كيف علق الإعلام العبري على أحداث نابلس الأخيرة؟

أحداث نابلس

عقب الإعلام والصحف العبرية الصادرة اليوم الخميس 23 فبراير 2023، على المجزرة التي وقعت أمس الأربعاء في مدينة نابلس وخلفت 11 شهيدًا وأكثر من 100 إصابة.

صحيفة يديعوت رأت في تقرير تحليلي لمعلق الشؤون الفلسطيني "آفي سخاروف"، أن العملية "الاستثنائية" بالأمس في نابلس لا تذكر سوى بالأيام الصعبة التي كانت تشهدها انتفاضة الأقصى والانتفاضة الأولى، خاصة وأن المواجهة لم تنحصر فقط بين الجيش الإسرائيلي، وعدد قليل من المسلحين، بل ينضم إليهم الجمهور الفلسطيني وأحيانًا بشكل جماعي لمواجهة الاقتحامات.

واعتبر سخاروف خروج الفلسطينيين في وسط رام الله وعند حدود قطاع غزة ، في مسيرات أولية بعد ما جرى في نابلس، ورغم أنه بعيد عما كان يجري في نهاية سبتمبر/ أيلول 2000 (انتفاضة الأقصى)، أو بداية ديسمبر/ كانون أول 1987 (الانتفاضة الأولى)، حين كان يخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين، إلا أنه بالمعدل الحالي للأحداث يمكن الفهم بأن الاتجاه واضح أن التصعيد قادم.

ويرى أن الإعلان عن إضراب شامل في مختلف المحافظات الفلسطينية وإغلاق المدارس دليل آخر على أن الوضع صعب على الأرض، وهذا يعني أن عشرات الآلاف من طلبة المدارس سيبحثون عن مكان للتنفيس عن إحباطهم بسبب الوضع الأمني، أو بسبب الكراهية المتزايدة التي يشعرون بها تجاه إسرائيل.

ويقول إن العملية في وضح النهار بقلب نابلس أمس، ربما كانت ضرورية لمنع هجوم، لكن دومًا هناك ثمنًا لمثل هذه العمليات، ولذلك يتوقع أن تكون هناك تظاهرات عنيفة، ومحاولات انتقامية.

ومن جهته، قال "يوسي يهوشع" المراسل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، في تقرير تحليلي له، إن اقتحام القوات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية لا زال يتحول إلى مواجهات واسعة النطاق، مشيرًا إلى أن كمية النيران التي أطلقت بالأمس من قبل المسحلين الفلسطينيين كانت هائلة.

ورأى يهوشع، أن العملية في نابلس ومن قبلها المماثلة في مخيم جنين، تشير إلى تغيير في طريقة العمليات الإسرائيلية خاصة وأن من يتم استهدافهم لا يرفعون أيديهم ويتم وضعهم في المركبات العسكرية، بل تتحول محاولات اعتقالهم إلى معارك واسعة النطاق وهو ما يتطلب وجود قوات مقاتلة مثل غولاني والمظليين وماجلان للتعامل مع الأحداث التي لم يكن مخطط لها في ظل تبادل إطلاق النار من مسافات قريبة وإمكانية تعطل بعض الآليات وغيره، وليس الاعتماد فقط على قوات اليمام واليسام وغيره من الوحدات الخاصة.

وأشار إلى أن العمليات في جنين ونابلس باتت أكثر تعقيدًا وخطورة خاصة وأن هذه العمليات باتت تستغرق ساعات.

ويؤكد يهوشع أن هذه العمليات لها ثمن كما كان بعد عملية جنين حين قتل 10 إسرائيليين في هجمات انتقامية، مشيرًا إلى أنهم في نابلس يصفون ما جرى بأنه مجزرة، ولا بد من الانتقام، الذي قد يكون في الضفة وأيضًا في القدس التي يعيش فيها 350 ألف فلسطيني يتمتعون بحرية الحركة الكافية التي قد تدفعهم للانتقام من خلال تنفيذ عمليات دهس وطعن وإطلاق نار كما جرى مؤخرًا.

من جهته، يرى عاموس هرئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية، أن هناك علامات استفاهم كبيرة تحوم حول قرار قيادة الجيش الإسرائيلي في الضفة، بإرسال قوة كبيرة في وضح النهار إلى قلب حي القصبة في نابلس من أجل اعتقال 3 مطلوبين، ما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة، وتسبب باستشهاد 11 فلسطينيًا من بينهم 3 على الأقل لا علاقة لهم بالجماعات المسلحة، ما قد يؤدي الآن إلى مزيد من الهجمات الانتقامية بالضفة وإطلاق الصواريخ من غزة.

وأشار هرئيل إلى أن تكرار الأحداث في وضح النهار وفي قلب المناطق التي فقدت فيها السلطة الفلسطينية سيطرتها عليها منذ فترة، وتنتهي بسقوط ضحايا بشكل جماعي، بسبب حدة الاشتباكات، ومعرفة كبار الضباط الإسرائيليين بذلك يثير التساؤل عن مدى إلحاح وضرورة هذه العمليات التي من الممكن تنفيذها ليلًا ما يشكل خطورة أقل.

مشيراً على أن هذه العمليات تجلب محاولات انتقامية من قبل الفلسطينيين، وإطلاق صواريخ من غزة، رغم التقديرات الأمنية بأن حماس لا مصلحة لها في الوقت الحالي بتصعيد يخرج عن السيطرة، ويأتي ذلك كله في ظل التحذيرات من تصعيد محتمل في رمضان، مشيرًا إلى أن هذه العمليات وخطوات أخرى تتخذ تعزز الصراع أكثر من تفاديه.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد