عيد الفطر 2023 الجمعة أم السبت فلكيا
عيد الفطر 2023 الجمعة أم السبت فلكيا، إذ أن عيد الفطر هو أحد الأعياد الدينية الهامة في الإسلام، ويأتي بعد شهر رمضان المبارك الذي يصوم فيه المسلمون، يعتبر عيد الفطر فرصة للتواصل الاجتماعي والترفيه والتهاني بين الأصدقاء والأقارب والمجتمع بأسره، يبدأ عيد الفطر بعد صلاة الفجر في أول يوم من شهر شوال في التقويم الهجري، وتشمل احتفالات العيد زيارة الأهل والأصدقاء وتبادل التهاني والهدايا، ويتم تناول وجبات خفيفة وحلويات تقليدية مثل المعمول والكعك والبسبوسة.
مركز الفلك الدولي أثار الجدل خلال الساعات القليلة الماضية حول موعد عيد الفطر 2023 الجمعة أم السبت فلكيا، في وقت يؤكد عدد من خبراء الفلك أن عيد الفطر 1444 سيكون يوم الجمعة وأن شهر رمضان سيكون 29 يوما، حيث ستتحرى دول العالم الإسلامي هلال شهر شوال (عيد الفطر 1444 هـ) يوم الخميس 20 إبريل/نيسان 2023م.
عيد الفطر 2023
مركز الفلك الدولي قال إن رؤية هلال شوال وتحديد أول يوم عيد الفطر 2023 يوم الخميس غير ممكنة بالتلسكوب في غالبية دول العالم العربي والإسلامي، باستثناء أجزاء من غرب أفريقيا ابتداء من ليبيا، إلا أن الرؤية تبقى صعبة جدا وتحتاج إلى تلسكوب دقيق وراصد محترف وظروف جوية استثنائية، واجتماع هذه العوامل قليل الحدوث، وبالتالي لا يتوقع أن يرى الهلال حتى باستخدام التلسكوب من أي مكان في العالم العربي ما لم تتوفر الظروف سالفة الذكر.
عيد الفطر 2023 الجمعة أم السبت
وقال مركز الفلك الدولي أن الأصل في اعتماد رؤية هلال شهر شوال شرطا لبدء الشهر أن يكون عيد الفطر 2023 يوم السبت 22 إبريل ، ولكن هل ما ذكر أعلاه يعني أنه لن يتقدم أحد بالشهادة مساء يوم الخميس؟ الجواب أنه وباستقراء الماضي، وبمثل هذه الظروف فإن بعض الأشخاص يتقدمون بالشهادة برؤية الهلال بمثل هذه الظروف وتقبل شهادتهم في بعض الدول، وبالتالي من المتوقع أن يكون العيد يوم الجمعة في العديد من دول العالم الإسلامي، ما لم يختلف هذا العام عن سابقه.
وأضاف مركز الفلك :" في الحقيقة إن نفس هؤلاء الأشخاص كانوا يتقدمون في السابق برؤية الهلال والقمر غير موجود في السماء أصلا، فإن شهدوا سابقا برؤية شيء غير موجود فلا غرابة أن يشهدوا الآن برؤية شيء موجود، ولكنه لا يرى".
وتابع :" لقد قام العديد من الباحثين بتقييم نسب الخطأ في تحديد بدايات الأشهر الهجرية قي دولهم، وتوصلوا إلى نتائج صادمة، تؤكد تقدم بعض الأشخاص برؤية الهلال في العديد من السنوات وهو إما تحت الأفق أو كانت رؤيته غير ممكنة".
وتجدر الإشارة إلى انتشار دلالات غير دقيقة في بعض التصريحات، حيث فرقت بين بداية الشهر فلكيا وبدايته شرعيا، فقيل أن عيد الفطر 2023 فلكيا يوم الجمعة وشرعيا يوم السبت، ولا نميل لهذه التفرقة لعدة أسباب.
فأما فلكيا، فإنه ليس من اختصاص الفلكيين تحديد الشروط اللازمة لبدء الشهر وتحديد أول أيام عيد الفطر 2023 ، فهذه أمور فقهية لها أهلها ومختصوها، فكما أننا كفلكيين لا نقبل أن يتدخل الفقهاء بتقييم صحة الشهادة من الناحية العلمية، فإنه لا يجوز لنا كفلكيين أن نقحم أنفسنا في أمور هي ليست من اختصاصنا ولا نفقه فيها، فالمحدد لمعيار بدء الشهر هم الفقهاء، وأما إن كان المقصود هو "حسابيا"، فالعيد الجمعة بحساب الاقتران وهو السبت أيضا بحساب الرؤية! إنه شهر واحد فقط، يحدد معياره الفقهاء ويحسبه الفلكيون بناء على معيارهم.
وقال مركز الفلك :" بالعودة إلى قول الفقهاء، نجد أن جلهم يخبروننا بأن المعول عليه هو رؤية الهلال وتحديد أول يوم عيد الفطر 2023 وليس مجرد وجوده، وبالرجوع للآية الكريمة، لا نجدها قالت يسألونك عن القمر أو المحاق، بل قالت صراحة: {ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}، والقمر لا يسمى هلالا إلا إن رآه الناس واشتهر ذلك بينهم، ونقتبس قول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حيث قال: "قول شيخ الإسلام رحمه الله: إن الهلال اسم لما استهل بين الناس، والشهر هو ما اشتهر بينهم، بناه على جملة من الأدلة وهي:
الأول: أن الله سبحانه وتعالى علق أحكاما شرعية بمسمى الهلال، والشهر: كالصوم والفطر والنحر، فقال تعالى: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، فبين سبحانه أن الأهلة مواقيت للناس والحج. والهلال مأخوذ من الاستهلال وهو رفع الصوت، والشهر مأخوذ من الاشتهار. فما لم يستهل الناس به، ولم يشتهر بينهم، فلا يكون هلالاً ولا شهراً."
وأذكر في هذا المقام ما قاله فضيلة الشيخ عبد الله آل محمود المفتي السابق ورئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية رحمه الله، فقد قال: "قد ثبت بالتجربة والاختبار كثرة كذب المدعين لرؤية الهلال في هذا الزمان؛ وكون الناس يرون الهلال قويا مضيئا صباحا من جهة الشرق ثم يشهد به أحدهم مساء من جهة الغرب وهو مستحيل قطعا، ويشهدون برؤيته الليلة ثم لا يراه الناس الليلة الثانية من كل ما يؤكد بطلان شهادتهم.
وتابع :" كما شهدوا في زمان فات برؤية هلال شوال وأمر الناس بالفطر فأفطروا، وعند خروجهم إلى مصلى العيد لصلاة العيد انخسفت الشمس والناس في مصلى العيد ، فالاستمرار على هذا الخطأ الناشئ عن الشهادات المزورة لا يجيزه النص ولا القياس، ولن نعذر عند الله وعند خلقه بالسكوت عنه.. فلأن نخطئ في التوثق والاستحياط أولى من أن نخطئ في التساهل والاستعجال."
وقال فضيلته: "إن الهلال لن يُطلب من جحور الجرذان والضبان بحيث يراه واحد دون الناس كلهم! وإنما نصبه الله في السماء لاهتداء جميع الناس في صومهم وحجهم وسائر مواقيتهم الزمانية؛ {ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} وما كان ميقاتا للناس لزم أن يشاهدوه جليا كمشاهدتهم لطلوع الفجر عندما يريدون الإمساك للصوم وعندما يريدون صلاة الفجر... فيا معشر علماء الإسلام أنقذونا وأنقذوا أنفسكم وأنقذوا الناس معكم من هذا الخطأ المتكرر كل عام حتى صار عند أكثر الناس من المألوف المعروف."