فرنسا تتراجع عن مشروعها بشأن التسوية

رام الله / سوا / أكد وزير الخارجية رياض المالكي أن فرنسا تراجعت عن الافكار التي عرضتها في مبادرتها المقترحة مؤخرًا إزاء عملية التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وباتت تطرح أفكارًا جديدة.

 

وقال المالكي للصحافيين عقب استقباله وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس في رام الله مساء الثلاثاء: «أؤكد أن ما سمعناه من وزير الخارجية الفرنسي مؤخرًا يؤكد أفكارًا جديدة مختلفة عن الافكار التي استمعنا اليها قبل اشهر، خاصة فيما يخص التوجه الى مجلس الأمن".

 

وأضاف "الأفكار الجديدة تتحدث عن لجنة مواكبة ومتابعة لدعم المفاوضات السياسية".

 

وكثر الحديث خلال الأشهر القليلة الماضية عن مشروع مبادرة فرنسية ستقدم إلى مجلس الأمن، وزار وزير خارجيتها المنطقة الشهر الماضي، في إطار الترويج لهذا المشروع.

 

وفي رده على سؤال إن كانت هناك مبادرات سياسية جديدة، لإنقاذ العملية السياسية المجمدة منذ وقت طويل، أعرب المالكي عن تمنياته بأن تلعب نيوزيلندا دورًا في العملية السياسية، خاصة وأنها ستترأس مجلس الأمن خلال الشهر الحالي.

 

وأشار إلى أن وزير الخارجية النيوزلندي ابدى رغبة بلاده في محاولة التوسط بين الفرقاء، من أجل اعادة إحياء عملية التسوية المجمدة منذ اكثر من سنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

 

وتسعى فرنسا إلى اطلاق مبادرة في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار تحدد فيه اطر اتفاق سلام محتمل بين "اسرائيل" والفلسطينيين، لكن باريس تصطدم بمعارضة شديدة من الحكومة الاسرائيلية وبمماطلة الولايات المتحدة.

 

وذكر المالكي في وقت سابق، لإذاعة صوت فلسطين، أن التراجع الفرنسي تم على الأقل خلال الفترة المنظورة نتيجة الضغوط الإسرائيلية والأميركية والانشغال بالملف النووي الإيراني.

 

وأضاف أن فكرة مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن للتأكيد على حل الدولتين واستئناف المفاوضات، لم تعد الآن فكرة رئيسة لدى أصحاب القرار الفرنسيين وتراجعت إلى الوراء كثيراً.

 

وذكر أنه من أجل الحفاظ على ماء الوجه طرح الفرنسيون فكرة بديلة ليس لها أي مقومات للحركة على الإطلاق، وهي العمل على تشكيل لجنة دعم لاستئناف المفاوضات.

 

واعتبر أن هذه الفكرة يمكن أن تعمل فقط في حال تمت العودة للمفاوضات بحيث تتحمل اللجنة متابعة ومواكبة سير المحادثات وأن تكون مشكلة من الدول الكبرى في مجلس الأمن ودول أوروبية وعربية مثل مصر والأردن والسعودية.

 

وكان مصدر سياسي إسرائيلي قال أمس، إن المبادرة الفرنسية لمجلس الأمن لم تعد اليوم على جدول الأعمال، وأن التهديد السياسي على "إسرائيل" تمت إزالته في هذه المرحلة.

 

وأضاف المصدر أن هذا التقدير يأتي استمرارا لتقييم الأروقة السياسية في واشنطن و"إسرائيل"، والتي تشير إلى أن احتمالية نجاح المبادرة الفرنسية في مجلس الأمن ضئيلة جدًا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد