يديعوت: إسرائيل تترقّب توجّه الصين لمحاولة حل الصراع مع الفلسطينيين
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الثلاثاء 25 أبريل 2023، إن الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية تترقّب توجّه الصين لمحاولة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وذلك بعد نجاحها الأخير في تجديد العلاقات بين السعودية وإيران.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن الاتفاق الأخير بين طهران والرياض كان مثالاً على قدرة بكين لتجاوز الخلافات بينهما، لكن يبدو أن إسرائيل ملتزمة تجاه الولايات المتحدة، وسط دعوات لزيادة انخراطها في الشرق الأوسط.
وأضافت، "تقدر المحافل السياسية الإسرائيلية أن الصينيين يحاولون حل الصراع الذي استمر عقودًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولذلك جاء اتصال وزير الخارجية إيلي كوهين مع نظيره الصيني تشين غانغ، دون الإعلان الإسرائيلي أن المحادثة شملت أي نقاش حول المفاوضات مع الفلسطينيين، بل التأكيد أنهما ناقشا خطر البرنامج النووي الإيراني".
وتابعت يديعوت في تقرير لها "الإعلان الصيني جاء فيه أن وزير الخارجية تحدث مع نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني رياض المالكي ، وركز معهما على موضوع مختلف تمامًا، وهو الخوف من تصعيد التوترات بين الجانبين، ودعمه لاستئناف مفاوضات بينهما، بدليل استعدادها في سبيل ذلك، وأكد لكوهين أن اتفاق السعودية وإيران خير مثال على تجاوز الخلافات بالحوار، طالبا منه التشجع على إظهار الشجاعة السياسية، والتحرك نحو استئناف الحوار مع الفلسطينيين".
وأشارت إلى أن "هذه التطورات كشفت أمام إسرائيل عن زيادة التدخل الصيني في الشرق الأوسط، وقد سُئل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة CNBC عنها، وقال إننا "نحترم الصين، لكن لدينا تحالف مع الولايات المتحدة".
من جانبه، أشار معلق الشؤون العسكرية والأمنية رون بن يشاي إلى أن واشنطن تعتبر بكين منافسا وعدوا رئيسيا لها في جميع المجالات الاقتصادية والعسكرية، لذلك من المقلق لإسرائيل أن تعزز قبضتها على الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة، باعتبارها القوة الراعية لإسرائيل في المنطقة".
وأكد أن "الصين تقوم بأعمال كبيرة، لكن إسرائيل لديها تحالف ضروري مع صديقتها الكبيرة الولايات المتحدة، ولذلك دعا نتنياهو لزيادة التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، زاعما أن "إسرائيل ليست وحدها، فمعظم دول الشرق الأوسط ترحب بمشاركة أمريكية أكبر في الشرق الأوسط، ومن المهم للغاية أن تكون الولايات المتحدة واضحة بشأن التزامها ومشاركتها في الشرق الأوسط".
تومي شتاينر خبير العلاقات الصينية الإسرائيلية في مجموعة SIGNAL، أوضح أن "كلام نتنياهو يعني أن إسرائيل بدأت تفهم أن التدخل الصيني في القضايا السياسية والاستراتيجية في الشرق الأوسط قد يضر بها، لأن المبادئ التي استرشدت بها الصين ضمن "مبادرة الأمن العالمي" أساسا للمصالحة السعودية الإيرانية تعتبر إشكالية للغاية من وجهة نظر إسرائيل، لأنها تسعى للحفاظ على أمن جميع دول المنطقة، وعدم وضع "الأمن المطلق" لدولة واحدة فوق الدول الأخرى، في إشارة إلى إسرائيل".
وختم بالقول إن "مصلحة إسرائيل تكمن في منع توسع النفوذ السياسي الصيني في الشرق الأوسط، بل يشير إلى خيبة أمل مشتركة لإسرائيل وشركائها بالمنطقة من تراجع الاهتمام الأمريكي بالشرق الأوسط، لأن التنافس مع الصين وروسيا يؤثر على الاهتمام السياسي والاستراتيجي الرئيسي لواشنطن، رغم أن الشرق الأوسط فقد أهميته بالنسبة لها، وسواء كان التقدير بشأن المصلحة الأمريكية في المنطقة صحيحًا أم لا، فهذا هو العامل الذي دفع الصين لزيادة مشاركتها في الشرق الأوسط".