غزة / خاص سوا / خالد الأستاذ / تتعالى أصوات تكبيرات العيد في ليلته الأولى، وسط تبادل أحاديث بين العائلة من جهة، والأصدقاء من جهة أخرى، حول أحد الطقوس المعتاد عليها في العيد، وأهمها تناول وجبة "الفسيخ".

وتعتبر وجبة "الفسيخ" من أهم الطقوس التي اعتاد على تناولها المجتمع الفلسطيني عامة والغزيين خاصة، عند صبيحة اليوم الأول ل عيد الفطر السعيد، فيما يتحدث عبدالله صاحب الاثني عشر ربيعًا مع صديقه، عن تحضيرات عائلته لوجبة "الفسيخ".

وترسخت عادة تناول الفسيخ لدى الغزيين على مدار عقود منصرمة، وي فتح ذلك أبواب الرزق أمام بائعيه الذين ينتشرون في الأسواق وعلى الأرصفة لعرض ما لديهم من كميات.

واتخذ بعض المتعطلين عن العمل بيع الفسيخ قبل العيد مهنة موسمية لتوفير مصدر دخل محدود لأسرهم .

لا عيد دون "الفسيخ"

"لا نشعر بالعيد دون تناول وجبة الفسيخ (..) أنا والفسيخ عشرة عُمر" بهذه العبارة عبّر الشاب نضال الشيخ سلامة (24 عامًا)، عن حبه الكبير لهذه الوجبة.

ويقول الشيخ سلامة في حديث لوكالة (سوا)، إنه يبحث عن أفضل أنواع "الفسيخ" نظرًا لعشقه لهذه الوجبة، على حد تعبيره.

ويفضّل الشاب العشريني "فسيخ البوري" الذي يعتبر أفضل الأنواع بالنسبة له، وذلك بعد تجربته لعدة أنواع على مدار عدة أعوام.

أما مصطفى (53عامًا) وهو صاحب إحدى محلات بيع الفسيخ، فإنه يعتبر هذه الأيام تشهد إقبالا كبيرًا من المواطنين على شراء الفسيخ.

ويوضح الخمسيني الملقب بـ "الدرش" أن أسعار الفسيخ ترتفع في هذه الأيام، مشيرًا إلى أنها تتراوح ما بين (20- 40) شيكل، وفقًا لجودته.

ويؤكد أن الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الغزيين، تؤثر سلبًا على إقبالهم لشراء الفسيخ، خاصة وأن بعض الموظفين لم يتقاضوا رواتبهم، منوهًا إلى وجودة عدة أنواع من الفسيخ.

ويعرب "الدرش" عن أمله بأن يزداد إقبال المواطنين على شراء "الفسيخ" خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها، نتيجة عدم تلقيهم رواتبهم من جهة، وزيادة الحصار المفروض على قطاع غزة من جهة أخرى.

ومما لا شك فيه فإن عدد كبير من باعة "الفسيخ" ينتظرون بفارغ الصبر المواسم التي تدر عليهم الزبون والتي من أشهرها مواسم العيد.

ويبقى تحضير طبق "الفسيخ" للفطور في صباح العيد هو سيد الموقف لدى الغزيين لحظة وداعهم لشهر الصيام واستقبالهم لثلاثة أيام من العيد، وكل عام وأنتم بخير.