صلاة عيد الفطر.. موعدها وكيفية أداءها وحكمها

صلاة عيد الفطر.. موعدها وكيفية أداءها

صلاة عيد الفطر .. موعدها وكيفية أداءها وحكمها - عيد الفطر هو أحد الأعياد الدينية الهامة في الإسلام، ويحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم. يأتي عيد الفطر بعد شهر رمضان المبارك، ويمثل نهاية فترة الصيام الشهرية.

يتميز عيد الفطر بأجوائه الفرحة والبهجة، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء للاحتفال معًا. كما يقوم المسلمون بـ صلاة عيد الفطر في المساجد والساحات العامة، ويتبادلون التهاني والتبريكات، ويزينون منازلهم ويتناولون وجبات الطعام اللذيذة.

يعتبر عيد الفطر فرصة للتضامن والتآزر بين المسلمين، ولإظهار الحب والتقدير للآخرين، وللتذكير بأهمية العائلة والمحبة في الحياة. وبهذه المناسبة السعيدة، نتمنى للجميع عيدا مباركا وأياما سعيدة ومليئة بالخير والبركة.

ونقدم لكم عبر وكالة سوا في هذه المقالة التي جاءت بعنوان: "صلاة عيد الفطر.. موعدها وكيفية أداءها" العديد من الأحكام الهامة المتعلقة بصلاة عيد الفطر فيما يلي:

صلاة عيد الفطر

تُصَلَّى صَلَاةُ عِيدِ الْفِطْرِ فِي الصَّبَاحِ، بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ بِمُقَدَّارِ اِرْتِفَاعِهَا عَنِ الْأُفُقِ بِحَوْلِ عِشْرٍ، وَتُكَبَّرُ فِيهَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً، تَبْدَأُ بِالتَّكْبِيرِ وَتَنْتَهِي بِهِ، وَيَكُونُ الْإِمَامُ قَائِمًا يَخْطُبُ بَعْدَ الصَّلاَةِ. وَيُؤَدَّى هَذَا الْعَيْدُ فِي الْمَصَلَّى، وَتَتَجَمَّعُ فِيهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ، وَتَكُونُ فِيهِ جُمْعَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ، يَلْتَقِي فِيهَا الْأَصْدِقَاءُ وَالأَقْرَبَاءُ، وَيَتَبَادَلُونَ التَّهَانِيَ وَالتَّبْرِيكَاتِ.

موعد صلاة عيد الفطر

تصَلَّى صَلاَةُ الْعِيدِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ شَوَّالَ، وَذَلِكَ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ بِمُقَدَّارِ اِرْتِفَاعِهَا عَنِ الْأُفُقِ بِحَوْلِ عِشْرٍ.  وَتَتَوَقَّفُ الْجُمُوعُ الْمُسْلِمَةُ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ لِأَدَاءِ هَذِهِ الصَّلاَةِ وَالْاِحْتِفَالِ بِعِيدِ الْفِطْرِ. وَيَعْتَبرُ هَذَا الْعِيدُ فَرَصَةً لِلتَّلاَحُمِ وَالْوِحْدَةِ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَلِتَعْزِيزِ الْمُحَبَّةِ وَالْأَخَوَّةِ بَيْنَهُمْ.

وتختلف مواقيت صلاة العيد بالضيط من دول لأخرى بحسب توقيت شروق الشمس فيها، ولمعرفة مواقيت صلاة عيد الفطر في جمع دول العالم من خلال الدخول إلى الرابط التالي:

موعد صلاة عيد الفطر 2023 في جميع الدول

كيفيّة أداء صلاة عيد الفطر

تُصلّى صلاة العيد مَثنى؛ أي ركعتَين تليهما خُطبةٌ كخُطبة الجمعة؛ فهي سُنّةٌ مأثورة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، حيث يُوضّح الإمامُ للمسلمين أحكام العيد، ويُرغّبهم بسننه وآدابه، وقد فصّل العلماء في بيان كيفيّة صلاة عيد الفِطْر، وبيان تفصيل كلّ مذهبٍ فيما يأتي:

صلاة عيد الفطر عند المذهب الشافعي

قالوا بأنّ صلاة العيد كغيرها من النوافل؛ وتُؤدّى ركعتَين، وفيما يأتي شرح كيفية صلاة العيد: يُندَب للمُصلّي أن يُكبّر سبع تكبيراتٍ بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح، ويُشترَط أن تكون تلك التكبيرات قبل الاستعاذة والقراءة، ويرفع يدَيه في كلّ تكبيرةٍ.

يُسَنّ له أن يفصل بين كلّ تكبيرتَين بمقدار آيةٍ مُعتدلةٍ، وأن يضع يدَيه تحت الصدر بين كلّ تكبيرتَين، وأن يقول سرّاً: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر"، وفي الركعة الثانية يزيد خمس تكبيراتٍ على تكبيرة القيام، ويفعل كما فَعل في الركعة الأولى.

تجدر الإشارة إلى أنّ التكبيرات الزائدة سُنّةً؛ فلو نَسِيها، أو تركها، فإنّه لا يسجد للسَّهو، وإن وقع لديه شكٌّ في العدد، فإنّه يبني على الأقلّ، ويُسَنّ الجهر في التكبير للإمام والمُصلّين.

يُسَنّ للإمام والمُنفرد الجهر في القراءة، أمّا إن تابع المأموم الإمام في صلاته، ودخل معه في الركعة الثانية، فإنّه يُتابعه في عدد التكبيرات إلّا إن زادت عن خمسٍ، ويُكبّر خمس تكبيراتٍ أيضاً في الركعة التي يُؤدّيها وحده بعد سلام الإمام، ويترك المأموم التكبيرات الزوائد إن لم يفعلها الإمام، ويقتدي بإمامه أيضاً إن كبّر أقلّ من سبع تكبيرات، أو خمس

. تُسَنّ قراءة سورة ق، أو سورة الأعلى، أو سورة الكافرون في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وقراءة سورة الإخلاص، أو سورة القمر في الركعة الثانية.

اقرأ أيضاً: متى تبدأ تكبيرات عيد الفطر 2023؟

صلاة عيد الفطر عند المذهب الحنبلي

ينوي المُصلّي صلاة العيد ركعتَين، ثمّ تُندَب له قراءة دعاء الاستفتاح، والتكبير ستّ مرّاتٍ مع رَفْع اليدَين، والترديد بين التكبيرات: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً، وصلّى الله على النبيّ وآله وسلّم تسليماً"، أو ترديد أي ذِكْرٍ آخر.

يتعوّذ، ويُبسمل، ويقرأ سورة الفاتحة، وسورة الأعلى، أمّا في الركعة الثانية، فإنّه يُكبّر فيها خمس تكبيراتٍ بعد تكبيرة القيام، ويفعل ما فَعله في الركعة الأولى، ويتعوّذ بالله بعد التكبيرة الأخيرة، وتُسَنّ البسملة.

يقرأ سورة الفاتحة وسورة الغاشية في الركعة الثانية، ولا يُعيد المأموم التكبيرات إن أدرك إمامه بعد أدائه إيّاها، كما لا يأتي المُصلّي بالتكبيرات الزائدة إن نَسِيها كلّها، أو بعضها؛ لأنّها سُنّةٌ قد فات مَحلّها.

صلاة عيد الفطر عند المذهب الحنفي

ينوي المُصلّي صلاة العيد بِقلبه، فيقول: "نويت أن أصلّي صلاة العيد"، وينوي متابعة الإمام إن أراد الاقتداء به، ويُكبّر. يبدأ بالثناء على الله -سبحانه-، ويُكبّر التكبيرات الزائدة على تكبيرة الإحرام، وتبلغ ثلاث تكبيراتٍ دون تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع.

يسكت بين كلّ تكبيرةٍ وأخرى بمقدار ثلاث تكبيراتٍ، ويُردّد: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر"، ويُسَنّ رَفع اليدَين عند كلّ تكبيرةٍ؛ سواء للإمام، أو المُقتدي، أو المنفرد.

يقرأ سورة الفاتحة وسورةً بعدها، ويُسَنّ أن تكون سورة الأعلى، أمّا الركعة الثانية، فتبدأ بالبسملة، وسورة الفاتحة، وسورة أخرى، ويُندَب أن تكون سورة الغاشية، وبعد القراءة يُكبّر ثلاث تكبيراتٍ دون تكبيرة الركوع، ويُكمل صلاته.

صلاة عيد الفطر عند المذهب المالكي

اعتبروا صلاة العيديَن كصلاة النوافل إلّا أنّ المُصلّي يأتي بستّ تكبيراتٍ قبل القراءة وبعد تكبيرة الإحرام، وبخمس تكبيراتٍ بعد تكبيرة القيام في الركعة الثانية، ويُكرَه رَفْع اليدَين حين التكبير إلّا تكبيرة الإحرام؛ إذ يُندَب رَفْع اليدين فيها.

يُندَب تقديم التكبير على القراءة، ولا حَرج في تأخيره إلى ما بعد القراءة، ولا تصحّ مُتابعة الإمام إن كان يزيد أو ينقص في عدد التكبيرات، أو يُؤخّرها إلى ما بعد القراءة، وتُندَب لغير الإمام المُوالاة في التكبيرات مع عدم ترديد أيّ شيءٍ بينها.

يُندب للمُصلّي قراءة سورة الأعلى، أو نحوها في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وقراءة سورة الشمس، أو نحوها في الركعة الثانية، مع ندب الجَهْر بالقراءة.

تجدر الإشارة إلى أنّ كلّ تكبيرةٍ زائدةٍ سُنّة مُؤكدةٌ؛ فإن نَسِيَ منها المُصلّي شيئاً وتذكّرها قبل الركوع، فإنّه يأتي بها، أمّا إن كان منفرداً، فإنّ إعادة القراءة تُندَب له، ويسجد سهواً بعد السلام، ولا يأتي بشيءٍ إن تذكّر ما نسيَه بعد الركوع، ويسجد للسّهو قبل السلام، أمّا إن نَسي تكبيرة واحدة، فلا يسجد للسّهو لها.

إن اقتدى المُصلّي بإمامٍ وهو يُكبّر، فإنّه يُكبّر معه؛ سواء في الركعة الأولى، أو الثانية، إلّا إن أتى بما فاته من الركعات بعد تسليم الإمام، فإنّه يأتي بركعةٍ يُكبّر فيها ستّ تكبيراتٍ دون تكبيرة القيام، كما أنّه يقضي ما فاته إن أدرك أقلّ من ركعةٍ، ويأتي بستّ تكبيراتٍ.


خطبة عيد الفطر 2023

وتُلقَى خُطبَتَا الْعِيدِ بَعْدَ صَلاَةِ الْعِيدِ، وَتَكُونُ هَذِهِ الْخُطْبَةُ بِمَنْحَى فِكْرِيٍّ إسلامي يَدْعُو إِلَى الْخُشُوعِ وَالتَّوَاضُعِ أَمَامَ اللهِ وَالْإِخْلاصِ لَهُ، وَتُرَكِّزُ الْخُطْبَةُ عَادَةً عَلَى الْمُوَاضِيعِ التَّالِيةِ:

1- تَحْذِيرٌ مِنْ الْمَعَاصِي وَتَذْكِيرٌ بِالتَّوْبَةِ.

2- حَثٌّ عَلَى الْخُشُوعِ وَالْتَّقْوَى، وَبَذْلِ الْجَهْدِ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ.

3- التَّحَدُّثُ عَنْ الْعَيْشِ الْإِسْلَامِيِّ الْصَحِيحِ، وَدَعْمُ قَيْمِ الْأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ.

4- الْتَّذْكِيرُ بِالْأَحَدَاثِ الْتِّارِيخِيَّةِ لِلأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَدُعَاءٌ لِلْمُسْلِمِينَ الْمُضْطَرِّينَ فِي مُخْتَلِفِ بُقَاعِ الْعَالَمِ.

5- التَّحَدُّثُ عَنْ قَضَايَا الْأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَالْوَاجِبُ الْإِسْلَامِيُّ تَجَاهَهَا.

6- تَعَرُّضٌ لِلْمُشْكِلَاتِ الْأُسْرِيَّةِ وَالْاجْتِمَاعِيَّةِ وَتَحْرِيضٌ عَلَى الْحَوَارِ وَالْصُّلْحِ.

مكان صلاة عيد الفطر

يُسَنّ أداء صلاة عيد الفطر في مُصلّى؛ لِما ورد من فِعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إن لم يكن هناك أيّ عُذرٍ يمنع من ذلك، أمّا إن وُجِد عذرٌ، كالمطر، أو الرِّياح، فلا حرج بأن تُؤدّى في المسجد، وإن وُجِد مَن لا يستطيع الخروج إلى المُصلّى؛ لضعف أو عجز، استخلف الإمام في مسجد البلد من يُصلّي بهم؛ لِما ورد من فِعل عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

 وقد قال ابن قدامة -رحمه الله- في ذلك: "السنّة أن يُصلى العيد في المصلّى؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يخرج إلى المصلّى ويدع مسجده، وكذلك الخلفاء من بعده، ولأنّ هذا إجماع المسلمين، فإنّ الناس في كلّ عصرٍ ومصرٍ يخرجون إلى المصلّى فيصلّون العيد"، وقال ابن القيّم أيضاً: "كان -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّي العيديَن في المصلّى، وهَدْيه كان فعلهما في المصلّى دائماً".

حُكم صلاة عيد الفطر

تعدّدت أقوال أئمة الفقه في حكم صلاة عيد الفطر، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ، بيانها فيما يأتي:

القول الأوّل: قال الشافعيّة، والمالكيّة بأنّ صلاة العيد سُنّةٌ مُؤكّدةٌ؛ استدلالاً بِما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من قَوْله لأعرابيٍّ سأله عمّا افترضَه الله -سبحانه- عليه: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ)،[٥] واستدلّوا أيضاً بمُداوَمة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

القول الثاني: قال الحنفيّة بأنّ صلاة العيد واجبة؛ وقد استدلّوا بأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- داومَ عليها، ولم يتركها ولو مرّة واحدة، ولأنّها تُصلّى جماعةً؛ فلو كانت سُنّةً لَمَا أُدِّيت جماعةً، أو جاء فيها استثناء كصلاة التراويح.

القول الثالث: قال الحنابلة بأنّ صلاة العيد فرضٌ على الكفاية؛ استدلالاً بِقَوْل الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وبعدم ترك النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لها.

حكمة مشروعيّة صلاة عيد الفطر

يُؤدّي المسلمون صلاة عيد الفطر بعد أن مَنّ الله عليهم بإتمام صيام شهر رمضان؛ شُكراً له، على ما أنعم به عليهم من النِّعم التي لا تُحصى، كصحّة أبدانهم، وأداء العبادات التي شَرعها؛ من صدقة، وتكبير، وصلاة، وقيام، وصيام، وغيرها.

مكانية عيد الفطر عند المسلمين

عيد الفطر من الأعياد الهامة عند المسلمين، حيث يحتفلون به في اليوم الأول من شهر شوال الموافق لليوم الأول بعد انتهاء شهر رمضان المبارك. يُعَدُّ هذا العيد فرحة وسعادة للمسلمين، حيث يقومون بزيارة الأهل والأصدقاء وتبادل التهاني والهدايا، كما يقومون بإعطاء الصدقة وصرف الزكاة إلى المحتاجين. كما يتوجهون لصلاة العيد في المساجد، حيث يلتقون ببعضهم البعض ويتبادلون التحايا والأحاديث الودية، ويُذَكِّرون بأهمية الوحدة والأخوة والمحبة بين المسلمين.

وبذلك نكون قد أجملنا اكم متابعينا كل ما يخص صلاة عيد الفطر والتي استعرضنا فيها: كيفية أداء صلاة عيد الفطر وعدد ركعاتها وموعد أداءها ومكان إقامتها وما هي الحكمة من شروعية صلاة عيد الفطر.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد