"هآرتس": على إسرائيل منح الاتفاق فرصة
القدس / سوا / تحت عنوان "منح الاتفاق فرصة"، كتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم الأربعاء أن الاتفاق النووي هو إنجاز دبلوماسي ضخم لجميع الأطراف الموقعة على الاتفاق، وأنه لحظة تاريخية في علاقة الغرب مع إيران منذ الثورة الإسلامية في العام 1979. وقالت إنه للمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية تجري مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة أفضت إلى اتفاق فيه اعتراف متبادل وتساوي بين كل الأطراف الموقعة.
وقالت الصحيفة إن الجهود الكبيرة التي بذلتها الأطراف وخصوصا الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق أفضت إلى شيء بمقدوره، ولو بشكل مؤقت، إزالة أحد المخاطر الكبيرة في الشرق الأوسط وتحديدا على دولة إسرائيل، في إشارة إلى الخطر النووي الإيراني.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي قال إن "الاتفاق ليس مثاليا، لكنه أفضل ما استطعنا التوصل إليه"، وقالت إنه يبدو أيضا هذا أفضل ما يكمن للقوى الغربية التوصل إليه
وأوضحت الصحيفة أن المخاوف والشكوك تجاه الاتفاق مفهومة خصوصا في ظل التجارب السابقة مع إيران، لكنه مثل أي اتفاق، بما فيها المثالي، سيحكم عليه بناء على التزام إيران بتطبيقه روحا ونصا، كما حصل عندما تصرف الغرب بالاتفاق المرحلي في الشهور الأخيرة من خلال متابعة التزام إيران بتطبيق الاتفاق.
وأضافت الصحيفة أن من حق إسرائيل، التي ترى نفسها الهدف الأول للتهديدات الإيرانية، بأن تتعامل مع الاتفاق بتشكك وبعدم ثقة، لكن عليها متابعة السلوك الإيراني بتيقظ والإنذار من أي خرق للاتفاق. فعلى الرغم من أنها ليست طرفا في الاتفاق، لكن ذلك لا يعفيها من مهمتها كـ"كلب حراسة" من التهديدات النووية الإيرانية.
في المقابل، دعت الصحيفة إسرائيل منح إيران والدول الغربية فرصة عادلة للانطلاق في طريق جديد. وأكدت أن المفاوضات الإيرانية – الغربية مست بشكل كبير في علاقات تل أبيب وواشنطن، خصوصا في ظل الهجوم الإسرائيلي على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، واتهامه بـ"بيع إسرائيل"، وقالت إن استمرار هذا النهج من شأنه أن يعتبر كإنجاز لإيران.
لذا، دعت "هآرتس" الحكومة الإسرائيلية اللحاق بالمجتمع الدولي ومشاركته مخاوفه وآماله أيضا في أعقاب التوصل لاتفاق مع إيران. وشددت على أن الدول الغربية الموقعة على الاتفاق هي حزام الأمان الذي بمقدوره ضمان أمن إسرائيل وسلامتها.