قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الأحد 12 فبراير 2023 إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" سيجتمع في ظل التوتر الكبير بين ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير ، وذلك لبحث التعامل مع التصعيد الأمني الذي أسفر عن مقتل عشرة إسرائيليين خلال الأسبوعين الماضيين وتم خلاله اطلاق أكثر من 12 صاروخا من قطاع غزة .

وبحسب هآرتس فقد كشفت المواجهة بين الطرفين عن مستوى الضغط الذي يمارس على نتنياهو ، فمن جهة يواجه الضغط من قبل الوزراء بين اغفير وبتسلئيل سموطريتش وأوريت ستروك الذين يطالبون بتصعيد النشاط الأمني ضد سكان القدس الشرقية والضفة الغربية ، ومن ناحية أخرى ضغوط الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتهدئة الأجواء ومنع فقدان السيطرة عشية حلول شهر رمضان في الشهر المقبل.

وكان نتنياهو قد أعلن بعد المناقشة الأخيرة في مجلس الوزراء أن حكومته تنوي اتخاذ خطوات لتعزيز الاستيطان لكنه لم يعلن حتى اللحظة عن أي خطوات ملموسة ، وسيتعين عليه في اجتماع مجلس الوزراء المقبل أن يقرر بين ضبط النفس والتفعيل المتوازن لقوات الأمن وبين التصعيد.

وسعى المقربون من نتنياهو في نهاية الأسبوع الماضية إلى تبريد إعلان بن غفير عن إطلاق عملية "السور الواقي 2" في القدس الشرقية وأوضحوا أن الوزير استل هذا الإعلان من خاصرته ولم يتم المصادقة عليه من المستوى السياسي أو المؤسسة الأمنية ، كما طالب بن غفير مساء أمس بتشديد معاملة سكان العيساوية وقال إنه مصمم على تنفيذ العملية ومن جهة آخري حذر مسؤول سياسي كبير من العقاب الجماعي الذي لم يؤدي إلا إلى إثارة الميدان بدلا من تهدئته.

وتم مساء أمس السبت تمديد اعتقال اثنين من أشقاء حسين قراقع بينما تم الإفراج عن زوجته ومطالبتها بعدم العودة الى منزلها في العيساوية كما تم إبلاغ والدي منفذ العملية بضرورة إخلاء منزلهم في حي الطور حتى الساعة 11 ليلا ، وبحسب الشرطة الإسرائيلية صدر أمر بهدم منزل العائلة ، وفي الوقت نفسه أبلغت الأجهزة الأمنية أسرة الطفل محمود عليوات الذي اطلق النار وأصاب إسرائيليين اثنين في مدينة سلوان قبل أسبوعين بمصادرة المنزل وإغلاقه ويعتبر هذا القرار غير عادي في ضوء حقيقة أن المحكمة العليا حكمت بأنه لا يمكن تدمير المنازل إلا اذا أسفرت الهجمات التي ينفذها أصحابها عن سقوط قتلى.

ويقدر المحيطون بنتنياهو أنه حتى لو لا تنوي الحكومة القيام بعملية واسعة النطاق فإن بن غفير يملك بالفعل أدوات مهمة تتيح له العمل في الميدان بهدف زيادة الردع وفي نفس الوقت نقل رسالة تعزيز للأمن .

ولا تستعد الشرطة الإسرائيلية لنشاط مكثف في القدس الشرقية اليوم لكن سيتم اتخاذ سلسلة من إجراءات الإنفاذ مثل إصدار أوامر تفتيش وأوامر هدم للمنازل في المنطقة كما سيتم نشر قوات معززة اعتبارا من اليوم في أنحاء مدينة القدس.

المصدر : وكالة سوا