آخر أخبار السودان.. ما هي شروط البرهان وحميدتي للتفاوض؟

البرهان وحميدتي

ما هي شروط البرهان وحميدتي للتفاوض - بعد 11 يوم على القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم تخللها 4 هدن هشة تكثفت الضغوط الخارجية على طرفي الصراع لتحويل الهدنة الأخيرة إلى وقف إطلاق نار دائم والجلوس إلى مفاوضات انهاء الأزمة واستكمال العملية السياسية.

إلى أين تتجه موازين القوة العسكرية على الأرض؟

استطاع الجيش السيطرة على قواعد ومراكز قوات الدعم السريع في 17 ولاية من أصل 18 ، إما عبر المواجهات العسكرية أو الاستسلام كما حدث في بعضها ودمر وسيطر على كل قواعد ومقار قوات الدعم السريع في الخرطوم.

في المقابل انشترت قوات الدعم السريع في مواقع حكومية عدة في الخرطوم وغالبيتها مقار للشرطة التي انسحبت منها، ولديها انتشار في هدة أحياء وطرق رئيسية في العاصمة السودانية وأم درمان والخرطوم بحري ، ولا تزال تحتفظ بوجود جزئي في مطار الخرطوم.

حدد حميدتي في ثالث أيام المواجهات أهداف العملية لقواته، والمتمثلة في السيطرة على الحكم وتسليمه إلى سلطة مدنية والقبض على البرهان لمحاكمته، مشيرا إلى انحياز ضباط كبار في الجيش لقواته، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، ويبدو أنه كان يلمح إلى المفتش العام للجيش ورئيس القضاء العسكري وقائد معهد تدريب الاستخبارات، الذين أسرهم في منازلهم المجاورة لمقر إقامته مع الساعات الأولى للمواجهات.

هل أخطأ الطرفان الحسابات العسكرية؟

يعتقد خبراء عسكريون أن تقديرات البرهان وحميدتي لم تكن دقيقة فالأول يبدو أنه لم يكن مستعداً للحرب أو كان مستبعداً وقوعها ،فقوات الدعم السريع كانت تشارك في حراسة القصر الرئاسي وسط الخرطوم ، وتنتشر فرب قيادة الجيش وتحتشد في المدينة الرياضية الواقعة في اتجاه طريق المطار المودي لمقر قيادة الجيش ؛ وذلك بأسلحة ثقيلة قبل أيام من اندلاع الحرب ولم يتخذ أي إجراءات في وقتها .

في المقابل، يرى الخبراء أن حميدتي كان يظن أنه بإمكانه حسم المعركة خلال ساعات، عبر قتل أو اعتقال البرهان ورفاقه العسكريين في مجلس السيادة والسيطرة على مقر قيادة الجيش، وبالتالي يصبح الرجل الأول في الدولة رئيسا لمجلس السيادة بالوكالة، وما يتبع ذلك من الحصول على دعم سياسي من بعض القوى التي كانت متحالفة معه في الفترة الأخيرة، وتشكيل حكومة مدنية تعتمد عليه في حمايتها.

شروط البرهان وحميدتي لوقف دائم لإطلاق النار؟

حدد البرهان شرطا واحدا للجلوس مع قيادة الدعم السريع لوقف النار، وهو سحب قواتهم من الخرطوم إلى خارجها والعودة إلى مواقعها ما قبل ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وكشفت مصادر عسكرية أن قائد الجيش أبلغ الوسطاء أنه لا مجال للحديث مع حميدتي، وإنما أي قيادات أخرى من قادته ومستشاريه، وخروج القوات من العاصمة وكافة المدن ووضعها في معسكرات حتى موعد دمجها في الجيش، وإبعاد حميدتي ومحاسبته على تمرده وإزهاق الأرواح وتدمير المؤسسات والبينة التحتية.

في المقابل، اشترط حميدتي إبعاد البرهان من قيادة الجيش والتفاهم مع قيادة جديدة تختارها المؤسسة العسكرية، وتسليمه المقار والقواعد التي دمرها الجيش، وأبدى استعداده لدمج قواته في الجيش وفق ترتيبات فنية وفترة زمنية يتم التوافق عليها، ولا يمانع من مغادرة المشهد السياسي واستمراره في قيادة قواته إلى حين دمجها، حسب المصادر ذاتها.

هل يتغير المشهد السياسي بعد توقف الحرب؟

كان الانقسام السياسي والاستقطاب والاتفاق الإطاري الموقع بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي، من الأسباب التي عجّلت بالصدام العسكري بين البرهان وحميدتي، حيث منح الاتفاق قوات الدعم السريع وضعا موازيا للجيش، مما استفز المؤسسة العسكرية، كما حاولت قوى المجلس المركزي الاستئثار بالسلطة على حساب القوى السياسية الأخرى، والاستنصار بقوة حميدتي العسكرية ونفوذه في الدولة وثقله المالي.

ويتوقع مراقبون أن تعمل قوى إقليمية ودولية حريصة على استقرار السودان -لتقديرات أمنية وجيوسياسية- على تحييد دور الجنرالين البرهان وحميدتي في الحياة السياسية، ونقل السلطة إلى حكم مدني وراءه قاعدة سياسية عريضة، تمكنه من الاستقرار والتصدي لتحديات البلاد وتهيئتها لانتخابات حرة ونزيهة.

ما السيناريوهات المتوقعة؟

ينتظر أن تعود البلاد إلى المسار السياسي بعد توقف دوي المدافع وأزيز الرصاص، وقالت مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية للجزيرة نت إن المزاج العام في الجيش يدعو إلى عدم العودة إلى العملية السياسية بشكلها السابق، باعتبارها كانت وصفة للانقسام والنزاع السياسي وتقترح تشكيل حكومة تصريف أعمال لإدارة شؤون البلاد وإجراء انتخابات بعد عام.

غير أن الاتحاد الأفريقي وقوى إقليمية ودولية أخرى تستعجل العودة إلى العملية السياسية وفق منهج جديد يشمل توسيع قاعدة القوى السياسية وعدم عزل أي قوى سوى حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا، وتحقيق أكبر قدر من التوافق الوطني، وتشكيل حكومة مدنية، مع إبعاد البرهان وحميدتي عن المسرح السياسي، وفرض عقوبات دولية عليهما في حال عرقلتهما انتقال البلاد نحو الحكم المدني الديمقراطي.

وفي حديث مع الجزيرة نت، يرى الخبير الإستراتيجي محمد حماد أن جلوس البرهان وحميدتي على طاولة المفاوضات سيحملهما على تقديم تنازلات قد تكون مقبولة للمؤسسة العسكرية التي تعتقد أنها منتصرة في الحرب ويفترض أن تفرض شروطها.

على الجانب الآخر، ارتفعت أصوات في داخل قيادات بالدعم السريع تحمل قائدها مسؤولية ما تعرضت له من خسائر كبيرة في صفوفها، وكسر عظمها العسكري وإضعاف حاضنتها الاجتماعية، بوضعها في مواجهة الدولة، ورجح أن ذلك قد يدفعهما على التنحي لاحقا.

وكان البرهان قال الأسبوع الماضي إنه اقترح على حميدتي أن يقوما معا بالتنحي إذا كانا سببا في مشاكل البلاد، لكنه رفض.

المصدر : وكالة سوا_ الجزيرة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد