خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1444/2023

خطبة الجمعة الثانية في شعبان

خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1444/2023، حيث يعتبر شهر شعب من الأشهر الهجرية التي تسبق شهر رمضان المبارك، يعد به المسلمون عدتهم لاستقبال الشهر الفضيل، ويأتي شهرين مباركين شهر الذي يسبقه، ورمضان الذي يليه ويلبي به المسلمون الصيام به كركن من أركان الإسلام.

ويطلع الكثير من خلال البحث على خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1444/2023 في الدول العربية والإسلامية تمهيداً للتحضير للخطبة الثانية في شهر شعبان، التي تسبق صيام منتصف شعبان، وكذلك التي تسبق شهر رمضان بأيام قليلة.

ويشار بأن شهر شعبان سمي بهذا الاسم لسببين اثنين، فقد قيل أنّ العرب كانت تتشعّب فيه للبحث عن المياه، كما كانت العرب قديمًا تتشعب في شعبان تجهّزًا للحرب بعد شهر رجب المحرم، ونقدم لكم خطبة الجمعة الثانية في شعبان.

خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1444/2023

خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1444/2023- الحمد لله الذي مَنَّ على عِباده بمواسِمِ الخيرات؛ لِيَغْفِرَ لهم الذنوب، ويَجْزِلَ له الهِبات، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، آخر الأنبياء وخاتم المرسلين.

ذنوبُنا كثيرة، ومخالفاتُنا غَفِيرة؛ تكاسلنا عن العِبادات، وقصرنا في الواجبات، قلوبٌ قاسية، وألْسِنَةٌ لاغِيَة، ونفوسٌ شارِدَة، وتفكير في الماديَّات، وانسياقٌ وراء المَلَذَّات، وانشلال في الطاعة، ونشاطٌ في المعصية! فكيف لنا أنستغل مواسم الطاعات، ونبعد عن الملذات، ونحيي في قلوبنا الطاعات والخيرات وأمامنا ليلة من أجمل الليالي وهي ليلة المنتصف من شعبان.

يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ"(رواه البخاري). فمَن استعملَ فراغَه في طاعةِ الله فهو المغبوط، ومَن استعملهما في معصية الله فهو المغبون.

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- - لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ"(صحيح: رواه البيهقي).

أسماء ليلة المنتصف من شعبان 1444/2023

وبعد، نحن على بعد أيام من صيام ليلة المنتصف من شعبان، وحملت هذه الليلة أسامي كثيرة من فضل صيامها وقيامها، وكان من أسماء ليلة المنتصف في شعبان، الأسماء التالية:

  • ليلة البراءة.
  • ليلة الدعاء.
  • ليلة القِسمة.
  • ليلة الإجابة.
  • الليلة المباركة.
  • ليلة الشفاعة.
  • ليلة الغفران والعتق من النيران.

فضل ليلة الشفاعة _ ليلة المنتصف من شعبان 2023

وعن فضل ليلة النصف من شعبان 2023، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان لحديث الرسول- عليه أفضل الصلاة والسلام، «يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين: المشاحن، وقاتل نفس».

ويقال أن هذه الليلة مزية فضل ورحمة ومغفرة، ومن تعرض لهذا الفضل بالصلاة والذكر والدعاء رجي أن ينال من تلك النفحات المباركة، وقيام الليل عبادة مستحبة في كل الليالي، ومنها هذه الليلة.

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "مَا ‌رَأَيْتُ ‌النَّبِيَّ ‌-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ‌فِي ‌شَهْرٍ ‌أَكْثَرَ ‌صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُهُ إِلَّا قَلِيلًا، بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ"(رواه مسلم).

عبادَ اللهِ المسلمين، إن الغفلة تقطع الصلةَ بين العبد وربه، فلا يشعر بإثمه، ولا يُقلِع عن وِزرِه، ولا يتوب من ذَنْبِه، يُبصِر فلا يَعتَبِر، ويُوعَظ فلا ينزجر، ويُذكَّر فلا يَدَّكِر، وقد رغَّب رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في صيام شعبان لغفلة كثير من الناس عنه فقال: "ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ، بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ".

خطبة الجمعة الثانية في شعبان 1444/2023 _ رمضان يقترب هل من استعداد

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].

تمضي بنا الأيام والساعات، وتسير علينا الشهور والسنوات، وكلنا منشغل في اللهوات، والناس بين مستغلٍ لها في الطاعات، وملاحق الشهوات والملذات، وهنا قد اقترب رمضان، وعلينا أقبل شهر رمضان، شهر مليء فيه من الأجور والحسنات، وتكثر به الخيرات والبركات.

ولقد أمرنا الله تعالى بالمسارعة إلى الخيرات، والمسابقة إلى الطاعات، لنكون من أهل جنةٍ عرضها الأرض والسموات، قال تعالى: "وسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"، أي المسارعة إلى المغفرة والجنة تكون ببذل الإحسان وتقوى الرحمن والاستعداد الجيد ليوم لقاء الرحمن في جنات عرضها السماوات والأرض.

620740-3-خطبة-الجمعة-بمسجد-ناصر-بقنا.JPG

خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1444/2023

خطبة الجمعة الثانية في شعبان _ استعدوا إلى رمضان

ويقول رب العباد في كتابه "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"، ولذلك أثنى الله على أهل المسابقة والمسارعة إلى الخيرات، وجعل منزلتهم في أعالي الجنات، فقال: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ"، فأعدوا العدّة للاجتهاد، فالصبر من الطاعات وبناء الطريق.

لا شك أن قلوب المسلمين فرحة مستبشرة بمقدم شهر رمضان، وحق لنا أن نفرح به ونستبشر، فقد أعد الله فيه من الفضل والأجور، ما ليس في غيره من الشهور، فهو شهر الصيام الذي يمثل ركنًا من أركان الإسلام، فمن صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، هو شهر القيام فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، فيه ليلة خير من ألف شهر.

خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1444/2023 _ هي الخطبة الخاصة في الجمعة القادمة، وها هنا شعبان يمضي سريعا وينقضي ويرحل، حيث يذكر الشيوخ هنا بليلة المنتصف من شعبان، والاستعداد إلى رمضان.

المصدر : وكالة سوا _ الخطابة _

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد