حكم إفطار الحامل في رمضان وكفارته 2023

حكم إفطار الحامل في رمضان

حكم إفطار الحامل في رمضان2023، وكفارة إفطار الحامل في رمضان، موضوعان يثيران الجدل في كل عام، حول الحالات التي يجوز فيها إفطار الحامل في رمضان، وفي حال الجواز متى يمكنها دفع الكفارة وما هية هذه الكفارة.

ولاقتراب حلول شهر رمضان 2023، والذي لم يتبقى عليه سوا أيام معدودة، إذ يوافق الـ23 من مارس 2023، سنتناول في هذا المقال تفاصيل حكم إفطار الحامل في رمضان 2023، وكفارة إفطار الحامل في رمضان.

حكم إفطار الحامل في رمضان 2023

تخفيفًا على الناس في الشهر الكريم، جعل الشرع رخصًا للناس لرفع الحرج والضيق عنهم، وللتيسير عليهم في الصيام، ومنها رخصة المريض والمسافر التي ذكرها الله -تعالى- في كتابه العزيز: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَىٰ سَفَر فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ" [البقرة: 184]، ومن الذين اتفق الفقهاء على جواز إفطارهم في شهر رمضان هي المرأة الحامل، لكن ذلك يأتي وفقًا لشروط.

ووفي جواز إفطار الحامل في رمضان، إذا خشيت الحامل على نفسها من الهلاك، أو خافت أن يلحق ضرر بنفسها أو بابنها فإنَّه يجوز لها أن تفطر، وهذا الأمر يحدده الطبيب الثقة، أو تقدّره المرأة بغلبة ظنّها، ويجب عليها الإفطار في حال خافت على نفسها من الهلاك، أو الضرر الشديد، وفي مثل هذه الحالة عليها القضاء من غير فدية، وهذا باتفاق أهل العلم؛ وذلك لكونها كالمريض الذي يخشى على نفسه من الصيام.

كفارة إفطار الحامل في رمضان

كفارة إفطار الحامل في رمضان، حيث تعددت آراء الفقهاء فيما يتعلق بوجوب الفدية على الحامل في شهر رمضان؛ حال أفطرت خوفاً على جنينها، وذلك على عدة أقوال وفيما يأتي بيان ذلك:

الرأي الأول في كفار إفطار الحامل في رمضان

ذهب الحنفية والمالكية وأحد الأقوال عند الشافعية، إلى أنّه لا تجب الفدية على الحامل إذا أفطرت خوفاً على ابنها؛ وذلك لأنّ الحمل يتصل بالحامل، وخوف المرأة على جنينها كخوفها على عضو من أعضائها، ولأنّ الفدية ثبتت على الشيخ الفاني وهذا ليس بقياس، فلا مماثلة بين الفدية والصيام، وإفطار الحامل خوفاً على الجنين لا يوافقه في المعنى.

الرأي الثاني في كفارة إفطار الحامل في رمضان

ذهب الحنابلة والشافعية في أظهر الأقوال عندهم؛ إلى وجوب الفدية على الحامل بالإضافة إلى قضائها الصيام؛ وذلك في حال أفطرت الحامل خوفاً على ولدها، ومقدار الفدية هي إطعام مسكين عن كل يوم أفطرت به، واستدلوا على ذلك بما روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- بأنّ الفدية تجب في حق الحامل والمرضع إذا خشيتا على أولادهما.

دار الإفتاء المصرية - حكم إفطار الحامل في رمضان

نشرت دار الإفتاء المصرية فيديو عبر صفحتها على يوتيوب يُطهر إجابة تساؤل عن إفطار الحامل في رمضان، وكان نص السؤال: "زوجتي حامل وقد منعها الطبيب من الصيام فماذا تفعل؟ وإن كان عليها القضاء فكيف تقضي هذه الأيام وهل عليها كفارة أو فدية؟"، وجاء رد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في الفيديو:

ابن باز- حكم إفطار الحامل في رمضان

جاء على موقع الشيخ ابن باز أحد الأسئلة المتعلقة بحكم إفطار الحامل في رمضان وكفارته، إجاء السؤال كالتالي:

نعود إلى رسالة إحدى الأخوات المستمعات من الإمارات العربية المتحدة تقول: أم مجاهد، أختنا عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة لها سؤال استغرق صفحة واحدة فقط، أختنا تقول: حينما كنت حامل بمولودي الأول، وذلك قبل تسع سنوات؛ سألت أحد الإخوة ممن يدعو لمنهج السلف عن ماذا أفعل، وقد دخل علينا شهر رمضان، ولا أستطيع الصوم لظروف الحمل؛ فأجابني أن لا علي صوم، مستدلاً بالحديث: وضع شطر الصلاة عن المسافر، ووضع الصوم عن الحامل والمرضع، وأيضًا ليس هنالك جزاء، وأصبحت لا أصوم حينما أكون حاملًا أو مرضعًا، ولمدة أربع سنوات -أي: إلى مولودي الرابع، وبعدها سمعت من أحد الإخوة أن على أمثالي الجزاء فقط، مستدلاً بالأثر أن ابن عباس رأى أم ولد له مرضعًا فقال لها: "أنت من الذين يطيقونه، عليك الجزاء وليس عليك القضاء"، فأخذت مبلغًا من المال لأطعم به جزاء للأربعة الأشهر التي علي من رمضان، ولكن يا فضيلة الشيخ سمعت في برنامج (نور على الدرب) من أحد العلماء الأفاضل أن على أمثالي القضاء، ولو تأخر القضاء تكون معه كفارة، فماذا أفعل يا فضيلة الشيخ ورمضان على الأبواب لو قدر الله لنا الحياة، ومواعيد وضعي قبله بأيام، وسيكون الشهر الخامس دين علي، وسؤالي: ما صحة ما ذكر الإخوة من الحديث والأثر، ولو أدركني الموت قبل قضاء المائة والخمسين اليوم التي علي، هل أكون آثمة بذلك؟ أرجو الإفادة ليطمئن قلبي جزاكم الله خيرا، ثم إنني وضعت مبلغاً من المال بنية الإطعام، وجاءنا أحد الإخوة في الله عابر سبيل، نفذ ما عنده من مال؛ فأعطيته له بنية كفارة الفطر، فهل يصح عملي هذا؟ أم أطعم؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

وجاءت إجابة ابن باز كالتالي:

الصواب في هذا أن على الحامل والمرضع القضاء، وما يروى عن ابن عباس وابن عمر أن عليهما أن على الحامل والمرضع الإطعام، هو قول مرجوح، مخالف للأدلة الشرعية، والله يقول سبحانه: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، والحامل والمرضع في حكم المريض، وليستا في حكم الشيخ الكبير العاجز، بل هما في حكم المريض؛ فتقضيان إذا استطاعتا ذلك ولو تأخر القضاء، وإذا تأخر القضاء مع العذر الشرعي؛ فلا إطعام، قضاء فقط، أما إذا تساهلت ولم تقض مع القدرة؛ فعليها مع القضاء الإطعام، إذا جاء رمضان آخر ولم تقض تساهلًا وتكاسلًا؛ فعليها القضاء مع الإطعام، أما إذا كان التأخير من أجل الرضاع أو الحمل لا تكاسلًا؛ فإن عليها القضاء فقط، ولا إطعام، وما أنفقت من الإطعام، فهو في سبيل الله، ولك أجره، ويؤدي ما يؤدي إذا كنت تساهلت في القضاء، يؤدي مؤداه، وعليك القضاء، تصومين حسب الطاقة، ولا يلزمك التتابع، تصومين وتفطرين حتى تكملي إن شاء الله، والله في عون العبد، وتسهيله  إذا صدق العبد، وأخلص لله واستعان به جل وعلا، فالله يعينك ويسهل لك القضاء، فأبشري بالخير واستعيني بالله واصدقي، والله جل وعلا هو المعين الموفق. نعم.

بذلك نكون قد وصلنا على نهاية مقالنا من وكالة "سوا" الإخبارية، حول حكم إفطار الحامل في رمضان، وكفارة إفطار الحامل في رمضان، والذي عرضنا فيه تفاصيل الحكم حسب المذاهب الأربعة، ورأي ابن باز في هذه المعضلة، التي ترافق رمضان من كل عام، بالإضافة على فتوة دار الإفتاء المصرية على حكم إفطار الحامل في رمضان، وكفارة إفطار الحامل.

المصدر : وكالة سوا - وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد