أعمال مستحبة لقيام الليل في رمضان 2023
يعتبر قيام الليل في رمضان، من أهم العبادات التي أوصى بها الرسول "صلى الله عليه وسلم"، للتقرب إلى الله وعبادته وذكره، ولنيل الأجر والثواب العظيم في شهر رمضان المبارك، الذي يأتي رحمة للمسلمين، فهو شهر الغفران والإحسان، شهر الأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، شهرٌ تعتق فيه الرقاب من النيران وت فتح أبواب الجنان، وتستجاب فيه الدعوات، وتعظم القربات وإن قيام الليل يعصم صاحبه من الهلاك وينجيه من الفتن، وهو سبب في نيل رضا الله تعالى والفوز بنعيم الجنان.
ويعرف قيام الليل في شهر رمضان بين الناس بصلاة التراويح، وهي سنّة مستحبّة ومؤكدة، يؤديها المسلم كما يؤدي الصلاة العادية، بحيث يتطهّر ويستقبل القبلة، ويبدأ صلاته بتكبيرة الإحرام، ثمّ يقرأ دعاء الاستفتاح وسورة الفاتحة وما تيسّر له من القرآن الكريم، ثمّ يركع ويسجد كما يفعل في الصلاة العادية، ويصلي ركعة ثانية كالأولى، وفي نهاية الركعة الثانية يجلس، ويقرأ في جلوسه التشهد والصلاة الإبراهيمية، ويسلّم عن يمينه وعن شماله.
ونقدم لكم في وكالة سوا الإخبارية، أهم وأبرز الأعمال المستحبة لقيام الليل في رمضان 2023، الذي يعد من أجمل العبادات والقربات التي أوصى بها الرسول "عليه الصلاة والسلام" المسلمون في الشهر الفضيل.
أعمال مستحبة لقيام الليل في رمضان 2023:
يُستحَبّ قبل قيام الليل في رمضان 2023 الاستعداد له بالتقليل من الطعام؛ لِما في ذلك من زيادة حضور القلب وخُشوعه، كما يُستحَبّ في قيام الليل التطهُّر، ولبس الجميل من الثياب، والذهاب إلى القيام مُبكِّراً، والسَّعي إلى إدراك صلاة العشاء في المسجد جماعةً مع الإمام؛ لأنّ الفريضة من أفضل ما يُتقرَّب به إلى الله -تعالى-، وصلاتُها في جماعة تعدل قيام نصف الليل، وفيما يلي الأعمال المستحبة لقيام الليل في رمضان 2023:
- صلاة التراويح والتهجُّد: تُعَدّ صلاة التراويح في جماعة من السُّنَن العينيّة المُؤكَّدة على الرجال والنساء عند جُمهور الفُقهاء من الشافعيّة، والحنفيّة، والحنابلة، خِلافاً للمالكية الذين يرون أنّها مندوبة نُدباً مُؤكَّداً، والسنّة العينيّة لو صلّاها عدد من الناس في جماعة، فهي لا تسقطُ عن الباقين، ويُسَنّ للرجل الذي يُصلّيها في بيته أن يُصلّيها في جماعة مع أهل بيته، ومن صلّاها وحده، فقد فاته أجر الجماعة.
- كما يُسَنّ التهجُّد، وخاصّة في العشر الأواخر من الشهر؛ لإدراك ليلة القَدر وفَضلها؛ فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يجتهد فيها أكثر ممّا يجتهد في غيرها من ليالي الشهر.
- الاعتكاف: يُعرَّف الاعتكاف في اللغة بأنّه: الحَبس ومُلازمة الشيء؛ سواءً كان في الخير أو الشرّ، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فيُعرَّف بأنّه: المُكث في المسجد مع وجود النيّة للعبادة، وممّا يدلُّ عليه فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من أنّه: (كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ).
- وللاعتكاف أربعة أركان، هي: المُكث أو الحَبس، والنيّة، والمُعتكِف، والمُعتكَف فيه، وهو يُسَنّ في كُلّ وقت، وخاصّةً في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ ليدرك المعتكف ليلة القدر ، والتي من علاماتها أنّها لا تكون حارّة ولا باردة، وتطلع الشمس صبيحتها بيضاء ليس لها شعاع، ويُسَنّ أن يُكثر فيها المسلم من قول: (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي).
- تدارُس القرآن الكريم وقراءته: يُسَنّ للمسلم تدارُس القرآن الكريم مع غيره؛ وذلك بتلاوته على غيره، وتلاوته من قِبل غيره عليه؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ كانَ يَلْقَاهُ، في كُلِّ سَنَةٍ، في رَمَضَانَ حتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عليه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ القُرْآنَ).
- كما يُسَنّ الإكثار من قراءة القُرآن الكريم خارج الصلاة، وقد حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على ذلك بقوله: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَقُومُ به آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ)،
- الذِّكر والتسبيح والاستغفار: يُسَنّ الإكثار من حضور مجالس الذِّكر التي تشتمل على ذِكر الله -تعالى- بأيّ نوع من أنواعه، كالتسبيح، وتلاوة القُرآن، والاجتماع في الصلوات، وغيرها، وممّا جاء في فضل الذِّكر حديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (قالَ اللَّه تعالى: لا يذكُرني عبدٌ في نفسِهِ إلا ذَكرتُه في ملإٍ من ملائِكتي، ولا يذكرُني في ملإٍ، إلا ذَكرتُه في الرَّفيقِ الأعلَى).
- الدعاء: يُستحَبّ للمُسلم اختيار الأوقات التي يُستجاب فيها الدُّعاء، كليلة القدر، وبعد الصلوات المفروضة، وبين الأذان والإقامة، وعند الأذان، وفي جوف الليل الآخر، وفي شهر رمضان، ومن دخول الإمام للخُطبة يوم الجُمعة إلى نهاية الصلاة، وفي آخر ساعة من يوم الجُمعة بعد العصر، وغيرها من الأوقات.
- الصدقة: يُستحَبّ للمُسلم الإكثار من الصدقات بأنواعها جميعها في شهر رمضان، وقد دلّت السُنّة على أنّها في رمضان أفضل من غيرها من الشُّهور؛ لأنّ نِعَم الله -تعالى- على عباده تكون كثيرة في هذا الشهر؛ للحديث الذي ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).
- مُحاسبة النَّفْس: تُعَدّ مُحاسبة النَّفْس ومُراقبتها، من أفضل الوسائل التي يتّخذها العبد في شهر رمضان، وهي طريق المُحسِنين، وتكون قبل العمل؛ بالاستعداد له، وأثناءه؛ بمُراقبة النَّفْس ظاهراً وباطناً، وبَعده؛ بمُحاسبة النَّفْس، ويُستحَبّ أن تكون هذه المُحاسَبة في الخفاء.