شاهد: أجسام فضائية يتم تصويرها لأول مرة

أجسام فضائية - صورة تعبيرية

عند ذكر مصطلح الفضاء أول ما يخطر في الذهن هو الغموض والحيرة لما يحتويه هذا الكون من أجسام فضائية مثيرة، إذ إنه يمثل وجهة بعيدة وغامضة لكثيرين منا، فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تم بذلها في الكشف عن الفضاء، فإن الكون مليء بالأسرار والألغاز العلمية التي لم تكشف بعد، ومن بين هذه الألغاز، توجد الأجسام الفضائية التي لم يتم رؤيتها من قبل، يشكل هذا الموضوع مصدر إثارة وتشويق لعلماء الفضاء والمهتمين بالفضاء على حد سواء.

وتعتبر أجسام الفضاء التي لم يراها أحد من قبل، ظاهرة فلكية تستحق الدراسة والبحث العلمي الجاد، وبالرغم من أنه قد تم الكشف عن العديد من الأجسام الفضائية، إلا أن الكون لا يزال يحتفظ بكمية هائلة من الأجسام غير المكتشفة، والتي يمكن أن تقدم أدلة جديدة على نشأة الكون وتطوره.

على الرغم من أن بعض الأجسام الفضائية التي لم يتم رؤيتها من قبل قد تبدو بعيدة المنال، فإن التقنيات الحديثة والأدوات الفلكية المتطورة تساعد على توسيع حدود الكشف والتحليل في الفضاء، ومع تطور التكنولوجيا والابتكارات العلمية، يمكن أن تتزايد فرص اكتشاف المزيد من الأجسام الفضائية التي لم يراها أحد من قبل، والتي يمكن أن تساهم في فهم أعمق للكون وما يحتويه.

وخلال عمليات البحث والتنقيب في الفضاء عن أسرار هذه الكون وجد مجموعة من علماء الفلك أجسام فضائية لم يرها أحد من قبل من خلال فحص أكثر من مليون صورة تم تكوينها لإنشاء أطلس شامل للنجوم وكيفية ولادتها.

التلسكوب المستخدم في تصوير أجسام فضائية جديدة

واستخدم علماء الفلك تلسكوب المسح المرئي والأشعة تحت الحمراء "فيستا" (VISTA) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO)، وقاموا بتجميع أكثر من مليون صورة وتقسيمها إلى فسيفساء ضخمة حتى ظهرت إليهم صورة أظهرت أجسام فضائية لأول مرة تتم رؤيتها.

ويُظهر "أطلس النجوم" المفصل والمكون من 5 حاضنات نجمية (الأماكن الأساسية التي تولد فيها النجوم) والذي ظهرت فيه صورة أجسام فضائية جديدة على بعد أقل من 1500 سنة ضوئية (تبلغ السنة الضوئية 9.7 تريليون كيلومتر)، نجوما فتية في طور التكوين محاطة بسحب كثيفة من الغبار.

وبالإضافة إلى صنع صور أجسام فضائية جديدة ومذهلة، يمكن أن تساعد الملاحظات العلماء في حل ألغاز كيفية تولد النجوم.

ويعرف علماء الفلك أن النجوم تتشكل عندما تنهار بقع باردة وكثيفة للغاية في غيوم شاسعة من الغبار والغاز تحت تأثير جاذبيتها، لكن التفاصيل مثل عدد النجوم التي يمكن أن تولدها سحابة الغبار، وعدد هذه النجوم التي ستستضيف الكواكب، هي تفاصيل أقل وضوحا، وبالرغم من ذلك كانت رؤية جديدة لأول مرة يتم فيها تصوير أجسام فضائية لم تكتشف من قبل.

ويمكن أن تساعد الملاحظات من VISTA علماء الفلك الآن على فهم أفضل لهذه الجوانب من ولادة النجوم وإكتشاف أجسام فضائية جديدة، والعملية المعقدة التي تؤدي إلى التطور النجمي المبكر.

أجسام فضائية.png
 

أهمية اكتشاف أجسام فضائية جديدة

ويقول ستيفان مينغاست، عالم الفلك بجامعة فيينا في النمسا والمؤلف الرئيسي في الدراسة الجديدة: "سيسمح لنا هذا بفهم العمليات التي تحول الغاز والغبار إلى نجوم".

ولرؤية هذه العملية بشكل أفضل، استخدم علماء الفلك تلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي لالتقاط الضوء من داخل هذا الغبار، بالأشعة تحت الحمراء، وباستخدام هذه الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء، يمكن للعلماء إظهار ما هو مخفي عادة عن الأنظار من أجسام فضائية وتفاصيل جديدة في الفضاء.
 

وعلى مدى خمس سنوات، قاموا بفحص خمس مناطق قريبة لتشكيل النجوم وجمعوا أكثر من مليون صورة، ثم تم لصقها معا في فسيفساء كبيرة، بحيث يمكن رؤية مشهد أجسام فضائية لأول مرة بأكمله بالتفصيل.
 

 

ونظرا لأن هذه المناطق شوهدت عدة مرات على مدى فترة طويلة نسبيا، فإن الأطلس لا يُظهر فقط مواضع النجوم بل حركاتها، ويمكن أن يساعد علماء الفلك في معرفة كيفية انتقال النجوم الفتية حولها. ويمكن أن تُظهر البيانات كيف تترك النجوم الصغيرة غيومها الأصلية وما يحدث لها كما تفعل.

كما سيكون بمثابة الأساس لمزيد من العمل، بما في ذلك الملاحظات من التلسكوب الكبير جدا (ELT) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، والذي يتم بناؤه الآن.

وقال مينغاست: "سيسمح لنا التلسكوب الكبير جدا بتكبير مناطق محددة بتفاصيل غير مسبوقة، ما يمنحنا عرضا عن قرب لم يسبق له مثيل للنجوم الفردية التي تتشكل هناك حاليا".
وبهذا نكون قد وفرنا لكم في وكالة "سوا" الإخبارية في هذه المقالة كل ما يتعلق باكتشاف العلماء لمجموعة أجسام فضائية تتم رؤيتها لأول مرة .

المصدر : وكالة سوا - روسيا اليوم

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد