هل يجوز للمرأة أن تؤدي مناسك الحج دون محرم؟

هل يجوز للمرأة الحج دون محرم؟

هل يجوز للمرأة أن تؤدي مناسك الحج دون محرم؟ - يعتبر الحج إلى بيت الله الحرام كل عام واجب كفائي على أمة الإسلام، ويجب على كل مسلم توفرت فيه شروط الحج أن يحج مرة في العمر، وهو ركن من أركان الإسلام، و نصيب المرأة المسلمة من الجهاد لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال : (نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة). 

ونقدم لكم في هذا المقال عبر وكالة "سوا"، مجموعة من الأحكام التي يجب أن تعرفها المرأة قبل توجّهها للمملكة العربية السعودية، لتأدية مناسك الحج، وهل يجوز للمرأة أن تؤدي مناسك الحج دون محرم؟

حج-المرأة-.webp
 

شروط وجوب الحج 

توجد شروط وجوب عامة تشمل الرجال والنساء على سواء، وتوجد شروط وجوب خاصة تسري على المرأة وحدها دون غيرها، فلا يجب عليها الحج بدونه.

 شروط وجوب العامة لكل من يريد الحج أو العمرة الواجبة ، فإنه يشترط لوجوب الحج ما يلي:

-الإِسلام: فلا يجب الحج على غير مسلم.

-البلوغ: لأن الحج لا يجب على الصبي قبل سن البلوغ.

-العقل: فالمجنون لا يجب عليه الحج. وهذه الشروط الثلاثة عامة في كل التكاليف الشرعية.

– الاستطاعة: وتتحقق بالقدرة الجسدية والمالية، وأن يملك نفقات السفر، ونفقات من يعول في غيابه.

ولكن لا تكفي تلك الشروط وحدها، بل يضاف إليها بالنسبة للمرأة شرطان:

(الأول): أن تخرج للحج مع زوجها أو مع محرم

(الثاني) ألا تكون معتدة من طلاق أو وفاة. 

متى يجب الحج على المرأة؟

يوجب عليها الحج وهي صحيحة الجسم ولديها المال الكافي لنفقات حجها؛ فالمرأة والرجل سواء في فريضة الحج التي تجب على المسلم العاقل البالغ الحر المستطيع.

ما حكم حج المرأة من دون إذن وليها أو زوجها؟

لا يشترط في حج الفريضة على المرأة المستطيعة إذن الزوج، بل يجب عليها الحج حتى وإن منعها زوجها الذي لا يحق له منعها من حجة الإسلام، أي الحج للمرة الأولى، لقوله الله تعالى: "وَلِلَّهِ على النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا".

ولا يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو لغيره من دون محرم، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم"، والتوصيف الشرعي للمحرم هو كل من تحرم عليه المرأة تحريماً دائماً، بقرابة أو رضاعة أو مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة. إضافة إلى الزوج الذي يُغني عن المحرم.

إلا أن بعض الفقهاء أباحوا لها الخروج للحج، إذا توافرت لها الصحبة الآمنة، وكانت في سن متقدمة لا يخشى عليها من الفتنة.

هل يجوز للمرأة أن تؤدي مناسك الحج دون محرم؟

86b4f465-d2ef-4b0d-b4eb-30bab284339a.jpeg
 

الأصل والمقرر في شريعة الإسلام ألا تسافر المرأة وحدها، بل يجب أن تكون في صحبة زوجها، أو ذى محرم لها.

ومستند هذا الحكم ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم".

وعن أبي هريرة مرفوعًا: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم"، وعن أبي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذى محرم". وعن ابن عمر: "لا تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم".

والظاهر أن اختلاف الروايات لاختلاف السائلين وسؤالهم، فخرجت جوابًا لهم، غير أن أبا حنيفة رجَّح ابن عمر الأخير، ورأى أن لا يعتبر المحرم إلا في مسافة القصر. وهو رواية عن أحمد، وهذه الأحاديث تشمل كل سفر، سواء كان واجًبا كالسفر لزيارة أو تجارة أو طلب علم أو نحو ذلك.

وليس أساس هذا الحكم سوء الظن بالمرأة وأخلاقها، كما يتوهم بعض الناس؛ ولكنه احتياط لسمعتها وكرامتها، وحماية لها من طمع الذين في قلوبهم مرض، ومن عدوان المعتدين من ذئاب الأعراض، وقطّاع الطرقات، وخاصة في بيئة لا يخلو المسافر فيها من اجتياز صحار مهلكة، في زمن لم يسد فيه الأمان، ولم ينتشر العمران.

ولكن ما الحكم إذا لم تجد المرأة محرمًا يصحبها في سفر مشروع: واجب أو مستحب أو مباح؟ وكان معها بعض الرجال المأمونين، أو النساء الثقات، أو كان الطريق آمنًا.

لقد بحث الفقهاء هذا الموضوع عند تعرضهم لوجوب الحج على النساء. مع نهي الرسول صلى الله عليه وسلم أن تسافر المرأة بغير محرم.

(أ) فمنهم من تمسك بظاهر الأحاديث المذكورة، فمنع سفرها بغير المحرم، ولو كان لفريضة الحج، ولم يستثن من هذا الحكم صورة من الصور.

(ب) ومنهم من استثنى المرأة العجوز التي لا تُشتهى، كما نقل عن القاضي أبي الوليد الباجي، من المالكية، وهو تخصيص للعموم بالنظر إلى المعنى، كما قال ابن دقيق العيد، يعني مع مراعاة الأمر الأغلب.

(ج) ومنهم من استثنى من ذلك ما إذا كانت المرأة مع نسوة ثقات، بل اكتفى بعضهم بحرة مسلمة ثقة.

(د) ومنهم من اكتفى بأمن الطريق. وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية. ذكر ابن مفلح في "الفروع" عنه قال: تحج كل امرأة آمنة مع عدم المحرم، وقال: إن هذا متوجه في كل سفر طاعة.. ونقله الكرابيسي عن الشافعي في حجة التطوع. وقال بعض أصحابه فيه وفي كل سفر غير واجب كزيارة وتجارة.

والدليل على جواز سفر المرأة من غير محرم عند الأمن ووجود الثقات:

أولًا: ما رواه البخاري في صحيحه أن عمر رضي الله عنه أذن لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حجة حجها، فبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن، فقد اتفق عمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ونساء النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولم ينكر غيرهم من الصحابة عليهن في ذلك. وهذا يعتبر إجماعًا.

ثانيًا: ما رواه الشيخان من حديث عدي بن حاتم، فقد حدثه النبي صلى الله عليه وسلم عن مستقبل الإسلام وانتشاره، وارتفاع مناره في الأرض. فكان مما قال: "يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة (بالعراق) تؤم البيت لا زوج معها، لا تخاف إلا الله… الخ". وهذا الخبر لا يدل على وقوع ذلك فقط، بل يدل على جوازه أيضا؛ لأنه سيق في معرض المدح بامتداد ظل الإسلام وأمنه.

هذا ونود أن نضيف هنا قاعدتين جليلتين:

أولًا: أن الأصل في أحكام العادات والمعاملات هو الالتفات إلى المعاني والمقاصد بخلاف أحكام العبادات، فإن الأصل فيها هو التعبد والامتثال، دون الالتفات إلى المعاني والمقاصد. كما قرر ذلك الإمام الشاطبي ووضحه واستدل له.

الثانية: إن ما حُرِّم لذاته لا يباح إلا للضرورة، أما ما حُرِّم لسد الذريعة فيباح للحاجة، ولا ريب أن سفر المرأة بغير محرم مما حُرِّم سدًا للذريعة.

كما يجب أن نضيف أن السفر في عصرنا، لم يعد كالسفر في الأزمنة الماضية، محفوفًا بالمخاطر لما فيه من اجتياز الفلوات، والتعرض للصوص وقطاع الطرق وغيرهم، بل أصبح السفر بوساطة أدوات نقل تجمع العدد الكثير من الناس في العادة، كالبواخر والطائرات، والسيارات الكبيرة، أو الصغيرة التي تخرج في قوافل. وهذا يجعل الثقة موفورة، ويطرد من الأنفس الخوف على المرأة؛ لأنها لن تكون وحدها في موطن من المواطن.

ولهذا لا حرج أن تحج مع توافر هذا الجو الذي يوحى بكل اطمئنان وأمان.

ما حكم طواف الإفاضة بالنسبة للمرأة؟

طواف الإفاضة ركن من أركان الحج، ولهذا فإن على المرأة الحاجّة بعد الرمي أن تذهب فتسعى، وتطوف بين الصفا والمروة سبعة أشواط، وإذا طافت طواف الإفاضة وسعت فقد تحللت التحلل الأول أو التحلل الأصغر.

هل يجوز للحائض السعي بين الصفا والمروة؟

ورد أن السيدة عائشة أحرمت بالعمرة فحاضت فدخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي تبكي، فقال لها: "أهلّي بالحج واصنعي ما يصنع الحاجّ غير ألا تطوفي بالبيت ولا تصلي"، وعليه تستطيع الحائض أن تسعى بين الصفا والمروة.

هل يجوز للمرأة تناول أدوية تؤخر الدورة الشهرية لتتم حجها من دون حيض؟

أفتى جمع من العلماء بجواز ذلك، ومنهم فتوى العلامة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي بأنه لا حرج أن تتناول المرأة حبوب منع الحيض لتأخير الدورة الشهرية أيام الحج، حتى تطوف مع الناس ولا تتعطل عن مناسك الحج.

المصدر : وكالة سوا-وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد