الغزيون يودعون رمضان بأطباق من الكعك والمعمول

غزة / خاص سوا / خالد الأستاذ /اعتاد الفلسطينيون على الانشغال بطقوس التراث الفلسطيني مع اقتراب عيد الفطر المبارك، وأبرزها حلوى العيد "الكعك والمعمول" الذي تجتاح رائحته جميع أرجاء محافظات غزة، بل وتتعدى إلى الضفة.


ويعتبر الكعك من أبرز الطقوس التي تنشغل بها نساء المجتمع الفلسطيني، في نهاية شهر رمضان ، بل يكاد أن يكون من العادات "المقدسة".


الحاجة أم حازم (61 عامًا) إحدى النساء التي اعتادت على عمل الكعك منذ صغرها، بل أنها تتفنن في عمله.


وتقول الستينية "أصنع الكعك واتفنن في إعداده منذ الصغر، فما أن انهيت العام التاسع عشر من عمري حتى كنت بارعة في إعداد وصنع الكعك والمعمول الذي كان يصفه عمدة الحارة بالأفضل على الإطلاق".


ولم يقتصر عمل "الكعك" على النساء، بل أصبحت فتيات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن العشرين عامًا، يتقنّ عمله بعد أخذ خبرة أمهاتهم.


الشابة سارة صاحبة السابعة عشر ربيعاً أصبح لديها رغبة كبيرة في مشاركة امها في إعداد الكعك والمعمول، وبعد أن تحولت تلك الرغبة إلى طبق أعدته سارة بعد خوضها التجربة الأولى في صناعة الكعك وصفت ذلك بـ "التجربة الأجمل على الإطلاق".


وليس بعيداً عن مسلسل النساء اللواتي يعمدن على إعداد الكعك والمعمول مع نهاية شهر رمضان الكريم وجدنا الحاجة أم أشرف (70)عام والتي لم تترك أي عام يمضي فيه الشهر الفضيل إلا وأعدت في نهاية ذاك الشهر الفضيل قطع جميلة من الكعك والمعمول.


لكنها امتنعت هذا العام عن إعداد الكعك والمعمول كنوع من المحافظة على مشاعر العائلة التي شهدت حالة وفاة لوالدهم.


وكما نوهت الحاجة إلى أن بعض العائلات في المجتمع الفلسطيني ترفض إعداد الكعك والمعمول في العام الذي يكون قد شهد وفاة احد الاعزاء على العائلة.


ولعل التكلفة المرتفعة نوعا ما لإعداد الكعك والمعمول باتت سبب في ضعف إقبال العائلات الفلسطينية على تلك الحلوى في ظل الواقع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه معظم السكان في قطاع غزة.


السبب أعلاه أجبر عائلة الحاج "منار" على تقليص الكمية المعدة في العادة من الكعك والمعمول إلى كمية صغيرة جداً بعد الضائقة المالية التي تتعرض لها، بالتزامن مع موسم إعداد ذاك النوع من الحلوى والذي يحتاج إلى تكلفة ليست بالبسيطة.


ليبقى طبق الكعك والمعمول بجانب كأسة الشاي هو الطبق الملائم والأفضل للزوار بعد انتهاء شهر رمضان، فهذا ما إعتاد عليه المجتمع الفلسطيني.


ليبقى ذاك الطبق يناطح كل المنافسة القائمة من جانب الحلوى الأخرى التي تسعى لأن تتبوأ الصدارة في إكرام الضيوف يوم العيد، وكل عام وأنتم بخير .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد