يعتبر الحج من أهم الشعائر الدينية في الإسلام، حيث يقوم المسلمون بزيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة لأداء مناسك الحج خلال أيام معينة في السنة، وهو واجب يجب على كل مسلم بإمكانه السفر إلى مكة وتحمل تكاليف الحج، ويجب على كل مسلم بالغ وقادر عليها أداء هذا الركن الخامس من أركان الإسلام مرة واحدة على الأقل في حياته في حال توفرت شروط وجوب الحج والعمرة، لكن المسلمون قادرون على أداء مناسك عبادة العمرة طوال العام.

وبالرغم من أن الحج ركن من أركان الإسلام إلا أن الحج ليس مجرد سفر ترفيهي أو سياحي بل هو مناسك دينية تحتاج إلى الالتزام بشروط وجوب الحج، وسنتعرف في هذه المقالة على تفاصيل وشروط وجوب الحج.

ويعتبر الحج من أعظم العبادات في الإسلام، وتشترط شروط وجوب الحج على المسلمين، وهي الإسلام، البلوغ، العقل" التكليف"، الحرية، القدرة.

شروط وجوب الحج والعمرة

فالإسلام هو الشرط الأول والأساسي لوجوب الحج، حيث لا يجوز لأي شخص غير مسلم القيام بالحج، وهذا الشأن في جميع العبادات ، وذلك لأن العبادة لا تصح من الكافر، وعندما يعتنق المسلم الإسلام فإنه يلزمه القيام بالحج إذا استطاع ذلك.

والبلوغ هو الشرط الثاني من شروط وجوب الحج ويعني الوصول إلى سن الرشد، حيث يجب على المسلم أن يكون بلغ سن الرشد ليتمكن من القيام بالحج، فالصبي لا يجب عليه الحج ، لكن لو حج به وليه صح حجه وللصبي أجر الحج ، ولوليه أجر أيضاً.

والتكليف أو العقلانية هو شرط آخر لوجوب الحج، حيث يجب أن يكون المسلم عاقلاً وقادرًا على فهم شعائر الحج وأداء المناسك بصورة صحيحة.

ويشترط الحرية ليقع على المسلم وجوب الحج، حيث يجب أن يكون المسلم حرًا في قراره بالسفر إلى مكة لإتمام أداء الحج، دون تعرضه لأي أساليب قهر أو اضطرار، فلا يجب الحج على العبد لأنه مشغول بحق سيده.

والقدرة هي شرط يتعلق بالقدرة المالية والصحية، حيث يجب أن يكون المسلم قادرًا على تحمل تكاليف الحج وأن يكون بصحة جيدة لتحمل المشقة والجهد البدني أثناء أداء مناسك الحج والعمرة.

وهذا يشمل الاستطاعة البدنية والاستطاعة المالية، أما الاستطاعة البدنية فمعناها أن يكون صحيح البدن ويتحمل مشقة السفر إلى بيت الله الحرام، وأما الاستطاعة المالية فمعناها أن يملك النفقة التي توصله إلى بيت الله الحرام ذهاباً وإياباً .
 

الاستطاعة بالنسبة للحج أن يكون صحيح البدن وأن يملك من المواصلات ما يصل به إلى بيت الله الحرام من طائرة أو سيارة أو دابة أو أجرة ذلك بحسب حاله ، وأن يملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً على أن يكون ذلك زائداً عن نفقات من تلزمه نفقته حتى يرجع من حجه ، وأن يكون مع المرأة زوج أو محرم لها حتى في سفرها للحج أو العمرة.

الاستطاعة بالنسبة للحج أن يكون صحيح البدن وأن يملك من المواصلات ما يصل به إلى بيت الله الحرام من طائرة أو سيارة أو دابة أو أجرة ذلك بحسب حاله ، وأن يملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً على أن يكون ذلك زائداً عن نفقات من تلزمه نفقته حتى يرجع من حجه ، وأن يكون مع المرأة زوج أو محرم لها حتى في سفرها للحج أو العمرة اهـ .

ويشترط أن تكون النفقة التي توصله إلى البيت الحرام فاضلةً عن حاجاته الأصلية ، ونفقاته الشرعية ، وقضاء ديونه، والمراد بالديون حقوق الله كالكفارات وحقوق الآدميين، فمن كان عليه دين ، وماله لا يتسع للحج وقضاء الدين فإنه يبدأ بقضاء الدين ولا يجب عليه الحج .

وإذا مات المدين الذي منعه سداد الدين عن الحج فإنه يلقى الله كامل الإسلام غير مضيع ولا مفرط ، لأن الحج لم يجب عليه ، فكما أن الزكاة لا تجب على الفقير فكذلك الحج .

ولا يلزم أن يحج الشخص الذي يعمل في التجارة برأس مال تجارته الذي ينفق على نفسه وأهله من ربحها ، إذا كان سيترتب على نقص رأس المال نقصُ الأرباح بحيث لا تكفيه وأهله

إذا فمن كان مستطيعاً ببدنه وماله وجب عليه المبادرة بالحج ، ومن كان غير مستطيع ببدنه وماله، أو كان مستطيعاً ببدنه ولكنه فقير لا مال له، فلا يجب عليه الحج.

ومن كان مستطيعاً بماله ولا يستطيع ببدنه فإنه ينتظر زوال مرضه يشفيه الله ثم يحج، وإن كان عجزه لا يرجى زواله كمريض السرطان أو كبير السن الذي لا يستطيع الحج فهذا يجب عليه أن يقيم من يحج عنه ، ولا يسقط عنه الحج لعدم استطاعته ببدنه إذا كان مستطيعاً بماله.

 

شروط خاصة بالنساء في الحج والعمرة

ويشترط على المرأة وجود المَحرَم معها فلا تَصحُّ عمرتها إلّا مع زوجها أو أحد محارمها، والمرأة التي ليس لها محرم لا تجب عليها العمرة، لكن الشافعية والمالكية أجازوا أداؤها مع مجموعة من النسوة إن أَمِنت على نفسها معهم.

ويعتبر زوج الأخت أو زوج الخالة أو العمة ليس من المحارم، وبعض النساء تتساهل فتسافر مع أختها وزوج أختها، أو مع خالتها وزوج خالته.

ويشترط على المرأة أن لا تكون في فترة العدة من الطلاق أو الوفاة وذلك لأن المرأة المعتدة منهي عن خروجها وسفرها، فمكنها أداء العمرة بعد انتهاء العدة.

ويشترط على المرأة أن يكون معها زوجها أو محرم في الحج المحرم ومن تحرم عليه على التأبيد بنسب أو رضاع أو مصاهرة،

والحج فريضة واجبة إذا توفرت شروط الاستطاعة، وليس منها إذن الزوج، ولا يجوز له أن يمنعها، بل يشرع له أن يتعاون معها في أداء هذا الواجب.

أركان الحج

وبعد التأكد من استيفاء الشروط السابقة، يمكن للحاج الشروع في أداء منسك الحج

وللحج أركان الحج أربعة: الإحرام بالحج في القلب كونه ينوي الحج، والواجب أن يكون من الميقات الذي يمر عليه، والوقوف بعرفة، وطواف الزيارة، يعني: طواف الإفاضة، والسعي، هذه أربعة أركان للحج.

وله واجبات سبعة بينها العلماء، وهي مذكورة في المنسك، وهي المناسك، أولها: الإحرام من الميقات الذي يمر عليه الإنسان، فالذي جاء من مصر يحرم من ميقات مصر من الجحفة، يعني: رابغ، والذي من المدينة يحرم من ميقات المدينة، والذي من نجد يحرم من ميقات أهل نجد، والذي يأتي من اليمن يحرم من ميقات اليمن، كل إنسان يحرم من ميقات بلده، يجب عليه إذا مر عليه بنية الحج أن يحرم من الميقات، أو بنية العمرة كذلك.

الثاني: كونه يقف بمزدلفة بعد انصرافه من عرفات يبيت فيها.

والثالث: المبيت بمنى ليلة إحدى عشرة، واثنا عشرة لمن تعجل، والليلة الثالثة لمن لم يتعجل ليلة إحدى عشرة، واثنا عشرة، وثلاث عشرة.

والرابع: رمي الجمار، هذا من واجبات الحج.

والخامس: الحلق، أو التقصير للرجل، أو التقصير للمرأة، الحلق للرجل، أو التقصير مخير، والمرأة ليس لها إلا التقصير.

والسادس: طواف الوداع، لابد من كون الإنسان إذا فرغ من حجه يطوف للوداع عند سفره إلى بلاده.

والسابع: الوقوف بعرفة إلى الغروب، وإنه إذا وقف بعرفه نهارًا؛ يكمل إلى الغروب، هذا السابع، أما إن وقف في الليل؛ كفاه الوقوف بالليل، والحمد لله، لكن إذا وقف نهارًا؛ يلزمه أن يكمل إلى الغروب.

فهي سبعة واجبات من ترك شيئًا منها وجب عليه دم إلا أن يكون له عذر شرعي، وهذا مبسوط في كتب المناسك وموضح.

وهناك أشياء مشروعة للحاج من تلبية، من حين يحرم يلبي، والإكثار من ذكر الله  والإكثار من الطواف إذا تيسر ذلك، وكل ما يتعلق بالمسائل الشرعية التي ينتهزها الحاج، أو المعتمر، مثل الصدقات على الفقراء، والمساكين، مثل الإكثار من قراءة القرآن، إلى غير هذا من وجوه الخير التي يفعلها في الحرم الشريف، في مكة المكرمة، أو في المدينة إذا زار المدينة.

وبهذا نكون في وكالة سوا الإخبارية قد وفرنا لكم كل ما يتعلق بتفاصيل وشروط وجوب الحج والعمرة وأركان الحج والشروط الخاصة بالنساء في الحج والعمرة.

المصدر : وكالة سوا