العامل الفلسطيني "أمين وردة".. قصة معاناة لم تنتهي
انقضت أيام الحداد الثلاثة ولا يزال الحزن جاثما على صدور عائلة المغدور أمين وردة بالمخيم الجديد وسط قطاع غزة حيث لا زالوا في حيرة من أمرهم حول طبيعة الساعات الأخيرة التي قضاها رب أسرتهم قبل مقتله التي يبدو أنها تمت بفعل الاعتداء الذي نفاه الاحتلال بصورة قطعية من خلال التقرير الذي رافق جثمانه.
يوم عمل واحد كلفه حياته
زوجة الشهيد "وردة" تروي بأنه لم يمضي على استلام زوجها لتصريح العمل في إسرائيل سوى أسبوعين، حيث توجه للداخل للبحث عن عمل في يومين من أيام شهر رمضان بعد استدانة مبلغ مالي كأجرة مواصلات لا تزال ديْنًا بعد استشهاده؛ حيث لم يفلح حينها.
تتابع أنها اقترحت عليه الانتظار حتى انتهاء شهر رمضان ربما يجد فرصة عمل وهذا ما حدث فقد توجه السبت ثاني أيام عيد الفطر وقد استلم عمله يوم الأحد وهو اليوم الذي سبق يوم فقدان الاتصال به، حيث تبددت الآمال التي كان يرجوها بتوفير حياة كريمة لأسرته وقد عمل يوماً واحداً فقط منذ حصوله على التصريح الذي طالما كان يحلم به ليساعده في المساهمة بتغيير الواقع البائس الذي تعيشه تلك الأسرة المكلومة.
تضيف الزوجة بأن زوجها "أبو محمد" كان يتمنى تزويج ابنهم إبراهيم الذي تجاوز الثلاثين من العمر، وهو أول مشروع كان ينوي إتمامه إلا أن رحيله بدد ذلك الحلم.
قتل أم وفاة طبيعية
تقرير معهد الطب العدلي الإسرائيلي في "أبو كبير" يقول: "إن أسباب الوفاة غير مرتبطة بقتل أو انتحار أو إصابة عمل أو اعتداء أو غيره، إنما هي سلسه أمراض يعاني منها المتوفى أدت إلى سبب مباشر حدث بالدماغ أدى إلى وفاته..."؛ وهذا ما تنفيه العلامات الظاهرة على جسد أمين من آثار عنف وكدمات وجروح ناتجة قطعا عن اعتداء خارجي ما ينفي ما جاء في التقرير الإسرائيلي الذي لم يتطرق إلى الأسباب الحقيقية التي أفضت إلى الوفاة في تستر واضح على جريمة الاعتداء الواقعة.
شهود عيان
من جانبها نقلت عائلة المغدور أمين وردة تأكيدات عن شهود عيان تواصلت معهم من الداخل المحتل بأن الحادثة يبدو أنها كانت مدبرة، وأن مجموعة من المستوطنين قد اعتدت بالضرب على أمين وفق الشهود، وأنه تم قتله في مكان الحادث.
مطالب العائلة
إلى ذلك طالبت العائلة المؤسسات الحقوقية بالضغط في اتجاه فتح تحقيق جدي في ملابسات مقتل رب الأسرة حيث أنها على قناعة تامة بأن تقرير الوفاة الوارد من الجانب الإسرائيلي منقوص ويفتقد الحقيقة الكاملة وهو ما تؤكده آثار السحجات والكدمات الواضحة على الجثمان؛ وأن ما حدث لأمين محفور بالذاكرة ولن تمحوه الأيام.