إعادة افتتاح سفارة كوبا بواشنطن بعد 5 عقود من الخلافات
واشنطن / سوا / على أصوات هتافات "نعم لكوبا، لا للحظر"، رُفِع العلم الكوبي أمام سفارة هافانا في واشنطن لأول مرة منذ أكثر من 50 عاما. مئات من المعارضين والمؤيدين للانفتاح الجديد بين البلدين، بالإضافة إلى المارة والصحفيين، حشدوا الشارع حيث تقع السفارة، والتي كانت سابقا مركزا لتسيير المصالح الكوبية تحت رعاية السفارة السويسرية في واشنطن.
سكوت، الذي يسكن جنب المبنى منذ 20 عاما، جاء ليشاهد الحدث وهو يمسك سيجارا كوبياً في يده. وأقرّ بأنه لم يتوقع يوما أن يرى العلم الكوبي يرتفع أمام السفارة، مضيفاً: "أنا سعيد لما يحدث من انفتاح، فالحصار التجاري وتأزم العلاقات هو من مخلفات الحرب الباردة ويجب علينا أن نمشي قدما، فهذا أفضل لنا وللعالم ككل".
مجموعة "كود بينك"، المعارِضة للحرب والتي تقوم عادة بتنظيم مظاهرات، قامت بتنظيم ما وصفته بـ"احتفال"، حمل النشطاء فيه مظلات شمسية كتب عليها "اميغو"، أي "أصدقاء" باللغة الإسبانية". وقالت ديود التي حضرت هذا الاحتفال: "نحن هنا لنضغط لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا.. لكننا نعرف أن العلاقات لن تتحسن اليوم، فلا زال هناك حصار ولا زالت كوبا تعاني".
وبدورها، جاءت فيفيانا ديلغادو، وهي كوبية-أميركية، للاحتفال وهي تلوح بعلم كوبا مع ابنها وابنتها، وجميعهم يرتدون قمصانا بألوان العلم الكوبي.
وقالت ديلغادو والدمع في عينيها: "جئت ليشهد أبنائي التاريخ.. لقد هاجر والدي إلى هنا عام 1960 هربا من الشيوعية.. كل عام كان أبي يتوقع أن نعود إلى كوبا. ربما أعود العام المقبل لأزورها مع أبنائي".
لكن لم يأت الجميع ليحتفل، فأيميل، وهو مهاجر كوبي، رفع يافطة كتب عليها "كوبا، عدلي علاقاتك مع شعبك أولا". قال أيميل إنه جاء اعتراضا على الانتهاكات المنهجية ضد حقوق الإنسان في كوبا، مضيفاً: "عندما تتفاوض الولايات المتحدة مع النظام الكوبي يجب عليها ألا تهمل مطالبها بالحقوق والحريات الأساسية للشعب الكوبي". وسخر أيميل من مؤيدين كانوا يهتفون "فيديل الشعب معك" أمام السفارة، متسائلاً: "كيف يعلمون أن الشعب وراء فيديل؟ لم تجر انتخابات ديمقراطية في كوبا منذ عام 1948".
وتم فتح السفارة رسميا من قبل وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغز في أول زيارة لوزير كوبي للولايات المتحدة منذ عام 1958.
وقال روديريغز إن العلاقات الكوبية-الأميركية لن تتحسن بشكل كامل إن لم ترفع الولايات المتحدة من حظرها التجاري على كوبا وإن لم تتخلى عن القاعدة البحرية في غوانتانامو، وهما قضيتان لن تحلان في أي وقت قريب.
ويمنع الحظر التجاري الشركات الأميركية من التجارة مع أو العمل في كوبا، كما يمنع الولايات المتحدة من التعامل مع أي شركات دولية تعمل في الجزيرة. أما غوانتانامو، فبالإضافة إلى أهمية القاعدة الاستراتيجية فهي الآن معتقلا لمتهمي تنظيم القاعدة وموقعا للمحاكمات العسكرية.
روديريغز ونظيره الأميركي جون كيري أجريا مؤتمرا صحفيا في وزارة الخارجية الأميركية امس الاثنين، قال كيري خلاله: "هذا الإنجاز لا يُعتبر نهاية للخلافات التي تفرق بين حكوماتنا، لكنه يعكس واقع انتهاء الحرب الباردة. وأفضل طريقة لخدمة مصالح البلدين ستأتي عبر الحديث سويا".
إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين جاء بعد مفاوضات سرية استغرقت عامين أدت إلى تبادل للأسرى بين البلدين في ديسمبر من العام الماضي. وهي تُعتبر من الإنجازات الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تفتخر بانفتاحها على أنظمة طالما نبذتها إدارات سابقة.
وسيتم رفع العلم الأميركي على السفارة الأميركية في هافانا في 14 أغسطس المقبل، حين يزور كيري كوبا للمرة الأولى.