فضائل قيام الليل في رمضان 2023
يسعى المسلمون في شهر رمضان إلى اغتنام أيامه وأوقاته، في توثيق العلاقة بينهم وبين الله عزوجل من خلال عبادته وذكر الله، ويعد قيام الليل من أهم العبادات في الشهر الفضيل، فإذا جاء الليل قام المسلم بالصلاة والتقرب إلى الله ومناجاته والدعوة إليه، لأن شهر رمضان شهر استجابة الدعوات وتحقيق الأماني، وفي الليل يصفو الذهن وتهدأ النفس، كما يعد قيام الليل دواء للقلب، وجنة القلوب.
إن قيام الليل في رمضان والناس نيام، والابتعاد عن لهو الحياة والاتصال بالله والتقرب إليه، والأنس بطاعته وعبادته في خلوتك، وترتيل القرآن وتدبر معانيه، وقراءة الأذكار، والاستغفار في الأسحار، هذا هو الزاد الإيماني لقلبك، فلا تأخذك الانشغالات عن حظك من قيام الليل ولو بركعات يسيرة، فإن الخلوة بالله تزيل حجب الغفلة عن القلب وتقوي فيه ركائز الثبات، كما يفضل في شهر رمضان أن لا يكتفي المسلم بأداء صلاة التراويح، وإنّما يجعل لنفسه نصيباً من الصلاة في ثُلث الليل الأخير قُبَيل طلوع الفجر.
وسنقدم لكم في وكالة سوا الإخبارية، فضل قيام الليل في رمضان 2023، وأفضل أوقات قيام الليل في رمضان، بالإضافة إلى كيفية صلاة قيام الليل في الشهر الفضيل.
فضائل قيام الليل في رمضان 2023:
يعتبر قيام الليل من أفضل العبادات إلى الله عزوجل، وعبادة الليل أفضل من عبادة النهار، لأنها مستورة عن أعينِ البشر، وهي مجاهدة للنفس على ترك النوم، قال -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)، ومن قام رمضان لله -تعالى-، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ)، كما يختصّ قيام الليل في شهر رمضان بالعديد من الفضائل والبركات، ومنها فيما يلي:
- قيام الليل سببٌ لغفران السيّئات وتجاوُز الزلّات، وإقالة العثرات، وتقبُّل الطاعات.
- يحرص المسلم على قيام الليل اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي داوم على قيام الليل حتى تشقَّقت قدماه الشريفتان من طول القيام، وقد سألته عائشة -رضي الله عنها- مستغربةً من شدّة حِرصه على قيام الليل، فقالت: (لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا).
- يواظب المسلم في شهر رمضان على التزوُّد من الطاعات، فيجتهد في أداء صلاة النافلة، ويتحيّن الأوقات المباركة ليُصلّي فيها قيام الليل لعلّه يوافق ساعة الاستجابة التي أخبر عنها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال: (إنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ).
- يتجنّب المسلم أن يكون من أهل الغفلة الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذِكر الله -تعالى-، وأبعدهم عن طاعته.
- يُعَدّ قيام الليل من الطرق التي تُهيّئ المسلم ليكون من أصحاب الجنّة، وقد ذكر النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وَصف غُرف في الجنّة لمَن يقوم في الليل، فقال: (إِنَّ في الجنةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُها من باطِنِها، وباطِنُها من ظَاهِرِها. فقال أبو مالِكٍ الأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لِمَنْ أَطَابَ الكَلامَ، وأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وباتَ قائِمًا والناسُ نِيامٌ).
- ينال المسلم بقيامه الليل الرحمة من الله -تعالى-، وقد دعا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالرحمة لكلٍّ من الزوجين إذا قام أحدهما يصلّي بالليل، ثمّ أيقظ الآخر للصلاة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (رحمَ اللهُ رجلاٌ قامَ من الليلِ فصلَّى وأيْقظَ امرأتَه فصلتْ فإن أبَتْ نضحَ في وجهِها الماءَ، رحم اللهُ امرأةً قامتْ من الليلِ فصلَّت وأيقظتْ زوجَها فصلَّى، فإن أبَى نضحتْ في وجهِه الماءَ).
- تُعَدّ صلاة الليل من الأمور التي تُربّي النفس الإنسانيّة على إخلاص العبادة والعمل لله -تعالى-؛ فقيام الإنسان وحيداً حيث لا يراه الناس يقطع عنه الرياء، وحبّ السُّمعة والشُّهرة.
- جعل الله -تعالى- قيام الليل سبيلاً للمسلم حتى يصبح من أهل الإحسان، قال الله -تعالى- في كتابه العزيز مُبيِّناً صفات المُحسِنين: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
- يدلّ قيام الليل على حبّ الله -تعالى- لعبده؛ فالله -تعالى- إذا أحبّ عبداً من عباده سهّل عليه طاعته، وحبَّب إليه عبادته، وشرح صدره للهدى والنور.
- يُشير قيام الليل إلى تعلُّق العبد بالدار الآخرة وحبّه لها، وهذا ممّا يستوجب الثناء من الله -تعالى-.
أفضل أوقات قيام الليل في رمضان:
تجوز صلاة الليل في أيّ وقت من أوقاته؛ سواءً كان في أوّله، أو أوسطه، أو آخره؛ لقول أنس -رضي الله عنه-: (ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه)، أمّا أفضل أوقاتها فيكون في الثُّلث الأخير من الليل؛ لأنّ الله -عزّ وجلّ- ينزل إلى السماء الدُّنيا فيه، فيستشعر العبد رحمة الله -تعالى-، ويتعرّض لنفحاته، ويكون أقرب إلى إجابة الدُّعاء.
كيفية قيام الليل في رمضان :
تُعرَف صلاة التراويح بأنّها قيام الليل في شهر رمضان، وتُصلّى مَثنى مَثنى، أي ركعتَين ركعتَين، وكُلّ نافلة تُصلّى بعد العشاء تُسمّى قيام ليل، إلّا أنّ العُرف جرى بين الناس على تسميتها في رمضان بصلاة التراويح.
ويُسَنّ أداؤها جماعة في المسجد، وقد ذهب العُلماء إلى سُنّية صلاة التراويح؛ واستدلّوا على ذلك بما ثبت بالسّنة وبإجماع أهل العلم؛ فمن السنة قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ)، وقد نُقِل الإجماع عن عدد من العُلماء، ومنهم: الإمام النووي، وابن حجر، وابن عبد البرّ، على سُنّية قيام الليل في حقّ الأُمّة.