خطبة قصيرة عن وداع شعبان واستقبال رمضان 2023- ملتقى الخطباء
خطبة قصيرة عن وداع شعبان واستقبال رمضان 2023- ملتقى الخطباء، فها هي قد أقبلت الجمعة الأخيرة من شهر شعبان ولم يتبقى سوى أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الفضيل الذي ميزه سبحانه وتعالى بالعديد من العبادات والأجور.
ويبحث كثيرون من الخطباء في الدول العربية والإسلامية حول خطبة قصيرة عن وداع شعبان واستقبال رمضان 2023 والتي عادة ما تحتوي على مواعظ وحكم واقتفاء أثر السنة النبوية في طياتها.
ووفقًا للحسابات الفلكية فإن شهر رمضان لهذا العام 2023 سوف يبدأ يوم الخميس الموافق 23 آذار المقبل، وستكون عدته 29 يومًا.
وفيما يلي نقدم لكم خطبة قصيرة عن وداع شعبان واستقبال رمضان 2023:
مقدمة خطبة قصيرة عن وداع شعبان واستقبال رمضان
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد، فاتقوا الله عباد الله، وسارعوا إلى أوامره بامتثالها وإلى نواهيه باجتنابها، فإن هذه حقيقة التقوى التي رتَّب الله عليها الخيرات والبركات، ووعد أهلها بجزيل العطايا ووافر الهبات وهي الزاد ليوم الميعاد والحافظة في الدنيا من الشر والفساد.
الخطبة الأولى:
يمضي الزمان مسرعًا يدخل عام ويخرج، ويهل هلال شهر ويعقبه آخر، وها نحن نودع شهر شعبان الذي يسبق شهر رمضان، أشهر تذهب من أعمارنا وليالي وأيام تنقضي من آجالنا حتى يحين موعد انقضاء الأجل وحلول الموت. فرحم الله عبدًا أدرك هذه الحقيقة، وسعى لاغتنام أيام عمره بما يكون سببًا لتحقيق مرضاة ربه والفوز بجنته ونعيمه.
وحق على كل مسلم يعرف للزمان شرفه ومنزلته، ويعلم لرمضان قدره وفضله على سائر الشهور أن يجتهد للتهيؤ لاستقباله واغتنام أيامه ولياليه.
وها هو شهر رمضان المبارك قد أوشك أن ينزل ديارنا ويحط رحاله في أوطاننا ، فشهر رمضان هو سيد الشهور يأتي حاملا معه النفحات الربانية والعطاءات الإلهية، فتنبه الغافل وتذكر الناسي وتجدد همة الذاكر وتجمع شتات الناس فهو موسم تكفير السيئات ورفعة الدرجات ..ففي صحيح البخاري أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : « مَنْ صَامَ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا » أي سبعين سنة. فإذا كان صيام يوم واحد يباعد العبد عن النار سبعين سنة فما بالك بصيام شهر رمضان كله..
والصيام طريق إلى الجنة وباب من أبوابها, وعند البخاري( عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ » والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فعند الامام احمد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَىْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ..وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ. قَالَ فَيُشَفَّعَانِ » أي يقبل الله جل شأنه شفاعتهما ويدخله الجنة..
وصيام شهر رمضان خصوصاً يمحو الذنوب ويكفر السيئات ففي الصحيحين( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ». وفي صحيح مسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ : « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ » ..
واعلموا أن من أجل الأعمال وأعظمها في هذا الموسم السنوي صلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم :« أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الأَرْحَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ » ،وقال صلى الله عليه وسلم في قيام شهر رمضان علىوجه الخصوص كما في البخاري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »
فإنه من أعظم مواسم الربح والمتاجرة مع الله -عز وجل-، ولن يتحقق للعبد الاغتنام الأمثل لشهر رمضان ما لم يتهيأ من الآن له.
وأعظم ما يتهيأ به لاستقبال شهر رمضان: تجديد التوبة والإنابة لله رب العالمين والتخلص من الذنوب والآثام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) [التحريم: 8]، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].
ليتأمل كل واحد منا نفسه أفعاله وأقواله حاله مع أوامر الله -عز وجل- ونواهيه، فيجتهد في الإقلاع عن الذنوب وترك السيئات، والإقبال على الطاعات والواجبات حتى ما إذا دخل عليه شهر رمضان المبارك فإذا به قد صلُحت أحواله، واستقامت أموره، وصارت نفسه أكثر تلهفًا للطاعة وأشد رغبة في العبادة؛ لأنها قد ذللت في شهر شعبان بخلاف من يدخل عليه الشهر، وهو لا يزال عاكفًا على الذنوب والآثام مقيمًا على المعاصي والسيئات، مقصرًا في الطاعات والقربات، فقد يمضي عليه شهر رمضان أو معظمه وهو في مجاهدة فلا يتلذذ بالطاعة في شهر رمضان، ولا تساعده نفسه ولا جوارحه للإقبال على الطاعات والتعبدات والمنافسة في القربات.
ومن خير ما يتهيأ به في شهر شعبان لاستقبال شهر رمضان: الإقبال على القرآن العظيم قراءةً وتدبرًا حتى تتروض النفس على ذلك، ومن ثَم تعظم إقباله على القرآن في أيام شهر رمضان ولياليه.
قال أنس -رضي الله عنه-: "كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرؤها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان".
ومن ذلك الإقبال على ذكر الله -عز وجل- والإكثار منه؛ إذ فيه صلاح النفس وطهارة القلب والإعانة على سائر الطاعات.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اتقوا الله في أيامكم ولياليكم أن تذهب عليكم سدًى، اغتنموها في مراضي الله ومحابه، واستعدوا لآخرتكم وتزودوا بالأعمال الصالحة؛ فالدنيا سريعة التقضي سريعة التصرُّم عما قريب عنها نرحل جميعًا، ووالله لن ينفع الواحدَ منا إلا ما قدم لآخرته من عمل صالح.
ألا فاجتهدوا -رحمكم الله- في فعل الخيرات والإكثار من الطاعات والقربات والتنافس في الباقيات الصالحات، واحذروا المعاصي كلها صغيرها وكبيرها؛ فإن المعاصي من أعظم الموبقات وأعظم المهلكات، جعلني الله وإياكم ممن عبد ربه واتقاه، ولازم أمره واستقام على شرعه إن ربي سميع مجيب.
عباد الله: مما يحسن التذكير به موضوع القضاء لمن أفطر أيامًا من رمضان الماضي لسفرٍ أو مرضٍ أو أفطرت امرأة لحيض أو نفاس، فعلى الجميع المبادرة بالقضاء في أيام هذا الشهر ولا يجوز أن يؤخر القضاء حتى يدخل شهر رمضان لغير عذر.
فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان يكون عليَّ صوم من رمضان، فلا أستطيع قضاءه إلا في شعبان"، فبادروا -رحمكم الله- بما افترضه الله عليكم، وذكروا أهليكم بذلك حتى تبرأ ذممكم من عهدة الواجب، ولا يشترط التتابع في القضاء بل للمرء أن يصوم يومًا ويفطر يومًا.
وهكذا إلا أن من الواجب تبيت النية بالصيام من الليل، ولا يجزئ في صيام القضاء الصيام بنية من أثناء النهار؛ وذلك لأن القضاء مثل الأداء.
أسأل الله -عز وجل- أن يبارك لنا في أيام شهرنا، وأن يعيننا فيه على الطاعات واجتناب المحرمات، إن ربي على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبه الأمي محمد عليه أفضل الصلاة وازكى السلام.
وبذلك نكون قدمنا لكم متابعي وكالة سوا هذه المقالة الدينية التي جاء فيها: خطبة قصيرة عن وداع شعبان واستقبال رمضان 2023.