كفارة الإفطار في رمضان 2023 بعذر
يتميز شهر رمضان بالصيام الذ يعد فريضة ركيزة من فرائض الإسلام وركن من أركانه الخمسة، والمفروض على كل مسلم ومسلمة في أنحاء العالم، وللصيام مكانة وأهمية كبيرة، لأن صوم رمضان يختص بكونه فرضًا بمعنى أن العبادة المفروضة أفضل من النوافل، والتقرب إلى الله بما فرض أفضل رتبة من التقرب بالنوافل، كما نزل القرآن الكريم في شهر رمضان وقيام الليل وغيرها من العبادات، كما يعتبر الصيام في رمضان من ضروريات الدين فمن جحد وجوب صيام رمضان فقد كفر.
يعتبر الإفطار في نهار رمضان بغير عذر شرعي من الكبائر، وعليه إثم عظيم وهو شيء محرم، لأنه يعد انتهاك لحرمة شهر رمضان ومخالفة لأمر الله، وعلى من أفطر عمدًا في الشهر الفضيل أن يتوب إلى الله تعالى بالندم والعزم الصادق على عدم الإفطار مستقبلًا بغير عذر شرعي.
ومع اقتراب شهر رمضان 2023، سنقدم لكم متابعي وكالة سوا الإخبارية، توضيحًا حول كفارة الإفطار في رمضان بعذر 2023، والمقصود بكلمة الكفارة، إضافة إلى كفارة الإفطار في رمضان بلا عذر، و كفارة تأخير قضاء صيام رمضان بعذر لرمضان آخر، كما سنوضح الفرق بين الفدية والكفارة.
ما المقصود بالكفارة؟
تأتي كلمة الكفارة في الإسلام من كلمة "كَفر" من الجذر العربي، والتي معناها الستر أو الغطاء، وسميت بهذا الاسم لأنها تقوم بتغطية بعض الأعمال وستر الذنوب، وسميت بذلك لأنها تستر الأعمال وتغطيها، فرض الله الكفارة لكثير من الأسباب، لأن الله غفور رحيم بعباده، والكفارة مصطلح قانوني في فقه الشريعة الإسلامية، لعقوبة إلزامية تعوض عن انتهاك حرمة.
وتعتبر الكفارة هي التعويض الشرعي ووسيلة للتوبة التي فرضها الله على المسلمين، الذين لم يقوموا بفريضةً ما دون عذر شرعي، كعدم الصيام في رمضان أو عدم الوفاء بقسم، وكفارة الصيام هي في قوله تعالى: "فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" – سورة المجادلة.
كفارة الإفطار في رمضان 2023 بعذر:
فرض الله الصيام على كل مسلم بالغ عاقل، وقد رخص لبعض الحالات الإفطار في نهار رمضان، ومنها:
أصحاب الأعذار المؤقتة: مثل الحيض والنفاس للمرأة وهنا يجب عليها الإفطار، وكالمرض والسفر، ويترتّب على مَن أفطر بعذر مؤقت في نهار رمضان وجوب قضاء الأيام التي أفطرها بعد انتهاء شهر رمضان، فتبقى هذه الأيام في ذمّته؛ لأنّها حق الله حتى تأديتها، ويكون القضاء إمّا على التتابع أو التراخي، قال تعالى: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ".
أصحاب الأعذاب الدائمة: مثل المريض الذي لا يُرجى شفاؤه، أو الكبير المسن الذي لا يستطيع صيام شهر رمضان، وهنا يترتب عليهم وجوب دفع الفدية عن كل يوم يفطره في شهر رمضان، وتكون الفدية إطعام مسكين واحد عن كل يوم أفطره، والإطعام يقدّر بمُد من الطعام أيّ ما يساوي 600 غرام تقريباً من الأرز أو القمح.
وقال بعض الفقهاء إنه من أفطر في شهر رمضان بعذر، فلا كفارة عليه، مع قضاء الصيام، وإنما تجب عليه الفدية في حال عجز عن القضاء حيث قال الله تبارك وتعالى: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ".
كفارة الإفطار في رمضان 2023 بدون عذر:
أجمع الفقهاء على أن من جامع في نهار رمضان وجبت عليه الكفارة، سواء أنزل المني أم لم ينزل، وتكون الكفارة بإعتاق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع يطعم ستين مسكين.
وأنه من أفطر متعمداً بالأكل والشرب أو أي مفطّر آخر فهو آثم، وعليه التوبة إلى الله عزوجل والاستغفار، وصوم بقية نهار رمضان لحرمة شهر رمضان، وقضاء اليوم الذي أفطره متعمداً بغير عذر بعد انتهار شهر رمضان، وإن كان الإفطار بغير عذر في شهر رمضان قد مرّ عليه رمضان آخر من غير قضاء، فيجب القضاء مع إخراج فدية عن كل يوم وهي إطعام مسكين.
كفارة تأخير قضاء صيام رمضان بعذر لرمضان آخر:
يندب للمسلم في حال إفطاره بعذر قضاء الصيام فور انتهاء شهر رمضان وانتفاء العذر، وفي حال تأخير قضاء الصيام لحين دخول شهر رمضان آخر فذهب الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة، إلى وجوب القضاء والكفارة أي الفدية بعد أن ينقضي الشهر، وذهب الحنفية إلى وجوب القضاء من غير الفدية سواء كان سبب التأخير بوجود عذر أو بغير عذر، وذهب الشافعية إلى وجوب تكرار الفدية في حال تكررت السنوات من غير قضاء.
الفرق بين الفدية والكفارة:
الفدية تدفع عمن لم يستطع الصيام بسبب عذرٍ شرعي مثل الأمراض المزمنة، أما الكفارة فهي تجب على كل من لم يصم بدون عذر شرعي وقيمتها ما قيمته إطعام 60 مسكيناً لكل مسكين وجبتين من متوسط ما يأكل الشخص الذي وجبت عليه الكفارة.
وتجب الكفارة على كلٍ مسلم عاقل قادر لم يصم في شهر رمضان ولم يكن عنده عذر شرعي، وفي حال كان المسلم المكلف بالصيام يعيش في إعالة والده أو ولي أمره، فعلى والده وولي أمره أن يدفع عنه هذه الكفارة.