أحكام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، في ظل الأجواء الرمضانية المميزة التي تشهدها المجتمعات الإسلامية حول العالم، يستعد الكثيرون للاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. فالاعتكاف هو من العبادات النافعة التي يحث عليها الإسلام، وتعتبر فرصة للتخلص من الشغل اليومي والتفرغ للعبادة والتقرب إلى الله.

تعتبر العشر الأواخر من رمضان فترة مميزة من الشهر الفضيل، حيث يُعتقد أن ليلة القدر تصادف إحداها، وهي من أفضل الليالي في السنة، ولذلك يلجأ الكثيرون إلى الاعتكاف في هذه الفترة المميزة، ونقدم لكم في هذا المقال السردي جميع ما يخص موضوع أحكام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ومبطلاته

مفهوم الاعتكاف

ان المقصود بالاعتكاف هو المكوث في المساجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لتقرب إلى الله، والتفرغ لعبادته بالدعاء والصلاة وقراءة القران الكريم والخلوة المشروعة مع الله، كما تعد هي سنة مستحبة لقول الله (ولا تُباشِرُوهُن وَأَنْتم عَاكِفُون في المَساجِد)، ويجب أن يكون هناك شروط معينة للاعتكاف أهمها أن يكون الشخص المعتكف مسلم بالغ، متطهراً من النجاسات كافة مثل الجنابة والحيض والنفاس.

عبادة الاعتكاف في شهر رمضان

ان الاعتكاف عبادة لا تختص برمضان، لكن يختص بالمساجد، وفي رمضان أفضل، والنبي اعتكف في رمضان، واعتكف في شوال -عليه الصلاة والسلام- والاعتكاف في العشر الأخيرة أفضل

ومن شروطه أن يكون في المسجد، وأن يكون المعتكف ليس بجنب ولا حائض ولا نفساء، ولا يكون اعتكافه يمنعه من أداء ما أوجب الله عليه، فإذا كان في مسجد لا يصلى فيه جماعة لا يعتكف، يعتكف في المساجد التي فيها جماعة حتى يصلي مع الجماعة.

أحكام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

الاعتكاف سنة فعلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأفضل ما يكون في رمضان، فقد فعله المصطفى ﷺ وإن اعتكف في غير رمضان؛ فهو سنة، ولعل أسباب ذلك مشاغل الناس، وكثرة إقبالهم على الدنيا، لكن موجود من يعتكف في المساجد إلى الآن، الحمد لله موجود في رمضان كثيرًا، أما في غير رمضان فلعله قليل.

ويمكن للمسلمين أن يعتكفوا في أي وقت من العام، ولكن أحكام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان يعتبر أفضل وأجراً، ويجب على المسلمين الاستغلال الأمثل لهذه الفرصة المميزة لتحصيل الأجر الأكبر والاستعداد النفسي للعبادة.

مبطلات الاعتكاف / محرمات الاعتكاف

هناك مجموعة من العوامل والمؤثرات التي تبطل صحة الاعتكاف، جاءت على النحو التالي:

الجماع: اتفق علماء المسلمون أن الجماع يفسد الاعتكاف، ولكن النظر إلى الزوجة أو لمسها بشكل غير مقصود بدون رغبة لا ينقض الاعتكاف، وحرموا ذلك إذا باشر الرجل زوجته بشهوة.

قطع نية الاعتكاف: اختلف فقهاء المسلمين في بطلان الاعتكاف إذا نوى المسلم الخروج من الاعتكاف، فأكد البعض أنها باطلة لمجرد نية المقاطعة، وقال المذهب الحنبلي إن اعتكافه باطل بنية الخروج من المسجد وبنية التردد، اما مذهب الشافعية قالو إن قطع نية الاعتكاف لا ينتقض الاعتكاف.

المسكرات: اقر جمهور الفقهاء المسلمين ان السكر يبطل الاعتكاف إذا شرب ما يُسكر.

الردة: إذا ارتد المسلم عن دينه الإسلام بطل اعتكافه بإجماع جميع الأئمة، فالإسلام يعد شرط أساسي من شروط الاعتكاف.

الجنون وحالة الإغماء: اختلف أهل العلم حول اعتبار الجنون والإغماء مبطلين للاعتكاف، ولكن اتفق جمهور علماء المسلمين إلى عدم اعتبارها باطلة للاعتكاف.

فوائد الاعتكاف

- التعود على استعمال العقل استعمالًا مفيدًا، عندما يقوم المعتكف بعبادة التفكر في ملكوت الله سبحانه، والتأمل في مخلوقاته، وإدراك عظمته وربوبيته.

- التخلص من فضول الكلام والثرثرة، وفضول النوم، وفضول الطعام والشراب، وكثرة الاختلاط.

- يساعد الإنسان على عدم إضاعة الوقت، لأن المعتكف المنقطع لله سبحانه ولعبادته، مستثمر لوقته أفضل أنواع الاستثمار، ومحرز لوقته عن تضييعه فيما لا يفيد ولا يجدي.

- يتخفف من ضغوط حياته ومشاغله، ويقلل من انفعالاته الضارة.

وفي نهاية هذا المقال نستنتج أن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان يمثل فرصة ثمينة للتقرب إلى الله وتحقيق الأجر العظيم، وأما عن أحكام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فهو سنة والبعض يعتبرها سنة مؤكدة وفي النهاية هو من العبادات التي يحث عليها الإسلام، ويمكن من خلالها تعزيز الروحانية وتحسين العلاقة بالله، لذلك ينبغي على المسلمين الاستفادة من هذه الفرصة المميزة لتحقيق الأجر والمغفرة في هذه الأيام العظيمة.

المصدر : وكالة سوا