الأردن ستطرح خطة سلام
قمة جدة تبحث مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية
تنطلق في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية اليوم الجمعة قمة لدول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق وذلك من أجل بحث مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية ، حيث تأتي هذه القمة بعد يومين من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى المملكة بعد انقطاع دام قرابة 12 عاما.
خطة سلام أردنية من أجل سوريا
قال مصدر أردني مسؤول قبل اجتماع يعقد اليوم، الجمعة، لمناقشة عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، إن الأردن يدفع "خطة سلام" عربية مشتركة بادعاء أنها يمكن أن تضع حدا للتبعات المدمرة للصراع في سورية، الذي تشارك فيه دول أجنبية أبرزها روسيا وإيران.
وأضاف المصدر أنه ستتم مناقشة الخطة في اجتماع تستضيفه السعودية في مدينة جدة بحضور وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي، لمناقشة إنهاء الحرب في سورية.
وقال المسؤول الأردني، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة رويترز إن الأردن اقترحت تشكيل مجموعة عربية مشتركة "تتعامل مع الحكومة السورية مباشرة بشأن خطة مفصلة لإنهاء الصراع".
وأضاف أن "خارطة الطريق التفصيلية تتناول جميع القضايا الرئيسية... وحل الأزمة حتى تتمكن سورية من استعادة دورها في المنطقة والانضمام مجددا إلى جامعة الدول العربية".
وكان الأردن من أوائل الدول العربية التي نشب خلاف بينها وبين نظام الأسد بشأن طريقة التعامل مع الصراع، وقال بعد أن استعاد النظام السيطرة قبل نحو عامين، إنه يتعين كسر الجمود في الصراع.
وأضاف المسؤول أن اتباع نهج "خطوة بخطوة" في إنهاء الأزمة والسماح في نهاية المطاف لسورية بالعودة إلى جامعة الدول العربية يمثل أساس خارطة الطريق التي يدفع بها الأردن، مضيفا أن بلاده تستضيف 1.3 مليون لاجئ سوري.
وأردف المسؤول الكبير قائلا إن خارطة الطريق مهمة "لمعالجة التبعات الإنسانية والأمنية والسياسية للصراع".
وأثار وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خطة السلام هذه خلال لقاء مع الأسد في دمشق، في شباط/فبراير الماضي، في أول زيارة من نوعها لمسؤول أردني كبير منذ نشوب الصراع السوري.
واستقبلت أبو ظبي وسلطنة عُمان الأسد، الذي نأى عنه الغرب، بينما اكتسب التطبيع زخما في أنحاء أخرى بالمنطقة في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية.
وقالت السعودية، التي امتنعت منذ فترة طويلة عن التطبيع مع الأسد، إن هناك حاجة إلى اتباع نهج جديد مع دمشق، وذلك بعد تقارب بين السعودية وإيران، الحليف الرئيسي لسورية في المنطقة. ودعت الرياض وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، للقدوم لإجراء محادثات، أول من أمس، اتفق البلدان خلالها على إعادة فتح السفارتين قريبا.
وقال المسؤول إن الأردن أطلع حليفته واشنطن ودولا أوروبية رئيسية على الخطة، مضيفا أن هناك قضية رئيسية يتعين معالجتها هي عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من سورية، وكثير منهم يخشى الانتقام إذا عاد.
وتابع المسؤول أن الحصول على دعم الغرب أمر حاسم لإنهاء الأزمة، وكذلك رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن دمشق لتمكين عملية إعادة إعمار ضخمة للبلد الذي مزقته الحرب وتلبية احتياجاته الإنسانية الملحة.
كما تنشد الخطة إجراء مصالحة وطنية وأن توضح دمشق مصير عشرات الآلاف ممن فقدوا خلال الصراع، والذين يُعتقد أن كثيرين منهم لقوا حتفهم في مراكز احتجاز أقامها النظام، وفقا لجماعات حقوقية غربية.
وأضاف المسؤول أن وجود "ميليشيات طائفية"، في إشارة إلى الفصائل الموالية لإيران بقيادة حزب الله، يمثل مصدر قلق كبير للأردن والدول العربية.
وستحتاج سوريا أيضا إلى اتخاذ خطوات للقضاء على تجارة تهريب المخدرات، التي تقدر بمليارات الدولارات، إلى الأردن والخليج من حدودها الجنوبية والتي تقول كل من عمّان والرياض إن الفصائل الموالية لإيران تقف وراءها.
وقال المسؤول الأردني إنه "نريد إنهاء هذه الأزمة، وإعادة الأمن والاستقرار لسورية أمر ضروري لأمن المنطقة".