رأي الاسلام
من هم المرضى الممنوعين من الصيام في شهر رمضان؟
يعتبر إفطار المرضى في نهار رمضان من رخص الصوم في الإسلام، وقد ذكر في القرآن حكم المريض ضمن آيات أحكام الصيام، مقرونا بصوم المسافر، حيث أن صوم شهر رمضان مفروض على المكلف، لكن يجوز للمريض والمسافر الإفطار في نهار رمضان، وفق شروط مخصوصة، وعليهما قضاء الصوم. ويجوز للمريض الإفطار، إن شق عليه الصيام، وقد يتوجب عليه، إن تضرر بالصوم.
وكشف أطباء استشاريون في أمراض الكلى والقلب والسكري والغدد الصماء عن قائمة بالمرضى الممنوعين من الصيام، حفاظاً على حالتهم الصحية، وتجنباً لتعرضهم لأي مضاعفات طبية نتيجة اتخاذ قرارهم بالصيام، داعين إلى ضرورة مراجعة الأطباء المعالجين وإجراء التحاليل والفحوصات الطبية التي توضح مدى إمكانية قدرة المرضى على اتخاذ قرار الصيام من عدمه.
وحسب ما أوضحت وزارة الصحة المصرية ، بأن هناك بعض الفئات من مرضى القلب، الذين لا يُسمح لهم بالصيام ، وتشمل هذه الفئة:
1- الأشخاص الذين حدثت لهم غيبوبة سكر نتيجة لنقص السكر خلال 3 شهور قبل رمضان.
2- الأشخاص المصابون بسكر النوع الأول، ويتناولون إنسولين متعدد خلال اليوم 4 مرات أو أكثر، وأيضا الأشخاص الذين يتناولون جرعات كبيرة من الإنسولين يوميا.
3- يمنع صيام السيدة الحامل المصابة بالسكر.
4- يمنع صيام المصابين بمضاعفات السكر على القلب، أو حدث لهم اضطراب فى وظائف الكليتين.
5- المصابون بالقدم السكرى.
6- هناك خطورة من صيام مرضى السكر المسنين إذا كانوا يعيشون بمفردهم أو يعانون من انخفاض مستوى الوعى لديهم.
7 - ممنوع صيام المرضى الذين يعانون من حصوات بالكلى، يعرضهم الصيام لتكوين حصوات أخرى، وانسداد قد يؤدى إلى فشل كلوى.
8 - المرضى الذين زرعوا كلى لا ينصح لهم بالصيام إلا بعد مرور عام كامل على زراعة الكلى.
9- ممنوع صيام مرضى المرحلة المتوسطة والشديدة من مرضى الكبد، مثل مرضى ارتفاع نسبة الصفراء بالدم، وانخفاض نسبة الزلال بالدم، أو ارتفاع نسبة السيولة بالدم.
10- مرضى الكبد المصاحب بخلل بوظائف الكلى، أو الغيبوبة الكبدية المتكررة أو مرضى استسقاء البطن، أو الذين يعانون من سرطان الكبد.
11- المرضى الذين قاموا بتركيب دعامات حديثة خلال من 3 إلى 6 اشهر.
12- المرضى الذين يعانون من هبوط عضلة القلب، والذى يستدعى أخذ مدرات للبول.
13- المرضى الذين أجروا جراحة قلب مفتوح حديثة، خلال الـ6 أشهر الأولى.
14- مرضى القصور غير المستقر للشرايين.
15 - مرضى الجلطة الحادة للشريان التاجى خلال الشهر الأول من الإصابة بالجلطة.
16 - المرضى الذين يعانون من جلطات حديثة فى أوردة الساقين.
17 - مرضى جلطات الرئة.
الصيام علاج
وفي نفس السياق أفاد مختصون بقائمة بالمرضى الذين يساعدهم الصيام بعلاج أمراضهم خلال شهر رمضان ، ومنهم أصحاب الوزن الزائد، والمرضى خلال مرحلة ما قبل السكر أو في بداياته (سكر النوع الثاني)، مرضى الكوليسترول والدهون الثلاثية المرتفعة، علمًا أن الصيام في حالتهم يكون جزءًا من خطة العلاج.
وبالنسبة إلى مرضى القلب، فإنه يمكن لهؤلاء ممارسة الصيام إذا كان لديهم ضغط دم منضبط ويعانون من البدانة وقلة الحركة والمجهود البدني ، والدهون الثلاثية ، ووجود سكر مضطرب أو مرتفع.
إجماع أهل العلم على إباحة الإفطار
وفقاً لموقع الشَيخ يوسف القرضاوي ، أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض، لقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة:185) فبالنص والإجماع يجوز الفطر للمريض، ولكن ما المرض المبيح للفطر، إنه المرض الذي يزيده الصوم، أو يؤخر الشفاء على صاحبه، أو يجعله يتجشم مشقة شديدة، بحيث لا يستطيع أن يقوم بعمله الذي يتعيش منه ويرتزق منه، فمثل هذا المرض هو الذي يبيح الفطر .
قيل للإمام أحمد: متى يفطر المريض؟ قال: إذا لم يستطع. قيل له: مثل الحمى؟ قال: وأي مرض أشد من الحمى؟ وذلك، أن الأمراض تختلف، فمنها مالا أثر للصوم فيه، كوجع الضرس وجرح الأصبع والدمل الصغير وما شابههما، ومنها ما يكون الصوم علاجًا له، كمعظم أمراض البطن، من التخمة، والإسهال، وغيرها فلا يجوز الفطر لهذه الأمراض، لأن الصوم لا يضر صاحبها بل ينفعه، ولكن المبيح للفطر ما يخاف منه الضرر.
والسليم الذي يخشى المرض بالصيام، يباح له الفطر أيضًا كالمريض الذي يخاف زيادة المرض بالصيام، وذلك كله يعرف بأحد أمرين: إما بالتجربة الشخصية، وإما بإخبار طبيب مسلم موثوق به، في فنه وطبه، وموثوق به في دينه وأمانته، فإذا أخبره طبيب مسلم بأن الصوم يضره، فله أن يفطر، وإذا أُبيح الفطر للمريض، ولكنه تحمل وصام مع هذا فقد فعل مكروهًا في الدين لما فيه من الإضرار بنفسه، وتركه تخفيف ربه وقبول رخصته، وإن كان الصوم صحيحًا في نفسه، فإن تحقق ضرره بالصيام وأصر عليه فقد ارتكب محرمًا، فإن الله غني عن تعذيبه نفسه، قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء:29) .
هل يجوز للمريض أن يتصدق بدل الأيام التي أفطرها وهو مريض؟
أفاد الموقع بأن ، المرض نوعان: مرض مؤقت يرجى الشفاء منه وهذا لا يجوز فيه فدية ولا صدقة، بل لابد من قضائه كما قال تعالى: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة:184)، فإذا أفطر شهرًا فعليه شهر وإذا أفطر يومًا فعليه يوم، فإذا أفطر أيامًا فعليه أن يقضي مثلها حين يأتيه الله بالصحة وتتاح له فرصة القضاء.. هذا هو المرض المؤقت.
أما المرض المزمن فحكم صاحبه كحكم الشيخ الكبير والمرأة العجوز إذا كان المرض لا يرجى أن يزول عنه، ويعرف ذلك بالتجربة أو بإخبار الأطباء فعليه الفدية: إطعام مسكين. وعند بعض الأئمة - كأبي حنيفة - يجوز له أن يدفع القيمة نقودًا إلى من يرى من الضعفاء والفقراء والمحتاجين.
المصدر: "فقه الصيام" لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي .