طالب رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار مساء اليوم الجمعة الإسرائيليين بالكف عن العبث في القنبلة النووية المسماة الحرم القدس ي والمسجد الأقصى وذلك خلال خطاب له في مهرجان الضفة درع القدس بمناسبة يوم القدس العالمي.

ووجه السنوار خلال خطابه عدة رسائل مهمة مبينا أن ردة فعل المقاومة في الضفة وغزة وجنوب لبنان كانت مثل صعقة كهربائية صغيرة، لكنها أوصلت رسالة للاحتلال لم يفهمها من كل الوسطاء.

خطاب السنوار اليوم في يوم القدس العالمي

يهدف يوم القدس العالمي إلى أن تبقى القدس حاضرة في ضمير الأمة ووجدان العالم، ولتجديد العهد في كل عام مع القدس والأقصى.

نقدر عاليا مشاركة الرئيس الإيراني من خلال كلمة له في مهرجان غزة لإحياء يوم القدس العالمي، ونقدر تجديده التزام إيران بدعم المقاومة الفلسطينية.

 نقدر عاليا الالتزام الذي أعلنه وجدده السيد حسن نصر الله تجاه فلسطين والمقدسات، ونسجل ذلك بحروف من عز وفخر ونور.

 مشاركة الجماهير الحاشدة في المدن العربية والعالمية والإسلامية في يوم القدس دليل دامغ على أن القدس والأقصى يتربعان في صميم قلوب أمتنا، وأنها القضية الجامعة الموحدة التي يمكن الأمة الالتفاف حولها.

السر المكنون وراء الصمود الأسطوري العجيب في الأقصى ومن حوله هم المرابطون والمرابطات قلب الأمة والطائفة المنصورة. 

 أهم أهداف السائرين على درب تحرير القدس يجب أن يكون استقرار المنطقة وازدهارها والتئام شعوبها وتآلفهم.

 الضرورة توجب على الدول العربية والإسلامية  الوحدة والتصالح وإنهاء الخلافات بينها.

نرى أن من الضروري المُلح عودة سوريا للجامعة العربية والمسارعة لبناء وترميم ما دمرته الحرب فيها.

نعتقد أننا  كفلسطينيين بقدسنا وأقصانا نمثل المادة اللاصقة التي يمكن أن تجمع شتات الأمة وتوحد صفوفها حول قضيتها الأولى.

 لقد وقع علينا ظلم كبير من الكثيرين من المحبين الذين أرادوا منا أن ننحاز لطرف دون آخر فيما وقع من نزاعات داخلية، الأمر الذي كان سيشغلنا عن مسارنا الاستراتيجي في التحضير لمعركتنا الكبرى معركة وعد الآخرة.

 المقاومة في غزة ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه إلا بفضل الله ثم بدعم إيران وإسنادها الدائم.

نطمئن أمتنا أننا وإخواننا في محور القدس وبعد أن تخلّت غالبية الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية عن واجبها في الدفاع عن القدس والأقصى قد قطعنا شوطا كبيرا على طريق جهوزية محور القدس لتحقيق وعد الآخرة.

 يا أهلنا في القدس نتابع تفاصيل رباطكم ونراقب سلوك قوات الاحتلال ضدكم، وقيادة المقاومة حتما ستؤازركم وتحميكم كما حدث في الأيام السابقة.

 يا أهلنا في القدس وفي الداخل وفي الضفة، القدس والأقصى أمانة في أعناقكم، فعلى كل قرية وبلدة ومخيم ومدينة أن ينظموا أنفسهم للمرابطة في الأقصى.

يا مقاومي الضفة، المقاومة معكم تراقب فعلكم وجرائم العدو وقيادة المقاومة ومحور القدس لن تبخل عنكم بالغالي والنفيس لتعزيز جهادكم وثورتكم.

يوم القدس ليس مجرد مهرجانات واحتفالات وخطب تلقى، بل بات اليوم بارودا وأنفاقا وصواريخَ وجنودا وكتائبَ وعشاق شهادة يتبايعون على الموت.

نفتخر بالمظاهرات والحشود والمشاركات في يوم القدس، ويجب أن تتحول أعوامنا جميعها إلى أيام للقدس نفديها بجهدنا وعرقنا وكل ما نملك.

العالم كله يرى الحرب الدينية التي يشنها شذاذ الأقصى على القدس والضفة.

إذا لم تكن كل اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمعتكفين والمرابطين حربا دينية، فما هي الحرب الدينية؟

الحرب الدينية الصهيونية ليست على الإسلام فقط، بل أيضا على المسيحية، فماذا يعني هدم المقابر المسيحية والهجمات على الكنائس، ومنع إخوتنا المسيحيين من الوصول إلى كنائسهم في مدينة القدس.

قبل رمضان تداعت دول لمنع حرب كبرى في فلسطين بسبب الأقصى، وحاولت الإدارة الأمريكية إقناع الاحتلال بضبط خطواته في المسجد الأقصى، لكنه لم يستمع وكرر اقتحام الأقصى، فجاءه الرد على جرائمه.

ردة فعل مقاومتنا في الضفة وغزة وجنوب لبنان كانت مثل صعقة كهربائية صغيرة، لكنها أوصلت رسالة للاحتلال لم يفهمها من كل الوسطاء.

نحن ندرك النوايا المبيتة للاحتلال لما بعد رمضان، ونؤكد أننا في قوى المقاومة ومحور القدس لهم بالمرصاد، وسنقوم بواجبنا بالدفاع عن قدسنا وأقصانا وشعبنا.

أقول لزعماء العالم الذين يسمون أنفسهم قادة العالم الحر، لقد انكشف كذبكم وزيف ادعاءاتكم ومعاييركم المزدوجة، وسترون ما ستؤول إليه المنطقة إذا استمرت هذه الحرب الدينية.

أقول لقادة الدول العربية والإسلامية عبارات الاستنكار لم تعد كافية، ولا بد من تغيير استراتيجي في مساراتكم  في إنهاء التطبيع وإغلاق السفارات ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني.

رسالتي ليهود العالم، أعلوا أصواتكم برفض سلوك الحكومة الصهيونية وقاطعوها وأجبروها على تغيير مسارها، وإلا فأنتم أول من ستحترقون بنار الحرب الدينية التي يشعلونها.

المصدر : وكالة سوا