بوتين: الغرب من بدأ الحرب وروسيا حاولت وتحاول إيقافها

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء أن الغرب هو من بدأ الحرب، في حين أن روسيا حاولت وتحاول إيقافها، وأن وعود وكلمات القادة الغربيين كانت مجرد ذرائع لكسب الوقت لإعداد أوكرانيا للمواجهة، في حين كانت روسيا منفتحة ومستعدة للحوار وتسعى لضمانات أمنية للجميع بمساواة وعدل. (حسب قوله)

وجاء ذلك خلال خطاب بوتين السنوي  بعد حوالي عام من بدء هجومه العسكري في أوكرانيا وأمام الجمعية الاتحادي الذي ألقاه أمام نخبة من السياسيين والعسكريين المقاتلين في أوكرانيا شدد على أن روسيا تواجه اليوم خطرا وجوديا ومن المستحيل هزيمتها في أرض المعركة، وستتعامل "بشكل مناسب" تجاه تحويل الصراع إلى مواجهة عالمية.

ويأتي خطاب بوتين، وسط سياق سياسي وإستراتيجي خاص، يتميز بتطورات لافتة أبرزها الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن أمس لأوكرانيا للمرة الأولى منذ استلامه السلطة قبل نحو عامين.

ويلقي بوتين خطابه في ظل حالة من الاستعصاء العسكري تواجهها قواته في أوكرانيا، مقابل اندفاع غربي مستمر لدعم كييف عسكريا وأمنيا وتعهدات بمدها بمزيد من الأسلحة المتطورة من أجل مساعدتها في إمالة الكفة لصالحها في حربها مع روسيا.

كما يأتي أيضا بعيد مؤتمر ميونخ للأمن الدولي الذي انعقد قبل يومين بحضور عدد من زعماء العالم وكبار السياسيين والعسكريين من العديد من الدول، وشكل المشهد الأمني الأوروبي في ضوء حرب روسيا على أوكرانيا محور محادثاته.

ويتناول خطاب بوتين الحرب على أوكرانيا والوضع الحالي في البلاد، وفقا للكرملين، الذي قال إنه سيعلق أيضا على الاقتصاد والسياسة الاجتماعية، مؤكدا أن العالم أجمع سيدرس محتوى رسالته.

ويتعرض الاقتصاد الروسي لضغوط كبيرة، بسبب العقوبات الغربية التي فرضت ردا على الحرب، مما دفع العديد من الروس إلى الشكوى من ارتفاع الأسعار وارتفاع تكلفة المعيشة والآفاق القاتمة للأمة.

وسيحمل خطاب الثلاثاء رقم 18 الذي يلقيه بوتين أمام الجمعية الاتحادية، وهي مناسبة تحدد بصورة كبيرة حال الأمة وتوقعاتها.

واتهم بوتين الغرب ببدء الصراع في أوكرانيا، وقال إن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تسعى "لسلطة غير محدودة" في الشؤون الدولية، موضحاً أن تدفقات المال الغربية للحرب لا تنحسر، وأن الغرب أخرج المارد من القمقم.

وقال بوتين إن موسكو تتحدى محاولات الغرب لتدمير الاقتصاد الروسي عن طريق حزمة غير مسبوقة من العقوبات مضيفا أن تريليونات الدولارات على المحك بالنسبة للغرب لكن تدفقات الدخل الروسي لم تنضب.

وأردف بوتين: "كنا نعرف أن الخطوة التالية بعد دونباس هي الهجوم على القرم. نحن ندافع عن وطننا، الغرب أضاع 150 مليار دولار لتسليح أوكرانيا، ومنح خلال عام 2020 الدول الفقيرة 60 مليار دولار.. قارنوا الأرقام".

وإستكمل" نحن لا نحارب الشعب الأوكراني، هذا الشعب أصبح أسيرا للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري"، متهما الغرب باستخدام أوكرانيا "كساحة للحرب".

وأكد أنه كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، ستقوم روسيا بدفع العدو بعيدا عن أراضيها.

ومن اللافت أن خطاب بوتين سيكون بشكل شبه متزامن مع خطاب آخر ينتظر أن يلقيه بايدن في قصر وارسو اليوم الثلاثاء، على بعد 3 أيام فقط من الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا.

ويُتوقع أن يعرض خطابا الرئيسين (بوتين من موسكو، وبايدن من وارسو) وجهتَي نظر متعارضتين بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا، في ما يشبه "المبارزة" أو "المناظرة" بين الموقفين.

وعن الخطاب الذي سيلقيه بايدن في وارسو، قال كيربي "ستسمعون في خطاب الرئيس رسائل سيكون لها صدى بالتأكيد لدى الشعب الأميركي" ولكن أيضا "لدى حلفائنا وشركائنا.. ولدى الشعب البولندي".

وأضاف "وأظن أنكم ستسمعونه يوجه رسائل إلى بوتين أيضا، وكذلك إلى الشعب الروسي".

وفي معرض توقعاتها لمضامين الخطاب المنتظر، ذكرت وسائل إعلام روسية أنه بالإضافة إلى "العملية الخاصة في أوكرانيا" سيتناول الرئيس العديد من الموضوعات الأخرى من بينها "الضمان الاجتماعي للمشاركين في العملية الخاصة، تجهيز الجيش تدريب المقاتلين".

وقالت وسائل الإعلام الروسية إن البرلمانيين ينتظرون أن يتحدث بوتين أيضا عن "محاربة الإرهابيين والمخربين، وتحديث المجمع الصناعي العسكري ونتائج مواجهة العقوبات الغربية". ويرى هؤلاء أن "خطاب بوتين المنتظر سيشكل قفزة قوية إلى الأمام ويرسم صورة مستقبل يوحد الناس أكثر".

وأشارت إلى أن سياسيين روسا يعتقدون رئيس الدولة "قد يركز في خطابه على مستوى المعيشة في البلاد، ويتطرق إلى قضايا الديموغرافيا، ودخل السكان، وزيادة الأجور، وضمان أسعار معقولة للغذاء والدواء".

وكان بوتين قد ألقى خطابه الأخير أمام البرلمان في أبريل/نيسان 2021 ولم يدل بخطاب عام 2022 بسبب تركيزه على ما سماه "ديناميكيات الأحداث" وصعوبة استخلاص النتائج على ضوء ذلك.

وسيراقب العالم خطابه عن كثب، ليس فقط بسبب الحرب، ولكن أيضا لأنه من المقرر أن تجري روسيا انتخابات رئاسية في نحو عام.

ومن المتوقع أن يترشح بوتين للمنصب مرة أخرى عام 2024 بعد أكثر من 20 عاما في السلطة. وتعني التغييرات الدستورية أن الرئيس البالغ من العمر 70 عاما قد يظل رئيسا للكرملين حتى عام 2036.

المصدر : الجزيرة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد