تفاصيل اصطدام نيزك بكوكب الأرض قبل 3 مليار عام
اكتشف علماء الأرض أول دليل على اصطدام نيزك بالأرض، إذ أفادوا أن شظايا من الصخور المذابة انهمرت على كوكبنا قبل ٣.٤٨ مليارات سنة.
اكتشف مجموعة من العلماء في أستراليا شظايا صخرية عمرها ٣.٤٨ مليارات عام ويعتقدون بأنها قد تكون أول دليل على اصطدام نيزك بالأرض.
وقدم الباحثون هذا الاكتشاف- الذي لم تتم مراجعته من قبل- في المؤتمر الرابع والخمسين لعلوم القمر والكواكب في تكساس الأسبوع الماضي في ملخص لنتائجهم؛ حيث قالوا إن الكريات التي حفروها من مجموعة من الصخور البركانية والرسوبية تسمى تشكيل دريسر بيلبارا كراتون في غرب أستراليا وهي تعد أقدم دليلا على احتمالية تأثير الشهب المتفجرة في السجل الجيولوجي للأرض. (الشهب المتفجرة هي نيزك كبير ينفجر في الغلاف الجوي أثناء سقوطه على الأرض).
وتعرف الشظايا أيضا بالكريات التي ربما تكونت عندما ارتطم النيزك بالأرض، مما أدى إلى انتشار صخور النيزك المذابة في الهواء ثم تجمدها وتصلبها على شكل خرز بحجم رأس الدبوس وقد دفنت على مر العصور.
وحتى الآن تعد أقدم الأدلة على تأثير النيازك هي كريات يصل عمرها إلى ٣.٤٧ مليارات عام بالإضافة إلى تشكيل بيلبارا كراتون وشظايا عمرها ٣.٤٥ مليارات عام اكتشفت في كابفال كراتون في إفريقيا الجنوبية.
وأرسل الجيولوجي كريس ياكيمتشوك من جامعة واترلو في كندا- وهو لم يشارك بالبحث- رسالة إلكترونية إلى دورية لايف ساينس أفاد فيها بأن هذا البحث يوثق مقذوفات صخرية قديمة يبلغ عمرها ٣.٤٨ مليارات سنة أي حوالي ١٠ ملايين سنة أقدم مما اكتشف سابقا، وأضاف أن النتائج تعد قوية جدا ولكن لا بد من الوصول إلى مجموعة البيانات بأكملها حتى يتم توثيق أهميتها.
في عام ٢٠١٩ اكتشف العلماء الكريات من قلب الصخور الرسوبية وأرخوها باستخدام النظائر، وتعد النظائر نسخا من ذات العنصر الكيميائي الذي يحتوي على كتل مختلفة نظرا إلى عدد النيترونات داخل النواة. بينما أفاد ياكيمتشوك بأن تقنية التأريخ النظيري للزركون المعدني تعد قوية جدا وموثوقة حيث تعطينا فكرة جيدة وواضحة عن أعمار تلك الكريات.
وأجمع الفريق على أن الكريات تعد من أصل غريب نظرا إلى تركيبها الكيميائي حيث اكتشفوا عناصر مجموعة البلاتين، مثل: الإيريديوم، بكميات أعلى بكثير مما توجد عادة في الصخور الأرضية، بالإضافة إلى معادن تسمى إسبينيل النيكل والكروم ونظائر الأوزميوم ضمن النطاق النموذجي لمعظم النيازك. وأشاروا أيضا إلى أن الشظايا تتشكل على هيأة أثقال أو قطرات عند اصطدام الكريات وتحتوي على فقاعات إذ تظهر عندما تتجمد بقع الصخور الذائبة بعد ضربة النيزك.
إنه لمن الصعب العثور على أدلة على اصطدام النيازك بالأرض وإن وجدت غالبا ما تكون مثيرة للجدل بسبب عمل الصفائح التكتونية والتعرية على تآكل قشرة الكوكب إذ تمحو آثار الضربات القديمة، مثل الحفر الناتجة عن الاصطدام.
وفي دراسة أجريت عام ٢٠١٢ زعمت أنها كشفت عن أقدم فوهة نيزكية في العالم وأكثرها جدلا وحدة بين العلماء، ولكن من جهة أخرى، عندما تمحو القوى الجيولوجية فوهة بركان لا يبقى أي أثر سوى أثر الكريات.
وأفاد ياكيمتشوك قائلا:“ هناك مجموعتان من الصخور المرتبطة بالاصطدام. المجموعة الأولى هي المكان الذي لا تزال فيه حفرة الاصطدام محفوظة، وتعد أقدم حفرة معروفة هي هيكل يارابوبا الذي يبلغ عمره ٢.٢٣ مليار عام في غرب أستراليا. أما المجموعة الثانية هي المكان الذي لدينا فيه شظايا من الصخور والمعادن التي تشكلت من خلال الاصطدام لكنها قذفت بعيدا عن فوهة الارتطام وتوجد الآن في الصخور”.
ويقوم الفريق حاليا بدراسة عن الصخور التي تغلف الكريات ويحللون الطبقات المختلفة من الرواسب التي حفروها لتحسين فهمهم عن ضربات النيزك. في الحقيقة، لقد صقلت هذه الآثار القديمة شكل الأرض وشكلت أدلة نادرة عن تاريخ كوكبنا.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم في وكالة سوا كل ما يتعلق بقصة إصطدام نيزك بكوكب الأرض قبل ما يزيد عن 3 مليار عام وكيف تم العثور على بقايا النيزك.