كوكب جديد مغطى بالبراكين بحجم الأرض

كوكب مغطى بالبراكين

تتقدم العلوم والتكنولوجيا بخطى سريعة في رحلتها المستمرة لاستكشاف الكون الواسع والكشف عن أسراره العميقة، حيث يُمثل اكتشاف الكواكب الخارجية داخل المجموعة الشمسية تحديًا فريدًا ومثيرًا للاهتمام، وفي خبر يثير الدهشة والاعتقاد بأن الحياة قد تكون ممكنة في أماكن غير الأرض، تم الإعلان مؤخرًا عن اكتشاف كوكب جديد يشبه الأرض

وتم الكشف عن هذا الكوكب المذهل من قبل علماء الفلك المتخصصين في مرصد مشهور، وقد أثارت النتائج المبكرة اهتمام وإثارة العالم بأسره، فقد تم تحليل البيانات المرسلة من الأقمار الصناعية والتلسكوبات الفضائية، وقد تم التوصل إلى نتائج مدهشة تشير إلى وجود هذا الكوكب الجديد.

ولكن ما يميز هذا الكوكب الجديد عن باقي الكواكب هو أن سطحه مغطى بنظام شبكي واسع من البراكين. بعد تحليل الصور المرسلة من التلسكوبات الفضائية، اكتشف العلماء أن هذه البراكين تمتد على طول سطح الكوكب، وتشكل مناظر طبيعية ساحرة ومدهشة في نفس الوقت.

فهل يمكن أن تكون هذه البراكين عناصر حيوية لوجود الحياة على هذا الكوكب؟ وما الأسباب التي تجعل سطحه مغطى بالبراكين؟ وما هي تأثيرات هذه الظاهرة الفريدة على البيئة الكوكبية؟

ستتناول هذه المقالة الجديدة تحليلًا مفصلًا لاكتشاف هذا الكوكب الجديد والبراكين التي تغطي سطحه، وسيسعى العلماء إلى الإجابة على الأسئلة المثيرة التي تثار حول هذا الاكتشاف المدهش. سيكون لدينا فرصة نادرة لفهم المزيد عن تكوين هذا الكوكب واحتمالية وجود الحياة في أماكن غير الأرض.

كوكب جديد مغطى بالبراكين

اكتشف علماء الفلك كوكباً بحجم الأرض خارج النظام الشمسي. وسُمي LP 791-18 d ومن المحتمل أن يكون مغطى بالبراكين.

هذه البراكين تشبه تلك التي تم اكتشافها على قمر المشتري Io وهو أكثر الأماكن نشاطًا بركانيًا في نظامنا الشمسي. استخدم علماء الفلك بيانات من قمر ناسا الخاص بمسح الكواكب العابرة وتلسكوب سبيتزر الفضائي وبعض التلسكوبات الأرضية الأخرى.

وقالت ناسا على موقعها على الإنترنت إن ملاحظات سبيتزر للنظام كانت من بين آخر قمر صناعي تم مسحه قبل إيقاف تشغيله في يناير 2020.

يقع كوكب LP 791-18 d على بعد حوالي 90 سنة ضوئية وهي المسافة التي يقطعها الضوء في عام (9.5 تريليون كيلومتر)، من الأرض في كوكبة الحفرة وتدور حول نجم قزم أحمر.

وقالت الدراسة إن كوكبين آخرين يدوران أيضًا حول النجم، بما في ذلك LP 791-18 b والذي يقدر أنه أكبر بنسبة 20 في المائة من كوكب الأرض.

بسبب القرب من هذه النجوم، يتغير مسار مدار الكوكب D، ليصبح أكثر بيضاوية. تتسبب الثورات الإهليلجية في تسخين باطن الكوكب، مما يؤدي إلى النشاط البركاني.

قال إيان كروسفيلد، أستاذ علم الفلك بجامعة كانساس، أحد مؤلفي البحث "لا يوجد حتى الآن أي دليل رصد مباشر على النشاط البركاني للكواكب الخارجية، لكن هذا الكوكب مرشح محتمل بشكل خاص".

لا يدور كوكب LP 791-18 d، حيث يكون أحد الجانبين دائمًا في ضوء النهار والآخر في الظلام، وجدير بالذكر أنه في نظامنا الشمسي، الأرض والزهرة هما الكواكب النشطة بركانياً.

 

وتحتاج الدراسات المستقبلية والأبحاث العلمية العميقة لفهم هذه الظاهرة الفريدة بشكل أفضل،  فمن المحتمل أن تكون هذه البراكين ناتجة عن نشاط جيولوجي متواصل ومستمر على سطح الكوكب، وقد يترتب على ذلك تأثيرات هامة على المناخ والبيئة الكبية للكوكب، مثل تحرير غازات البركان وتأثيرها على تركيب الغلاف الجوي وتغيرات المناخ.

وقد تكون هذه البراكين مؤشرًا على وجود نشاط داخلي قوي في هذا الكوكب الجديد، وهو ما يمكن أن يوفر بيئة مثالية لتطور الحياة، حيث تؤدي هذه البراكين إلى توفير الموارد الحرارية والطاقة اللازمة لدعم الأشكال المحتملة للحياة، وقد تكون مصدرًا للمواد الكيميائية الحيوية والمعادن القيمة.

ويعد اكتشاف هذا الكوكب وفهمه يعد خطوة هامة في رحلتنا للكشف عن حقائق جديدة حول الكون والحياة فيه، فقد يكون هذا الاكتشاف المثير هو البداية لمزيد من الاكتشافات المذهلة وتوسيع نطاق المعرفة البشرية.

اكتشاف كوكب.jpg
 

وعلى الرغم من أن هذا الكوكب قد يبدو بعيدًا وغامضًا، إلا أنه يذكرنا بأهمية استكشاف الكواكب الأخرى وتوسيع مداركنا بشأن التنوع الحيوي والعمق الذي يمكن أن يشمله الكون. قد تكون هذه البراكين على سطح هذا الكوكب الجديد جوانبه الجذابة والمفتوحة للدراسة والاستكشاف، والتي قد تكشف عن أسرار جديدة تحمل الإجابات عن أسئلتنا الأكثر إلحاحًا حول الحياة والكون.

مع مزيد من الأبحاث والتطورات العلمية المستقبلية، قد نكتشف المزيد من الكواكب المشابهة للأرض والتي تحمل في طياتها مفاجآت وتحديات جديدة بالرغم من أن الكثير من الأسئلة لا تزال تحتاج إلى إجابات، إلا أن الكون يظل مصدرًا للإلهام والتساؤلات، وعلينا الاستمرار في السعي لفهمه واستكشافه بكل شغف وفضول.

وفي نهاية المطاف، قد ت فتح هذه الاكتشافات الجديدة آفاقًا جديدة في دراسة الكواكب الصالحة للحياة وتوفير فهم أعمق لظروف وجود الحياة في الكون الواسع، وقد تكون هذه البراكين المدهشة هي المفتاح لإجابة أسئلتنا حول الحياة وأصلها وتوزعها في الكون.
 

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد