نتغزل فيه . نحسده لضوءه الوهاج. نثني على ارتفاعه في سماء عالية. نمدحه بوصفنا للجميلات.نراقبه بين السحب والمرتفعات.. ولكن لم نكن بالقرب منه لنقتحم ما بداخله ..لنتاكد بأن ما يعكسه لنا هو الحقيقة .. فكم منا تمنى العيش فيه.وكم منا احتسى فنجان قهوته على صوت موسيقى عذب برفقته.دون أن يشعر بوجعه ودون أن يفهم صمته وبعده. حينما حاول الانسان الاقتراب من القمر ..وجده عالم آخر ..عالم ملئ بالأشباح و الصخور لدرجة انقطاع الأوكسجين على سطحه عالم مهجور مخيف ..لا نستطيع العيش فيه بلا خوذة وبلا انبوبة تمنحنا الحياة وهكذا معظم البشر..نجدهم أناس يمنحون السعادة لأصدقائهم برؤيتهم يبتسمون. نراهم كالقمر بعيدين عنا خوفا من اكتشافنا ما يحزنهم. يستمدوا قوتهم من صمودنا بجانبهم.. تملأهم الهموم كما الصخور في قلب القمر. لذا ليس كل ما تعكسه العين هو الصحيح. فكم منا خدع بزيف النحاس كأنه ذهب. وكم منا ظن أصالة الضبع أسد. وكم منا رأى الغراب صقر..فلنرحم أنفسنا و ليكن مدى رؤيتنا للأشياء بالقدرة التي وهبنا الله لنا.ولنجعل الخلق للخالق.فلا تحسدوا ولا تباغضوا ولا يغتب بعضكم بعضا. فلكل نافذة من تلك النوافذ قصة مغلفة بحيطان لا يفصح عنها إلا لأهل بيتها. فحافظ على نافذة جارك من الكسر لكي لا يخدشك زجاجها. فكلنا بيوتنا من زجاج فلا ترمي الناس بحجارة .بل حاول ان تكون نعم الجار و نعم القريب .ولا تكن بعيدا عن الأعين كالقمر بل كن كالمطر ينزل للعالم بتواضعه فيسقي الحرث و ينبت الشجر و يعم الخير .
هذا ما خطه قلمي. في انتهاء عيد فطر سعيد وشهر كريم. فلتكن كل أيامكم أعياد وكل أشهركم كرم .كلنا في نفس الكوكب فلنعمل على أن نكون بخير في ذات الارض. فما الدنيا إلا صور وذكرى فلتكن ذكراك ريحانة لها عطرها الفواح .
وكل عــــــــــــــــــــــــــــــــــــام وأنتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم بخير
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية