مع استمرار العدوان والحصار الذي ما زال يمارسه الاحتلال على الأراضي الفلسطينية خاصة على قطاع غزة الأمر الذي أدى إلى ازدياد الضغوطات المختلفة بشكل كبير سواء كانت السياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، فلم يسلم أحد منها. وفي خضم ذلك يعتبر قطاع غزة من المناطق الأعلى كثافة في العالم حيث يقدر بما يعادل 4,900 نسمة/كلم2 في نهاية 2014 مع انخفاض الأماكن المخصصة لممارسة الرياضة في قطاع غزة مما يولد أفكارا إبداعية موجهة.


ولكن يمكن المزج بين تفريغ الضغوطات وتقديم الخدمات والاستثمار من خلال التوجيه لإنشاء مشاريع تعتمد على استغلال ذلك وبشكل ايجابي وبناء وهادف وذا عائد اقتصادي جيد في الشكل العام ومن هذه المشاريع استغلال الأراضي الغير مستغلة في تجهيز مساحات خضراء مخصصة لإنشاء أماكن للترفيه وممارسة الألعاب الجماعية مثل كرة القدم وكرة الطائرة أي بمعنى آخر إنشاء ملاعب خماسية ومعشبة تعشيب صناعي وهي أفضل من التشعيب الطبيعي حيث يتم تجهيزها بشكل جيد وخاص وذلك من خلال تجهيز أرضية مناسبة ومعشبة تعشيب صناعي وحماية وخدمات مرافقة في المكان، ففي قطاع غزة يوجد ما يقارب 24 ملعب رياضي مختلف المساحات والتجهيزات والخدمات المقدمة للجمهور وتتوزع الملكية ما بين الملكية العامة والخاصة وهي موزعة على المحافظات مما يجعل ممارسة الرياضة في هذه الاماكن غير سهلة مع ازدحام الطلب عليها، وهذا العدد لا يكفي لاحتياجات السكان المتزايدة، وفكرة الملاعب المجهزة بالتعشيب الصناعي أخذة في الانتشار عالميا وعربيا وفي الأراضي الفلسطينية بشكل خاص وخلال الفترة ما بعد العدوان حتى الآن تم إنشاء ما يقارب 8 ملاعب معشبة تعشيب صناعي جديدة. وتبرز أهمية إنشاء هذه الملاعب في أنها متنفسا للمجتمع خاصة الذكور وذلك في إفساح المجال لممارسة هواياتهم الرياضية بشكل حضاري وجيد واستغلال أوقاتهم بما يفيد وتعمل على تقوية الروابط الاجتماعية وعاملا مهما للحد من انتشار الأمراض سواء الناتجة عن الضغط النفسي والاجتماعي مثل الضغط والسكر وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السمنة وغيرها من الأمراض المختلفة والتي تتأثر بغياب ممارسة الرياضة. والعمل على تقوية أجسامهم واستغلال طاقاتهم المهدورة والغير مستغلة بشكل أفضل وبناء وهادف، وتقليل المشاكل والصدامات الناتجة عن ممارسة الألعاب الرياضية الجماعية في الأماكن المأهولة بالسكان والغير مناسبة.


إن هذه الأفكار الإبداعية والبسيطة في انجازها مع ارتفاع تكاليفها ففيها تتقارب المصالح والأهداف المختلفة وبأشكال مختلفة سواء كانت اقتصادية واجتماعية ومجتمعية ونفسية وتنموية وصحية، وأيضا تخلق تنمية مستدامة واستغلال أفضل للأموال الغير مستغلة مع أن تكاليف تجهيز الملعب الواحد تتراوح ما بين (35,000 - 500,000) دولار أمريكي، بينما يتراوح تأجير الساعة الواحدة ما بين (50- 80) شيقل والاختلاف ناتج حسب المكان المقام فيه الملعب.


أراك وأنت على القمة......

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد