"آكشن إيد فلسطين" و"التحالف من أجل التضامن الإسبانية" تنظمان ندوة لمناقشة أجندة السلام والأمن
نظمت مؤسسة آكشن إيد فلسطين ومؤسسة التحالف من أجل التضامن الاسبانية تنظمان ندوة عبر الانترنت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بعنوان " رؤى نسوية حول أجندة السلام والمرأة في ظل الإحتلال الإسرائيلي" رؤى نسوية حول سلام وأمن المرأة في ظل الإحتلال الإسرائيلي: نضال المرأة الفلسطينية لتحقيق المساءلة ووضع حد للإفلات من العقاب".بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي. سلط المتحدثون خلال هذه الندوة الضوء على التحديات التي تواجه تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 الذي يدعو إلى احترام حقوق الإنسان وتوفير الحماية للمدنيين ، بما في ذلك النساء ، وتعزيز المساءلة ، وإنهاء الإفلات من العقاب ، ومنع جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي والتمييز ضد النساء والفتيات ، وتعزيز أمنهن. وسلامتهم الجسدية والنفسية وأمنهم الاقتصادي وفرصهن في حياة كريمة ومشاركتهم الفعالة في عملية صنع السلام وقضايا السلام والأمن.
.حضر الندوة عبر الإنترنت أكثر من 90 مشاركًا لديهم إهتمامات بقضايا الإفلات من العقاب والمساءلة في القانون الدولي وحقوق المرأة وحقوق الإنسان والأمن والسلام وفلسطين بشكل خاص. هدفت هذه الندوة عبر الإنترنت إلى تسليط الضوء على تأثير سياسات وتدابير الاحتلال العسكري الاستعماري الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة على النساء. كما عرضت صورا للحياة اليومية للنساء الفلسطينيات ونضالهن وعملهن في مخيمات اللاجئين في جنين وشعفاط ، و في غزة ، بالإضافة إلى دور ونشاط الشابات الفلسطينيات من الخط الأخضر، وهوالخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967.
ضم المتحدثون في الندوة الدكتورة حنان عشراوي، وهي وزيرة سابقة للتعليم العالي والبحث العلمي وعضو سابق في المجلس التشريعي الفلسطيني، والسيد طوني أبو عاقلة ، شقيق مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي تم قتلها على يد القوات الإسرائيلية أثناء قيامها بواجبها الصحفي ، بالإضافة إلى الناشطة، السيدة جهاد أبو زنيد من مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينين، وهي عضو سابق في المجلس التشريعي الفلسطيني، والناشطة آية زيناتي -علي صالح من الخط الأخضر ، وهي شابة ناشطة من الخط الأخضر، وكذلك الناشطة فرحة أبو الهيجا من مخيم جنين ، وهي مديرة جمعية كي لا ننسى من مخيم جنين للاجئين والسيدة أمل صيام، مديرة مركز شؤون المرأة في غزة، والناشطة حورية دوفش وهي إمرأة تقطن في حي تل الرميدة، الذي يعاني من عنف واعتداءات المستوطنين اليومية في محافظة الخليل.
سلط المتحدثون الضوء على الأشكال المختلفة لبقاء ومقاومة النساء الفلسطينيات اللواتي يعيشن تحت الاحتلال الإسرائيلي. تحدثت الدكتورة حنان عشرواي في كلمتها الإفتتاحية : " الفلسطينيون محرومون من حماية القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولا نرى هنالك سيادة للقانون العالمي على الرغم من إصدار قرار مجلس الأمن 1325. ومن الجدير ذكره أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت 140 قرار حول إسرائيل و68 قرار يتعلق بدول أخرى ما بين الأعوام 2015- 2022 . لقد أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الإحتلال الإسرائيلي في 45 قرار منذ تأسيسه. إن هذه القرارات 45 تعادل ما يقارب نصف (45.9%) القرارات التي أصدرها مجلس حقوق الإنسان بحق دول أخرى. وصفت الدكتورة حنان عشرواي وضع النساء الفلسطينيات قائلة: " . نحن شعب محروم من حقوقنا وسيادتنا نفتقر للسيطرة على مواردنا، ولا يوجد سيطرة على حياتنتا . يضاف الى ذلك ، اسرائيل تتمتع بالحصانة والإفلات من العقاب ، وهذا النظام اثبت ضعفه وفشله في حماية المهمشين والضعفاء والنساء. وهذا النظام لا يزال قائما بينما لا يزال العالم يغض النظر عنه".
فيما يتعلق بوضع الأمهات الفلسطينيات في القدس ، تحدثت السيدة جهاد ابو زنيد، عن تجربة الأمهات الفلسطينيات اللواتي يتلقين أوامر بالٌامة الجبرية ، غالبا ما يكون الأطفال الفلسطينين الذين يتلقون أوامر بالإقامة الجبرية في القدس هم تحت سن 14 عاما وجعل امهاتهم كسجان لهم. وخلال فترة الحكم، لا يسمح لهؤلاء الأطفال بمغادرة بيوتهم للذهاب الى المدرسة أو الوصول الى مرافق الرعاية الصحية بدون إشراف. كما سلطت السيدة أبو زنيد الضوء على الانتهاكات المختلفة المفروضة على النساء على النساء الفلسطينيات في القدس مثل هدم البيوت وإنعدام الأمن ، وإنعدام حرية الحركة وفرض القوانين غير العادلة التي تمنع لم شمل العائلة . وأنهت السيدة أبو زنيد مداخلتها قائلة : " لقد أصبحت امنية النساء الفلسطينيات الوحيدة ليس فقط في القدس هي رؤية عودة أبنائها سالمين للبيت".
ومن جانبها ، سلطت الناشطة الشابة آية زيناتي الضوء على واقع النساء الفلسطينيات في الخط الأخضر وشاركت تجاربها في السياحة البديلة من خلال تنظيم جولات للقرى والبلدات التي يتحدث سكانها ونسائها عن تجاربهم وحياتهم. تحدثت آية حول القوانين قائلة : " إن الممارسات والسياسات الإسرائيلية لا تستند دائمًا على القانون، فهي تشرّع بشكل تعسفي ودون رقابة قانونية حقيقية. فنحن نعرف أن القانون هنا لا ينصفنا". تضيف آية : " تعاني النساء أيضا من أشكال عدة للملاحقات، الملاحقات السياسية التي تتجه أكثر للنشاط الرقمي، أو للنشاط في الحيز السياسي . وهنالك أدلة على أن الحقوق الرقمية للنساء الفلسطينيات من بين الفئات الاخرى يتم انتهاكاها بشكل ممنهج حسب تقرير صادر عن مركز حملة في عام 2022 الذي وثق 1119 حالة لإنتهاك الحقوق الرقمية التي اثرت على النساء العاملات حيث تم إنهاء عقود عملهن من قبل المشغلين الإسرائيلين بسبب النشاط الرقمي. إختتمت آية مداخلتها بالقول: " تتحمل النساء العبء الأكبر لهدم البيوت والبنية التحتية الفقيرة في الأحياء والقرى العربية" .
سلط السيد طوني أبو عاقلة، شقيق مراسلة الجزيرة ، شيرين أبو عاقلة الضوء على قضية مساءلة اسرائيل ومحاسبتها في قضية إغتيال شقيقته، شيرين أبو عاقلة ومهاجمة جنازتها : " إن السبب الرئيسي لمواصلة إسرائيل استهداف وقتل الصحفيين وهدم البيوت وغيرها من الممارسات هو انعدام المحاسبة وحان الوقت لمحاسبة اسرائيل". وشارك السيد أبو عاقلة مع الجمهور تجربة توجه العائلة لكثير من المؤسسات الدولية وكان الرد الذي تلقته العائلة في جميع المواقف هو تمتع اسرائيل بالحصانة كما يتم استخدام أمن اسرائيل لتبرير ممارساتها .أكد السيد أبو عاقلة أنه على الرغم من وجود العديد من التحقيقات الصادرة عن مؤسسات دولية ومؤسسات حقوق الإنسان التي تؤكد استهداف شيرين من قبل الجيش الاسرائيلي ، الا أن لا يوجد جهود لمحاسبة الاحتلال . وإختتم مداخلته : يجب محاسبة اسرائيل على احتلالها وسنواصل السعي لتحقيق العدالة لشيرين ولكن الأهم هو محاسبة الاحتلال".
تتميز النساء في مخيم جنين للاجئين الفلسطينين، بالقوة والإرادة ورفضهن للتهجير واللجوء مرة أخرى كما أعلنت السيدة فرحة ابو الهيجا ، مديرة مؤسسة كي لا ننسى في مخيم جنين للاجئين. سلطت السيدة أبو الهيجا الضوء على الحياة اليومية للنساء الفلسطينيات في مخيم اللاجئين اللواتي يجب عليهن تحمل فقدان أفراد أسرهن بسبب العدوان الإسرائيلي ضد المخيم. هذا الواقع خلق حالة من الترقب وعدم اليقين لدى النساء اللواتي يعيشن حالة من القلق طوال الوقت حول مصير عائلتهن وابنائهن. تقول السيدة ابو الهيجا: " تنام النساء وتصحو على صوت صفارات الإنذار وإعتداءات الجيش الإسرائيلي". واختتمت السيدة أبو الهيجا مداخلتها: " تلعب النساء دور مهم في هذا السياق في حفظ الترابط المجتمعي".
يتعلق بتنفيذ قرارمجلس الأمن 1325 في السياق الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، تحدثت الباحثة والناشطة النسوية من قطاع غزة ، أمل صيام عن الصعوبات الناجمة عن انتهاكات الاحتلال والتي تعيق تطبيق قرار مجلس الأمن 1325 على أرض الواقع. شرحت السيدة صيام كيفية تحمل قطاع غزة لخمس حروب وحصار بحري وبري وجوي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2005 الذي يؤثر على جميع مناحي الحياة . حذرت الأمم المتحدة في عام 2012 من أن غزة ستكون مكان غير صالح للعيش في عام 2020 . وقالت : " ان هذا الوضع يعيق مشاركة المرأة الإقتصادية في سوق العمل ووصولها الى للعلاج والرعاية الصحية . هذا الوضع هو سبب لمعدلات الفقر والعوز والبطالة المرتفعة، مما يساعد على خلق بيئة جاذبة للعنف المبني على النوع الاجتماعي". بما أن قرار مجلس الأمن 1325 يدعو لتفعيل مشاركة المرأة في جهود السلام وعمليات إعادة الإعمار، إلا أنه لا يزال إقصاء النساء الفلسطينيات من حوارات المصالحة بين حركتي حماس و فتح ولجان إعادة الإعمار. واصلت السيدة صيام حديثها : " يوجد أيضا قضية شرذمة الحركة النسوية بسبب إعاقة الإحتلال الإسرائيلي للحركة ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة".
تحدثت السيدة حورية دوفش وهي ناشطة نسوية من وحي حياتها اليومية وتجربتها الحقيقية ، حيث تقطن السيدة دوفش في حي تل الرميدة في مدينة الخليل عن الحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني الذي يقطن في هذا الحي الذي يتأثر بعنف المستوطنين الذين يعيشون داخل الحي تحت حماية الجيش العسكري الإسرائيلي. أدلت السيدة دوفش شهادتها بكلماتها : "يوجد قيودعلى حرية الحركة للنساء، كما يتم توقيف النساء بشكل مستمر على الحاجز. نحن نعيش حياة مليئة بالقلق والخوف على مستقبل أبنائنا وبناتنا خلال مرورهم على الحواجز . كما يتم احتجازنا لساعات عندما يتم إغلاق الحاجز لدواعي أمنية إسرائيلية. لا نزال نتسلح بالأمل بالصمود والبقاء رغم هذا الواقع ". جاء المستوطنين الإسرائيليين الى حي تل الرميدة في عام 1984 ثم تزايد عددهم بدعم من الاحتلال الاسرائيلي وحماية الجيش . تتميز حياة الفلسطينين في هذا الحي بالصعوبة والإفتقار لأي نوع من الحماية في مواجهة عنف المستوطنين المسلح المدعوم بالقوات العسكرية، وهذا المكان الوحيد الذي يتم فيه فرض المستوطنات داخل أحياء فلسطينية".
إختتم جميع المتحدثين مداخلتهم بشيء من الأمل . جميعهم طالبوا الجهات الدولية بالعمل على مساءلة اسرائيل على انتهاكاتها لجميع القرارات والإعلانات والمعاهدات ومواثيق حقوق الإنسان الدولية ، وأن الحل الأساسي لكافة هذه الإنتهاكات هو انهاء الاحتلال.