علماء يعثرون على قارة جديدة بعد 400 عام من البحث

قارة زيلانديا

عثر علماء الجغرافيا والجيولوجيا بعد ما يقرب من 400 عام من البحث، في الأعوام الماضية على قارة جديدة، كانت مفقودة لمئات الأعوام، تسمى "زيلانديا".

واتضح أن القارة التي تبلغ مساحتها حوالي 4.9 مليون كيلومتر مربع، يقبع معظمها تحت سطح الماء، كانت القارة الشاسعة أيضاً جزءاً من شبه القارة القديمة "غوندوانا"، والتي شملت أيضا معظم غرب القطب الجنوبي وشر ق أستراليا منذ أكثر من 500 مليون سنة.

لدى زيلانديا جغرافيا غير عادية بوصفها قارة ، إذ يتألف أكثر من نصف مساحة سطح القارات الست الأخرى على كوكب الأرض من أراض منخفضة وبحار ضحلة، وتتميز بسلاسل جبلية ضيقة نسبيًّا، ومنحدرات قارية شديدة الانحدار إلى أعماق المحيط .

وحسب العلماء ، أُجريت أول رحلة حفر علمية لأخذ عينات في المنطقة التي تُعرف الآن باسم زيلانديا سنة 1972، بين أستراليا ونيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة ، وأشارت النتائج إلى تمدد قوى تكتونية أدت إلى إضعاف قشرة زيلانديا، حتى انفصلت عن القارة العظمى القديمة "غوندوانا"، منذ نحو 85 مليون سنة، أي معاصرةً للديناصورات، ما أدى إلى تشكل بحر تاسمان.

زيلانديا ثامن قرية.jpg

وأوضح آندي تولوك، أحد علماء الجيولوجيا في معهد أبحاث تاج زيلاند الذي قام باكتشاف القارة عام 2017: "إنها عملية لم نفهمها تماما ًحتى الآن، حين انفصلت زيلانديا عن القارة الكبرى".

ومع مرور الأعوام، بدأت قارة زيلانديا بالغرق تحت الأمواج ليبقى أكثر من 94 بالمئة منها تحت الماء لآلاف السنين.

وكشفت النتائج المنشورة حديثًا من البعثات العلمية أن قارة زيلانديا المغمور أكثرها، والممتدة على مساحة 5 ملايين كيلومتر مربع جنوب غرب المحيط الهادي، قد شكلها حدثان أرضيان تكتونيان ،فقد انفصلت أولًا عن أستراليا والقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) ، ثم اقتُطعت بواسطة قوى بدأت في الحزام الناري للمحيط الهادي

وهذا يشكل على الأقل جزءًا من الإجابة عن كيفية تشكُّل جغرافيا زيلانديا. لكن الدراسات الاستقصائية التفصيلية التي أُجريت في التسعينيات والعقد الأول من القرن الجديد، أشارت إلى عوامل أخرى.

ويُعَد مفهوم بعث الانزلاق التكتوني فكرةً جديدة قد تساعد على شرح مجموعة من الملاحظات الجيولوجية المختلفة، تشمل أحداث الانزلاق التكتوني ظواهر جيولوجية فريدة لا مثيل لها حاليًا، وربما حدث نحو 100 حادث كبير مشابه على مدار عمر الأرض.

يقول أندي تولوش، عالم بيولوجيا بمعهد أبحاث "جي إن إس ساينس" التابع للحكومة النيوزيلندية، وكان عضواً في الفريق الذي اكتشف قارة زيلانديا: "استغرق اكتشاف هذه القارة وقتا طويلا مع أنها كانت واضحة طوال الوقت".

زيلانديا.jpg
 

لكن هذه القارة، التي تقبع على عمق كيلومترين تحت سطح الماء، لا تزال يكتنفها الغموض. فلا يعرف العلماء بعد كيف تشكلت هذه القارة ولا طبيعة الكائنات التي كانت تعيش على ظهرها، أو حتى منذ متى غرقت هذه القارة؟

ومن الواضح أنه بعد 400 عام من البحث، لا يزال هناك الكثير من الأسرار التي لم تكتشف بعد عن هذه القارة الثامنة ، وتعد القارة المكتشفة أخيراً أصغر قارات العالم وأقلها سمكاً وأحدثها عهداً.

المصدر : وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد