبرة بمدينة غزة يشتكي من عدم وصول المياه لبيته منذ يومين، نتيجة أزمة الكهرباء ، يقول لـ"سوا" :" منذ أن أعلنت شركة الكهرباء عن أزمة في الوقود وتوقف محطة توليد الكهرباء عن العمل تقلصت الساعات التي تأتي فيها الكهرباء ولحقتها أيضاً المياه".


وأشار إلى أن الفترة التي تأتي فيها المياه لا تأتي فيها الكهرباء وذلك لأن بئر المياه المغذي للمنطقة يتبع لخط معاكس للمنطقة فعند وصول الكهرباء للحي لا تأتي المياه بينما تأتي المياه في أوقات لا تكون فيها الكهرباء.


ولفت إلى أن هذا الأمر سبب لهم أزمة كبيرة حيث أنه لم يعد بإمكانه ملء خزانات المياه أعلى منزله عبر مواتير الرفع لانقطاع الكهرباء في الوقت الذي تأتي فيه المياه.


وأوضح السوافيري أنه لم يعد بإمكان زوجته الطبخ أو الاغتسال أو تنظيف المنزل نتيجة عدم توفر الماء، مؤكداً أنه بات يشعر بأنه في مخيم للجوء، مؤكداً أنه اضطر للاتصال بسيارة توزيع المياه العذبة لملء الخزانات مقابل 40 شيكل عن كل مرة.


كارثة انسانية


من جهتها، حذرت مصلحة "مياه بلديات الساحل"، المؤسسة المُشرفة على قطاع المياه والصرف الصحي في قطاع غزة، من حدوث أزمة إنسانية وبيئية، جراء توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل لليوم الثالث على التوالي.


وقالت في بيان لها : " في ظل توقف محطة الكهرباء عن العمل، هناك كارثة إنسانية وبيئية تهدد حياة سكان قطاع غزة، (1.8 مليون نسمة)، بسبب عجز المصلحة عن تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي".


وتقول مصادر في سلطة البيئة بغزة إن 190 بئرا للمياه، و57 محطة لتجميع وضخ مياه الصرف الصحي، و4 محطات معالجة مركزية، أصبحت تعمل بشكل جزئي، جراء انقطاع التيار الكهربائي.


نقل المياه يدوياً


من ناحية أخرى قررت عدد من العائلات الاعتماد على أيديهم حيث يضطر أبناء الحاج أبو يوسف شقليه 62 عاماً من حي الشيخ رضوان لرفع المياه للدور الثالث بجالونات المياه في الوقت الذي تأتي فيه المياه وقت انقطاع الكهرباء.


فيما يفرض أبو يوسف على زوجته وزوجات أبناءه التقنين في استخدام المياه للضرورة في ظل الأزمة التي يعيشونها نتيجة انقطاع الكهرباء.


يقول الحاج شقليه لـ"سوا" :" أزمة الكهرباء هلكتنا، لا نستطيع المكوث في البيت بسبب الحرارة، وحينما نمكث لا نجد الماء، باتت حياتنا كعامل المراقبة للماء والكهرباء، ونضيع أوقاتنا في نقل الماء من الأسفل للأعلى".


تحذيرات مجتمعية


وكانت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان حذرت من تفاقم الاوضاع الانسانية في قطاع غزة، جراء تفاقم أزمة الكهرباء الراهنة.


وقالت الهيئة خلال مؤتمر عقدته السبت : "الوضع خطير جدا في قطاع غزة، وعلى الأطراف المسؤولة وضع حد نهائي لمشكلة الكهرباء"، مؤكدةً أن جدول الست ساعات وصل و12 قطع المعمول به حاليا يسهم في زيادة معاناة المواطنين، ويعطّل كافة مناحي القطاعات.


فيما عبرت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان عن قلقها من تدهور أوسع للأوضاع النفسية والصحية والبيئية لسكان قطاع غزة، بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي، مؤكدةً أن الكهرباء ضرورة أساسية في كافة مناحي حياة الإنسان.


وينتظر الغزيون الوعود بانتظام الكهرباء من جديد وفق الجدول القديم لإعادة التكييف مع وضع المياه يوم الأربعاء المقبل في ظل وعود بإدخال الوقود القطري لإعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة لتغطي أثل من 50% من احتياجات الغزيين الفعلية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد