نوبات الغضب عند الأطفال وكيفية التخلص منها

نوبات الغضب عند الأطفال وكيفية التخلص منها

نوبات الغضب عند الأطفال، تبحث الكثير من الأمهات عن طرق استراتيجات من أجل تهدئة الأطفال والسيطرة على غضبهم، بهدف التقليل من أي سلوك عدواني يُمكن أن يلجأوا إليه أثناء نوبة غضبهم، بحيث يُصبحون أكثر قدرة على التحكم بمشاعرهم والاستجابة للمواقف التي يتعرضون لها.

نوبة الغضب عند الأطفال

نوبة الغضب، أو مزاج الغضب، أو الكلام العنيف أو نوبة الصراخ، هي حالة نفسية يتم التعبير عنها بانفجار شعوري، قد تتطور من الحالة الإرادية إلى الحالة اللاإرادية، وترتبط دائمًا بالأطفال، أو ممن يعانون من أزمة نفسية.

وتتميز نوبة الغضب عادةً بحالةٍ من العناد والبكاء، والصراخ، والصياح، والعويل، والتحدي، والغضب الأهوج، ومقاومة محاولات التهدئة، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى اللجوء إلى العنف، والخطر.

47030725_303.jpg
نوبات الغضب عند الأطفال

وفي بعض الحالات، قد يفقد الشخص السيطرة على جسده مما يصعب عليه البقاء ساكنًا أو القدرة على التحكم بغضبه، وقد لا يهدأ المصاب حتى تتحقق له أهدافه.

ويبقى هذا المزاج أو النوبة فترة قصيرة ويزول بعدها، وقد يتم التعبير عن نوبة الغضب في صورة خطبة عنيفة تحوي كلامًا مطوّل أو غاضب أو عنيف.

وتعد نوبات الغضب عند الأطفال، أحد أشكال المشكلات السلوكية الأكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار، ولكن يميل معدل تكرارها وشدتها إلى الانخفاض مع نمو الطفل واكتسابه لبعض السيطرة على حياته، أما بالنسبة للطفل الرضيع قد تعتبر نوبات الغضب ظاهرة طبيعية، وتكون طاقة الغضب مقياسًا لقوة الشخصية التي تنشأ أخيرًا من كبح الغضب.

مؤشرات نوبات الغضب عن الأطفال

يرى البعض أن نوبات الغضب عند الأطفال تعد مؤشرًا لسلوكيات معادية للمجتمع في المستقبل، يرى البعض أن نوبات الغضب جزء طبيعي يصاحب عملية نمو الطفل، وتميل تلك النوبات إلى الاندثار مع نمو الطفل.

كما حذّر مختصون، من ممارسة ضغوط هائلة أو طرق قهرية للسيطرة من الخارج أثناء تربية الطفل؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى تحفيز نوبات الغضب عند الأطفال.

نوبات الغضب عند الاطفال.jpg
 

طرق معالجة نوبات الغضب عند الأطفال

لمعالجة نوبات الغضب عند الأطفال، خلص خبير ومستشار تربوي أميركي، إلى تحديد ثلاث طرق واستراتيجيات من أجل تهدئة الأطفال والسيطرة على غضبهم، وبالتالي التقليل من أي سلوك عدواني يُمكن أن يلجأوا إليه، حيث يُصبحون أكثر قدرة على التحكم بمشاعرهم والاستجابة للمواقف التي يتعرضون لها.

وقال الخبير الأميركي المتخصص في تربية الأطفال الدكتور جيفري بيرنشتاين في مقال نشره موقع "بيسيكيولوجي توداي"، إن ثمة ثلاثة استراتيجيات فعالة للمساعدة في خفض نوبات الغضب عن الأطفال، يمكن للأب والأم أن يتبنياها من أجل تحسين سلوك أطفالهما.

الاستراتيجية الأولى

الاستراتيجية الأولى التي يتحدث عنها بيرنشتاين، للسيطرة على نوبات الغضب عند الأطفال، هي "تعليم الطفل تقنيات التنظيم العاطفي"، وذلك من خلال تشجيع الطفل على استبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر تعاطفاً ومرونة مع الذات، وعلى سبيل المثال فبدلاً من القول "أنا سيئ ولا شيء يناسبني على الإطلاق" درب طفلك ليقول: "نعم، هذا صعب ولكنه ليس نهاية العالم"، وهذا يعني إعادة صياغة المعتقدات السلبية إلى معتقدات أكثر فائدة للطفل ولمن حوله أيضاً.

وأوضح الخبير التربوي بيرنشتاين، وهو هو مدرب أولياء الأمور وطبيب نفس معروف على مستوى الولايات المتحدة، أنّ على الأب والأم مساعدة الطفل في تحديد المعتقدات السلبية وتحديها، ومن ثم استبدالها بعبارات بناءة وتفاؤل أكثر.

وأوصى الخبير أيضاً بضرورة تعليم الطفل عدم التسرع في ردود الأفعال، ويقول: "شجع طفلك على التنفس بعمق عندما يشعر بالغضب. علموهم أن يستنشقوا ببطء من أنفهم وأن يزفروا من فمهم. يمكن أن يساعد التنفس العميق بانتظام على تهدئتهم في المواقف العصيبة".

الاستراتيجية الثانية

أما الاستراتيجية الثانية فهي "تعزيز التواصل المفتوح والاستماع النشط"، حيث يوصي بيرنشتاين الأب والأم بأن يتأكدوا أن الطفل يشعر بالراحة في التعبير عن مشاعره دون خوف من الحكم أو العقوبة، "ومن المهم تعليم الأطفال أن الغضب هو عاطفة طبيعية، ولا بأس من الشعور بالغضب، لكن من المهم أيضاً التعبير عنه بشكل مناسب".

وأضاف: "عندما يكون طفلك غاضباً، استمع بفاعلية إلى مخاوفه دون مقاطعة أو تجاهل مشاعره. فكر فيما يقولونه لتظهر أنك تفهم مشاعرهم وتثبت صحتها، سيساعدهم ذلك على الشعور بأن صوتهم مسموع ويمكن أن يهدئ غضبهم".

الاستراتيجية الثالثة

أما الاستراتيجية الثالثة للسيطرة على نوبات الغضب عند الأطفال، فهي "تعليم مهارات حل المشكلات وحل النزاعات"، حيث يؤكد بيرنشتاين أن من الضروري مساعدة الطفل "في التعرف على المواقف أو الأحداث أو الأشخاص الذين يميلون إلى إثارة غضبه، وذلك من خلال تحديد هذه المحفزات بما يجعل من الممكن توقع وإدارة استجابتهم العاطفية بشكل أفضل".

وتابع: "شجع طفلك على تبادل الأفكار واستكشاف حلول مختلفة للمشاكل أو النزاعات التي يواجهونها، علمهم أن يفكروا في عواقب أفعالهم وتأثيرها على الآخرين، وتعزيز التعاطف والتفاهم".

وحثّ على "ساعد طفلك على تنمية التعاطف من خلال تشجيعه على التفكير في شعور الآخرين في موقف معين. يمكن أن يساعدهم ذلك على تطوير موقف أكثر تفهماً ورحمة، مما قد يؤدي إلى خفض مستويات غضبهم".

وأكّد الكاتب بيرنشتاين، أنّه "من الضروري أن نتذكر بأن كل طفل فريد من نوعه، ومن الضروري تصميم استراتيجيات تتناسب مع عمره ومرحلة نموه. الثبات والصبر والدعم هي المفتاح لمساعدة طفلك على إدارة غضبه بشكل فعال. إذا كانت لديك مخاوف مستمرة بشأن غضب طفلك أو إذا أصبح غضبه مزعجًا أو ضارًا ، فقد يكون من المفيد طلب التوجيه من متخصص مؤهل، مثل طبيب نفسي للأطفال".

وبهذا نختم لكم هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن نوبات الغضب عن الأطفال، وذكرنا فيه طرق وأساليب تهدئة الأطفال والاستراتيجيات المناسبة، والتي يجب على الأمهات استعمالها في حال دخول أحد أطفال في نوبة غضب.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد