شروط الاعتكاف في المسجد - العشر الأواخر من رمضان
شروط الاعتكاف في المسجد - العشر الأواخر من رمضان، حيث يبحث الكثير من المسلمين حول العالم، عن شروط الاعتكاف في المسجد مع دخول العشر الأواخر من رمضان والاعتكاف في اللغة العربية يعني لزوم الشيء وحبس النفس عليه، أما المقصود بالاعتكاف في اصطلاح الشرع هو: "المكث في المسجد بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى".
ونضع بين أيديكم ما يبحث عنه الجمهور عبر محركات البحث في جوجل، عن شروط الاعتكاف في المسجد ومدة الاعتكاف.
شروط الاعتكاف في المسجد
نستعرض في شروط الاعتكاف في المسجد، أن الاعتكاف في المسجد هو التقرب إلى الله عزوجل والتفرغ لعبادته وذكره وتسبيحه واستغفاره وقراءة القرآن، وبالانقطاع عن الناس والتخفف من الشواغل لأجل ذلك التقرب تزكية للنفس وتنقية للقلب من الذنوب والمعاصي، فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قالت: "كَانَ النبي (صلى الله عليه وسلم) يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ الله ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ." (رواه البخاري).
ويصح الاعتكاف من كل إنسان مسلم عاقل بالغ أو مميز سواء أكان ذكرا أو أنثى، ويجب أن يكون المعتكف طاهرا من الحدث الأكبر (الجنابة)، وأن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه الصلاة للآيتين المتقدمتين، وأفضله ما كان في المساجد الثلاثة المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة و القدس ، كما يصح الاعتكاف من غير صوم عند أكثر العلماء لأنه مستحب عندهم لا واجب؛ والأوْلى بالمعتكف أن يصوم أو يعتكف في وقت الصيام (رمضان مثلا) ويجوز للمعتكف التنظف والتعطر والتزين في الملبس والمظهر.
وقد شُرع الاعتكاف لنا ولمن قبلنا، قال تعالى: ( وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ١٢٥) [البقرة:125].
حكم الاعتكاف في المسجد
الاعتكاف سنّة في كل وقت، وأفضله يكون في العشر الأواخر من رمضان؛ لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) داوم عليه في العشر الأواخر من رمضان.
ومن شروط الاعتكاف في المسجد ما يلي:
- النية: ينوي المعتكف لزوم المسجد قربةً وتعبدًا لله جل وعلا ؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ".
- أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه صلاة الجماعة: فلا يصح في غير المسجد؛ لقوله تعالى: ( وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ) [البقرة:187]؛ ولفعله (صلى الله عليه وسلم)؛ لأن الاعتكاف في مسجد لا تقام فيه صلاة الجماعة يقتضي ترك الجماعة وهي واجبة عليه، أو تكرار خروج المعتكف كل وقت، وهذا ينافي المقصود من الاعتكاف، أما المرأة فيصح اعتكافها في كل مسجد سواء أقيمت فيه الجماعة أم لا، هذا إذا لم يترتب على اعتكافها فتنة، فإن ترتب على ذلك فتنة منعت، والأفضل أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه الجمعة، لكن ذلك ليس شرطًا للاعتكاف.
- الطهارة من الحدث الأكبر: فلا يصح اعتكاف الجُنُب، ولا الحائض، ولا النُّفَساء؛ لعدم جواز مكث هؤلاء في المسجد.
- يجب على المعتكف أن يراعى نظافة المسجد بحيث يكون صورة مشرفة للدين الإسلامي.
أقرأ/ي أيضًا: شروط الاعتكاف بالمسجد الحرام في العشر الأواخر من رمضان 2023
- يجب على المسلم أن يكون لديه العلم أن الهدف من الاعتكاف هي كثرة الصلاة وقيام الليل والذكر، وأيضا أداء صلاة التهجد والذكر والدعاء، بالإضافة إلى قراءة القرآن وأيضا سماع دروس العلم.
مدة الاعتكاف في المسجد
يصح الاعتكاف في أي يوم، وبأي مدة، إلا أن الأفضل ألا يقل الاعتكاف عن يوم أو ليلة؛ لأنه لم ينقل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا عن أحد من أصحابه الاعتكاف فيما دون ذلك.
الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
وهي أفضل أوقات الاعتكاف؛ لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها: "أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِن رَمضانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ الله، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ". (رواه البخاري).
ومن نوى اعتكاف العشر الأواخر من رمضان صلَّى الفجر من صبيحة اليوم الحادي والعشرين في المسجد الذي ينوي الاعتكاف فيه، ثم يدخل في اعتكافه، فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ، وَإِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ دَخَلَ مَكَانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ" (رواه البخاري).
ومن شروط الاعتكاف في المسجد أنه ينتهي بغروب شمس آخر يوم من رمضان، والأفضل أن يكون الخروج صبيحة يوم العيد، وهو الثابت عن كثير من السلف.
ما يباح للمعتكف
- الخروج من المسجد لما لا بد منه، كالخروج للأكل والشرب، إذا لم يكن له من يحضرهما، والخروج لقضاء الحاجة؛ لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا اعْتَكَفَ يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ فأرَجِّلُهُ [ أرجله: أسرح شعره]، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ" (رواه مسلم).
- تسريح الشعر وتمشيطه؛ للحديث السابق.
- التحدث إلى الناس فيما يفيد، والسؤال عن أحوالهم، ولكن لا ينبغي له الإِكثار من ذلك؛ لأنه ينافي مقصود الاعتكاف.
- زيارة بعض أهله وأقاربه له، والخروج من معتكفه لتوديعهم؛ فعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضى الله عنها قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِيَ لِيَقْلِبَنِي (ليقلبني: يردني إلى بيتي)" (متفق عليه).
وبهذا نكون قد اختتمنا مقالنا في وكالة سوا الإخبارية حول شروط الاعتكاف في المسجد ومبطلات الاعتكاف وأوقات الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان .