شاهد: زلزال تركيا يحول مدينة أنطاكية إلى منطقة أشباح

زلزال تركيا يحول مدينة أنطاكية إلى منطقة أشباح

 بعد أن ضرب زلزال تركيا المناطق الحدودية التركية فقد زادت حركة الهجرة الجماعية في المدينة التي كانت ذات يوم تنبض بالحياة واصطفت الشاحنات وسيارات الطوارئ والحفارات في الشوارع المهجورة بمدينة أنطاكية التركية مساء الثلاثاء.

xClMX.jpg

وفي ظل ذلك الظلام الدامس، كشفت مصابيح السيارات عن حطام المدينة وإطارات النوافذ المكسورة والحديد المتشابك. وانعكست الأضواء على المباني التي تساوت بالأرض في يوم وليلة فقط.

واختلفت المدينة بشكل جذري عما كانت عليه قبل فقد اندثرت مبانيها الشاهقة التي كانت في السابق وتحطمت لوحات الإعلانات وتحولت اللافتات المتناثرة وسط الأنقاض إلى شواهد على المتاجر التي كانت تملأ الشوارع المزدحمة.

وقال أحد الناجين من زلزال تركيا، أحمد آي، الذي يبلغ من العمر 50 عاما وهو أحد السكان القلائل الباقين في أنطاكية "لقد ذهب الجميع، كانت شوارعنا جنة.. في ليلة واحدة أصاب الدمار كل شيء".

ولاذ آي وزوجته فاطمة وابنتهما بأحد المخيمات التي أقيمت لتوفير مأوى مؤقت لمن فقدوا منازلهم. وغطى صوت مولد كهربائي على ثرثرة المتجمعين حول مواقد الحطب خارج الخيام.

وقال آي: "لا يمكننا مغادرة المخيم.. من الصعب أن تتجول لأن الخطر في أي مكان تذهب إليه. المباني خطيرة. من الممكن أن ينهار عليك مبنى قبل أن تتعرف على وجوده".

وفي وقت سابق، مع غروب الشمس فوق ساحة بجوار مجلس المدينة، اصطف الجنود والمتطوعون والناجون عند شاحنات الطعام لتناول العشاء والشاي بعد زلزال تركيا.

وعند مفترق للطرق، لا يزال تمثال لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك على حصان يشب على ساقيه الخلفيتين موجودا في مكانه. وأسفله مباشرة، تحطمت على الأرض لوحة رخامية تحمل اقتباسا شهيرا له.

قال سليم فواخرجي، الذي يعمل في غسل الأطباق ويبلغ من العمر 57 عاما ويعيش في أنطاكية منذ 12 عاما بعد فراره من سوريا "الكارثة حلت بنا جميعا". وقالت زوجته ولاء "الغني والفقير على حد سواء".

ونجا الزوجان وابنتاهما وابنهما من زلزال تركيا في السادس من فبراير بالزحف عبر صدع صغير في الأنقاض. ولم ينجُ أكبر أبنائهما

زلزال تركيا الأخير

ويذكر أن زلزالان جديدان بقوة 6.4 و5.8 درجات قد ضربا ولاية هاتاي جنوبي تركيا، مساء الاثنين، وامتدت آثارهما إلى مناطق الشمال السوري، كما شعر بهما سكان لبنان والأردن وفلسطين ومصر.

كما شوهد عشرات الآلاف من المواطنين في تركيا وسوريا ينزلون للشوارع خوفا من تضرر المباني من آثار زلزال تركيا.

وأعلن والي هاتاي جنوبي تركيا ارتفاع ضحايا الزلزالين إلى 6 قتلى ونحو 300 جريح، في حين أعلن الدفاع المدني بشمال سوريا (الخوذ البيضاء) إصابة 130 شخصا في حصيلة غير نهائية.

تسبب زلزال تركيا في انهيار مبان في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا، وخاصة في مدينة الأتارب حيث سقط عدد من الجرحى.

ويأتي زلزالا هاتاي بعد أسبوعين من زلزالي كهرمان مرعش (جنوبي تركيا)، اللذين تسببا في وفاة قرابة 47 ألف إنسان في تركيا وسوريا، وخلفا دمارا واسعا، وأعقبهما أكثر من 6 آلاف هزة ارتدادية.

تحذيرات التسونامي

سجلت أجهزة هيئة المساحة القبرصية موجات تسونامي صغيرة اثر زلزال تركيا الأخير على سواحل فاماغوستا لم تنشأ عنها أية أضرار.

وأصدرت وكالة الحماية المدنية الايطالية إنذار تسونامي في سواحل صقلية وقلورية وبولية وطلب من السكان التوجه إلى مناطق مرتفعة واتباع تعليمات السلطات المحلية، كما توقفت خدمات القطارات في المناطق المشمولة بالإنذار قبل أن تقوم السلطات برفع التحذير لاحقا.

الشدة الزلزالية

تعتبر المنطقة التي وقع فيها الزلزال هادئة نسبيًا من الناحية الزلزالية، حيث وقعت ثلاثة زلازل فقط بقوة 6 درجات أو أكبر في نطاق 250 كيلومترًا من بؤرة الزلزال الأول منذ عام1970  .  وقع أكبرها، الذي بلغت قوته 6.7 درجة، شمال شرق موقع هذا الزلزال في 24يانير 2020 وقعت كل هذه الزلازل على طول أو بالقرب من صدع شرق الأناضول. على الرغم من الهدوء الزلزالي النسبي للمنطقة المركزية لهذا الزلزال، فقد شهد جنوب تركيا وشمال سوريا زلازل كبيرة ومدمّرة في الماضي، حيثُ تعرضت حلب في سوريا للدمار عدة مرات تاريخيًا بسبب الزلازل الكبيرة، على الرغم من أنه لا يمكن تقدير مواقع هذه الزلازل وحجمها بدقة، وكانت حلب قد تعرضت لزلزالٍ قُدّرت قوته بـ7.4 على مقياس ريختر عام 1138 وزلزال آخر قُدّرت قوته بـ 7.0 درجة في عام 1822 وهو الزلزال الذي تسبَّبَ في مقتل أعداد كبيرة حيث أشارت التقديرات إلى أنّ عدد الوفيات قد تراوحَ بين 20 و 60 ألفًا.

المصدر : وكالة سوا - وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد