يونس يشارك في جلسة مجلس حقوق الانسان جنيف

غزة / سوا / ألقى عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان كلمة له على هامش مشاركته في جلسة مجلس حقوق الانسان المنعقدة في مقر الأمم المتحدة في جنيف.

نص الكلمة..

"عزيزي السيد الرئيس،

بينما يجتمع مجلسكم الموقر اليوم، فإن عدنان خضر، وهو معتقل إدارياً دون توجيه تهم، في حالة صحية أقرب ما تكون إلى الموت حيث يواجه وحده الظلم وغياب العداله وحيدا. إننا نعبر عن خوفنا من أن التقاعس تجاهه سوف يفضي لمزيد من الضحايا.

في العام الماضي فقدت والدي وزوجته وابنة أخي بسبب صواريخ اسرائيلية أطلقت عليهم بعد منتصف الليل وهم نائمون في أسرتهم. هذه فقط حالة واحدة من بين مئات الحالات التي تسببت بها الاعتداءات الاسرائيلية الواردة في تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في النزاع في غزة في 2014.

عانى مئات من الفلسطينيين من القتل وفقدان الأحبة والصدمة بسبب الاعتداءات غير القانونية عليهم، اعتداءات تعتبر جرائم حرب. إن الحرب الأخيرة على القطاع هي الحرب الثالثة خلال ستة سنوات ونعلم جيداً وأكثر من أي وقت مضى، كما هو وارد في تقرير اللجنة، بأن الأسوأ قادم في حال عدم تعامل المجتمع الدولي مع الحصانة والافلات من العقاب بشكل عاجل وفعال.

إن الشعب الفلسطيني، بمن فيهم سكان غزة، ليس لديهم أي أمل في تحقيق المحاسبة أو الوصول إلى العدالة من خلال نظام القضاء الإسرائيلي، الذي اختبر في السابق بما فيه الكفاية بما يؤكد بشكل قاطع عدم وجود أي رغبة لدى إسرائيل في تحقيق العدالة من خلاله.

لا يمكن أن نرى في أي مكان حالة أكثر وضوحاً من حالة مقتل أطفال عائلة بكر الأربعة وهم يلعبون على الشاطئ في وضح النهار، أو حالات عشرات الاعتداءات على المنازل المأهولة بالمدنيين وإبادة عائلات بأكملها، أو الاعتداءات العشوائية على مناطق سكنية بهدف "تطهيرها وتعقيمها" على الرغم من المشهد البالغ الوضوح للمدنيين العزل وهم ينزحون ويفرون من منازلهم، كما لا يمكننا أن نجد حالات أكثر وضوحاً من استخدام المدنيين كدروع بشرية أو تعذيب من يتم اعتقالهم واساءة معاملتهم. ولا يغيب عن أي منا أن هذه الممارسات تشكل جرائم حرب من أخطر الأنواع.

بعد ثلاث اعتداءات هائلة على قطاع غزة تسببت في سقوط 2.852 شخص من بينهم 933 طفلاً، وتدمير هائل، فإنه لمن الواضح بأن الحصانة وسياسة الافلات من العقوبة أصبحت مزمنة وسائدة. لقد جاءت ساعة العمل الدءوب على وقف ذلك كله والتأكد من عدم تكراره، وهو مل لن يتأتي دون محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

إننا نعيش مشهداً من الفوضى والتشويش، فبينما تدعم أوروبا والاتحاد الأوروبي عمل حقوق الإنسان المستقل فإنها وفي نفس الوقت تفشل في اتخاذ أي اجراءات أو في تمكين هذا المجلس من العمل بحزم وصرامة. لقد حان الوقت لأن تتخذ أوروبا موقفاً يعكس القيم الأساسية التي نتشاركها جميعاً، قيم العدالة والسلام.

لقد أسمع التقرير أصوات الغزيين، ويبدو الطريق واضحاً، وهو ما يتم إعادة التأكيد عليه اليوم بأن العدالة والسلام يمكن لهما أن يتحققا معاً. إننا نطالبكم اليوم وبشكل حازم بضمان الحماية والكرامة والحرية من خلال تحقيق العدالة والمساءلة.

هنا لا يوجد جانبان متقاتلان، بل ضحايا ومرتكبو جرائم. إن الضحايا المحرومون من الوصول إلى العدالة ليس لديهم أي خيار سوى السعي للوصول إلى النصفة القانونية من خلال آليات العدالة الدولية. إنهم ينتظرون منكم يا سيادة الرئيس دعم التحقيقات الأولية للمحكمة الجنائية الدولية من أجل انهاء الحصانة والافلات من العقوبة ومنع حدوث انتهاكات أسوأ مما تم ارتكابه حتى الآن.

على الرغم من خسارتي الشخصية، فأنا لازلت ملتزماً بالسلام والعدالة، وأؤمن بأنهما لا بد أن يقترنا معاً، وأنا أتوقع، كما كلنا نتوقع، من مجلسكم أن يتابع ذلك".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد