لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم؟
لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم، يعد شهر رمضان شهر البركة والإحسان، وغفر الذنوب وصلة الأرحام، حيث يصوم المسلمون شهر رمضان التاسع في التقويم الهجري، ويعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة، ويميزونه عن سائر شهور السنة الهجرية بالعبادة، كما له مكانة خاصة في تراث المسلمين وتاريخهم ففيه ليلة القدر ، ويعتبر شهر رمضان شهر له قدسية ومكانة في الأرض والسماء، أنزل فيه القرآن هدي الأمة ليزيل الغمة والجاهلية، لينير القلوب والدروب ويهدي الخلق لعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، لذا فيشعر المؤمن بشعائر رمضان وبالخشوع والتقرب لله عز وجل.
ويعد شهر رمضان شهر الفرح لقلوب المسلمين والمؤمنين، الذين ينتظرون قدومه كل عام في أرجاء العالم بشغف وشوق، لأنه شهر مليء بالبركة والخير، يتجسد فيه معنى الرحمة والتعاون وحب الخير والشعور بالغير، يأتي ليمحي الذنوب ويخفي عيوب النفس ويطهر القلب، راداً لكل أخفاق، يفيق كل غفلة، يدخله المؤمن مرهق القلب، يخرج منه بقلب سليم.
لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم؟
يعتبر شهر رمضان واحة الشهور، فيه تستريح النفوس من وعثاء سائر الشهور، ومنه تتزوّد وتتقوّى لمتابعة المسير، وسنتعرف في هذا المقال على سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم:
جذر كلمة "رمضان" في اللغة العربية هو "ر م ض" ويدل على معنى الحِدّة في شيء من حَرّ وغيره، ويعتبر الرَّمَضُ هو شدّة الحَرّ، ومن هنا سُمي ما تسبّبه الشمس من شدّة الحرارة في الحجارة أو الرمل "رمضاء"، وكان القدماء يستغلون هذه الحرارة الشديدة في صيد الظباء، فيتبعون الظبي في وقت الهاجرة حتى إذا أرهقوه وتفسّخت قوائمه من شدّة الحَر أخذوه، ويسمون ذلك: "التّرمُّض"، أما رَمْض الغنم فهو أن ترعَى في شدّة الحَرّ.
هذا عن الظباء والغنم، أما الفِصال (ومفردها الفَصيل، وهو ولد الناقة) فإن رَمَضها هو أن تبركَ حين يشتد الحَرّ من النهار وتحرق الأرض خفافها، وهو وقت الضحى، وفي فضل صلاة النافلة في هذا الوقت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الأوّابين إذا رمِضَت الفصال".
وهناك علاقة بين سبب تسمية رمضان بهذا الاسم والحر، صحيح أن الصائم يرمَض في هذا الشهر ويصيب الحَرُّ جوفه من شدّة العطش، لكن قيل إن اسم رمضان جاء من أن العرب لما وضعوا أسماء الشهور قديما، سمّوها بالأَزمنة وأحوال الطقس التي تصاحبها آنذاك، فوافق بعضها موسم الندى والمطر فسموه ربيعًا، ووافق آخر أيام رَمَضِ الحرّ وشدّته، فسمّوه رمضان".
وبهذا نكون قد وضحنا لكم في وكالة "سوا" الإخبارية، أصل تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، ولكن شهر رمضان رغم ما في اسمه من حرارة، وما في صومه من مشقة، فإنه شهر لغفران، ومحطة للبر والإحسان، وسبيل إلى الرضوان.
ما هي فوائد شهر رمضان الدنيويّة والأخرويّة للفرد؟
يحتوي شهر رمضان على العديد من الفضائل والفوائد العظيمة التي تعود على الفرد والمجتمع، ومن فضائله الدنيويّة والأخرويّة فيما يلي:
- ت فتح الجنة أبوابها للصائمين والذاكرين والطائعين لربهم، وتغلق في شهر رمضان أبواب النار، وتصفد الشياطين.
- تغفر الذنوب في شهر رمضان وتكفر فيه الخطايا، لقول الرسول "صلى الله عليه وسلم": (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).
- شهر رمضان هو شهر العتق من النار، وذلك في كل ليلة من لياليه، لقول الرسول" صلى الله عليه وسلم" :( ويُنادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وله عُتقاءُ من النَّارِ وذلك كلَّ ليلةٍ).
- في شهر رمضان يرفع الله تعالى المسلم بصيامه الدرجات العليا، وتتضاعف فيه الأجور والحسنات.
- ينال المسلم في شهر رمضان مغفرة الله تعالى، ويهتدي بهدي القرآن الكريم، لأنَّ رمضان شهرُ القُرآن الذي فيه الهُدى والبيان، كما أنَّ فيه ليلة القدر التي يزيد فيها الأجر عن ألف شهر.
- في شهر رمضان يجاب فيه الدعاء، فقد بين الرسول "صلى الله عليه وسلم" أن للصائم دعوة لا ترد.
- يعتبر شهر رمضان شهر العبادة، والقرب من الله تعالى، والبعد عن الشهوات والمغريات المادية، والارتقاء بالنفس والروح والفكر.
- يعد شهر رمضان شهر الإحسان والعبادة والمغفرة والرحمة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
- يطهر شهر رمضان نفس المسلم ويزكيها من خلال عمله للصالحات وتحليه بالأخلاق الحسنة، كالكرم والحلم والصبر واجتناب الأخلاق السيئة.
- يربي شهر رمضان المسلم على الصبر والشكر.
- يعود شهر رمضان الفرد على الجود والإحسان، ويعتبر الجود سبب لحب الله تعالى لصاحبه، لقول الرسول" صلى الله عليه وسلم": (إنَّ اللهَ تعالى جَوَادٌ يحبُّ الجُودَ، ويحبُّ مَعالِي الأَخلاقِ، ويكرَهُ سَفسافَها).
- يحثّ شهر رمضان الفرد على التغيير من نفسه، فالإنسان قادر على صيام أيام أخرى في غير رمضان، وقادر على ترك التدخين الذي قد يتصور أنه لا يستطيع تركه.
- شهر رمضان يهذب النفس ويحبب إليها التقوى، ويعود المسلم على التسامح، والاستمرار على الأعمال الصالحة في باقي أيام العام.
خصائص شهر رمضان المبارك:
يتميز شهر رمضان عن باقي الشهور الهجرية، لما له من العديد من المزايا والخصائص، ومنها:
- يعتبر شهر رمضان شهر نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، وجعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ).
- وتعد الصَّدقة في شهر رمضان أفضل من غيرها في باقي الشهور، فقد كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- أجود ما يكون في رمضان.
- شهر رمضان شهر فيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر، لقوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
- شهر رمضان شهر يقرب فيه أهل البر والخير، ويقصى فيه أهل الفجور والشر، بفتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار.
- شهر رمضان شهر الفتوحات والانتصار للمسلمين، فقد كان فيه فتح مكة الذي علت به كلمة الإِسلام في البلاد العربية.
وبهذا نكون قد قدمنا لكم متابعي وكالة سوا الإخبارية هذه المقالة التي أجبنا من خلالها حول التساؤل، لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم؟ آملين لكم أن تبلغوا هذا الشهر الفضيل وأنتم تنعمون بالصحى والعافية.