في ظل تطورات المشهد داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مسبوق على خلفية ما يصفه نتانياهو بخطة الإصلاحات القضائية وتصفه المعارضة الإسرائيلية بالانقلاب القضائي، حتى وصل الأمر إلى إقالة وزير الدفاع يوآف غلانت، والجدل الذي صاحب ذلك داخل الحلبة السياسية وتداعيات ذلك على الشارع الصهيوني.

حجم الحشود الكبيرة والتي أعلنت العصيان وأغلقت أهم الشوارع الرئيسية في تل أبيب، وحشود أخرى تقترب من منزل نتانياهو، وتهديدات وزير العدل الذي يوصف بأنه عراب خطة الإصلاحات القضائية بالاستقالة في حال تراجع نتانياهو، بينما خرجت أصوات من الائتلاف الحكومي متناقضة حول التعديلات ونفس المشهد داخل حزب الليكود، وهو ما يطرح تساؤلات في ظل تعقيدات المشهد السياسي في إسرائيل: ما هي خيارات نتانياهو...؟

في تقديري أمام نتانياهو اربعة خيارات، سنتناولها في المقال مع الخوض في تداعيات كل خيار وصولاً إلى استشراف أي من الخيارات هو الأقل تكلفة والمرجح في ظل الأزمة.

الخيار الأول:  المضي قدماً في التعديلات القضائية مع المناورة في احتواء المشهد عبر التأجيل المتكرر.

يقوم هذا الخيار على اتخاذ نتانياهو لقرار تأجيل التصويت على قانون الاصلاحات القضائية، وصولاً لتبريد الشارع وابتزاز المعارضة عبر مساومتها ل فتح حوار استراتيجي بموجبه، يحقق نتانياهو هدفين:

الأول: دفع المعارضة للمشاركة في حكومة جديدة بقيادة نتانياهو، وبذلك يتخلص نتانياهو من الصهيونية الدينية في حكومته (بن غافير وسموترتش) على قاعدة صناعة أزمة لإدارة أزمة أكبر.

الثاني: احتواء المعارضة وتقسيمها، مع الحفاظ على ائتلافه الحاكم في حال فشل في الخطوة الأولى.

في تقديري هذا خيار مرجح ومفضل بالنسبة لنتانياهو ويدعمه بعض المؤشرات أهمها:

1.    يجنب إسرائيل ويلات الحرب الأهلية.

2.    أقل تكلفة عن غيره من الخيارات.

3.    تدعمه الأطراف الغربية وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة لاسيما لو نجح نتانياهو في تشكيل حكومة جديدة (حكومة انقاذ وطني يشارك بها أقطاب المعارضة).

4.    حجم التحديات الأمنية والتحذيرات التي وصلت للجهات الأمنية تدفع بهذا الاتجاه.

 


الخيار الثاني:  وقف التعديلات والانصياع إلى رأي الجماهير.

جوهر هذا الخيار يقوم على التراجع البات والنهائي عن خطة الإصلاحات القضائية وهذا يشكل أكبر تهديد لمستقبل نتانياهو السياسي، وفقط ما يمكن أن يرجح هذا السيناريو هو ما يمكن أن تقدمه المعارضة الإسرائيلية لنتانياهو عبر المشاركة في حكومة مقبلة، كون هذا الخيار سيؤدي لانهيار الائتلاف الحاكم بسبب استقالة بعض الوزراء.

 

 الخيار الثالث:  تصدير الأزمة عبر استدعاء حرب أو حدث أمني.

جوهر هذا الخيار يقوم على أن يذهب نتانياهو بعيداً عبر استدعاء حرب مع أي غزة على سبيل المثال، أو يخطط لحدث أمني يستهدف المسيرات وهو ما يمكن أن يمنحه مبرر لفض التظاهرات واستعادة وحدة المجتمع الإسرائيلي تحت مبرر وجود تهديد خارجي، ويأتي في المرتبة الثالثة حسب تقديري، كون المؤسسة العسكرية في إسرائيل ليس من السهل القبول بأن تكون أداة سياسية بيد نتانياهو، مع تقدير حجم مخاطر المواجهة، ولكن هذا أمر غير مستبعد.

الخيار الرابع: خيار اللاخيار الخيار الصفري.

جوهر هذا الخيار أن يتمسك نتانياهو بالخطة وتتمسك المعارضة بالشارع كأداة للحسم، وصولاً إلى سيناريو الحرب الأهلية والانقسام المجتمعي، وهذا الخيار الصفري محتمل لكنه في هذا التوقيت مستبعد إلى حد ما.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد