توتنهام يعلن رسمياً رحيل المدرب كونتي
أعلن نادي توتنهام هوتسبير رسميا رحيل مدربه أنطونيو كونتي بالتراضي ، بعد 16 شهراَ قضاها على رأس القيادة الفنية للفريق اللندني.
في مؤتمر صحفي اتهم كونتي توتنهام بالأنانية ، كما انتقد ثقافة النادي عقب التعادي مؤخراَ أمام ساوثهامبتون (3-3) في الدوري الإنجليزي الممتاز
ويحتل توتنهام المركز الرابع في جدول ترتيب البريميرليج حاليا، لكنه ودع كل المنافسات الأخرى.
وسيبحث توتنهام بالتالي عن المدرب الرابع للفريق في غضون 4 أعوام، وذلك منذ رحيل الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عن تدريب السبيرز في عام 2019.
وأشار بيان النادي الرسمي إلى أن المدرب المساعد كريستيان ستيليني سيتولى تدريب توتنهام بمعاونة ريان ماسون حتى نهاية الموسم الحالي.
يغارد كونتي الفريق وهو في المركز الرابع قبل 10 مراحل من نهاية الموسم.
انضم الإيطالي إلى نادي شمال لندن في نوفمبر 2021 وقد سبقته سمعته كمدرب قوي وناجح، على الأقل محلياً، ولكن مع نقطة سلبية تتمثل بعدم البقاء في منصبه لفترة طويلة.
وضع توتنهام آماله بكونتي المتوّج بلقب الدوري مع كل من يوفنتوس وإنتر الإيطاليين وتشلسي الإنكليزي، لانهاء فترة 15 عاماً من دون ألقاب.
وعلى الرغم من أن البعض اعتبر أنه من الصعب على توتنهام اجتياز حاجز الدوري الإنكليزي، عرف كونتي العام الماضي كيف يغرس في فريقه العقلية التي سمحت له بالفوز على أرسنال في سباق الرمق الأخير على البطاقة الأخيرة المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
كونتي يتجاوز الحدود
غير أن تردي النتائج في الكؤوس المحلية والخروج أخيرا من ثمن نهائي المسابقة القارية الأم الأعرق أمام ميلان الإيطالي (صفر-1 ذهاباً وصفر-صفر إياباً)، مع عروض مملة، أدت إلى فتور العلاقة مجدداً بين النادي ومدربه.
وفي حين بدا أن تجديد عقد كونتي مع نهاية الموسم موضع تشكيك، قرر الإيطالي أن يتجاوز الحدود خلال مؤتمر صحفي عقده بعد تعادل فريقه مع مضيفه ساوثمبتون 3-3 بعد أن كان متقدماً حتى ربع الساعة الأخير في المرحلة الأخيرة من الدوري قبل النافذة الدولية.
قال "لسنا فريقاً. نحن فريق حيث لا يفكر الجميع فيه إلاّ في أنفسهم. لا أرى أي شعور بالمسؤولية لدى اللاعبين".
وأضاف "نحن نتراجع، أرى الكثير من المواقف السلبية والكثير من المواقف الأنانية التي لا أحبها في اللاعبين".
ولم يتوانَ كونتي عن انتقاد أيضاً إدارة النادي، إذ قال "لقد اعتادوا على ذلك هنا، لا يلعبون من أجل شيء مهم. لا يريدون اللعب تحت الضغط. لا يريدون اللعب مع التوتر".
وختم "قصة توتنهام هي كالتالي: المالك هنا منذ 20 عاماً ولم يفوزوا بأي شيء (...) إذا كانوا يريدون الاستمرار على هذا النحو، يمكنهم تغيير المدربين، والكثير من المدربين لكن الوضع لا يمكن أن يتغيّر، صدقوني".
هي ليست المرة الأولى التي يبدو فيها كونتي عدائياً ويتفوه بكلمات دراماتيكية وقاسية خلال أحد المؤتمرات الصحفية.
ففي منتصف فبراير من العام الماضي، تحدث متأسفاً لعدم قدرته على المنافسة على لقب البريميرليغ "بالنسبة لي، من الصعب التحدث عن المركز الرابع، لأنني معتاد على تحقيق أهداف أخرى".
ولم يشذ الموسم الجديد عن سابقه حيث تأرجحت النتائج الرياضية لتوتنهام، في حين كانت مغامرة الإيطالي مرهقة جداً على الصعيد الشخصي بعدما اضطر للخضوع لجراحة من أجل استئصال المرارة في بداية فبراير.
كما تأثر كثيراً بوفاة مدربه البدني لفترة طويلة جان بييرو فينتروني، وكذلك بوفاة زميليه السابقين الصربي سينيشا ميهايلوفيتش وجانلوكا فيالي بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
لم تأتِ انتقادات كونتي من فراغ، فهو سبق له أن تأسّف على افتقار "سبيرز" للطموح في سوق الانتقالات.
ولسخرية القدر، وبعد الإقالات الباهظة الثمن لكل من الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو والبرتغالي جوزيه مورينيو ومواطنه نونو إشبيريتو سانتو في المواسم الثلاثة والنصف الماضية، ستكلّف إقالة كونتي خزينة النادي 4 ملايين جنيه استرليني (4.5 ملايين يورو)، في حين كان بإمكان توتنهام استخدام هذه الأموال لتدعيم صفوفه بلاعبين جدد.