الأسير يسري المصري ينعي نفسه بوصيته الأخيرة

رام الله / سوا/ نعى الأسير المريض يسري المصري في سجون الاحتلال الصهيوني نفسه بكلمات حارقة في وصيته الأخيرة، قائلا:" نجحت إدارة السجون في عزلي وطمس قضيتي، وتعمل الآن على قتلي بصمات".

وفيما يلي وصية الأسير المريض المصري:

الوصية الأخيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين...
رسالة إلى من يهمه الأمر...

أنا الأسير المريض يسري المصري، في سجون الاحتلال الصهيوني، موجود في مسلخ سجن الرملة، أبعث لكم هذه الرسالة وهي عن وصيتي الأخيرة...

يحزنني الآن أني معزول عن السجون والعالم الخارجي، وأظن إدارة العدو الصهيوني نجحت في ذلك، وفي طمس قضيتي، ويعملون الآن على قتلي بصمت، وفي ظل هذا الصمت من السجون والخارج، أنا الآن هنا بما يسمى سجن الرملة، في مسلخ حقيقي وليس مشفى، فقط المسكنات وفحص الضغط كل صباح ولا شيء غير ذلك، ولحتى الآن لم أنزل ليأخذوا العينة التي أبلغوني بها هنا في الرملة، وفي إيشل وسوروكا، وهي عينة ضرورية لأنها تحدد نوع السرطان أحميد هو أم خبيث، وذلك قبل عرض تلك النتيجة على اللجنة الطبية التي تقرر الإفراج عني من عدمه، علما بأن السرطان منتشر في نقاط كثيرة في الكبد وليس في نقطة واحدة.

إن إدارة السجن قد لمحت لي بعدم الإفراج عني، وأنهم وعلى حد زعمهم سيبذلون جهدهم لعلاجي في السجن من السرطان وغيره، وهذا كله بسبب توقف الحملة الإعلامية والتضامن معي، ذلك التضامن الذي شكل ضغطا كبيرا في السابق، وهو الذي يضغطهم الآن فيما لو استؤنف.
أنا في وقت أحوج ما اكون فيه لكل سؤال ولكل تواصل معي، خاصة بعد إبلاغي في سجن الرملة بأن الكبد فقد وظيفته وقدرته على العمل بسبب السرطان الذي انتشر فيه، وعندما يصل الدم إلى الكبد يبدأ بالتغير والتكسر، وهو ما يسبب لي الدوخة والغثيان والهزال وآلام الكبد والصدر، وضيق التنفس والصداع وألم العظام، وكذلك آلام الغدد التي تسبب الحرارة وعدم انتظام دقات القلب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عندما نقلوني إلى الرملة يوم الاثنين 23/ 6/ 2015م كنت يومها قد ذهبت لمسشفى سوروكا وصوروني صورة سي تي ، وثاني يوم من وصولي سجن الرمل جلست مع الدكتورة مدار مسئولة مشفة الرملة وأبلغتني رسميا وحرفيا بما سبق ذكره، وكذلك أبلغتني بأنها عندها مجموعة من الأسئلة ستسألني إياها بعد وصول النتيجة الثانية لصورة السي تي لأنها لا تريد أن توترني أكثر كما زعمت.

أنا الآن في سجن الرملة ملازم للفراش وفجأة سيطر علي المرض، وأنا الذي قاومته لسنوات، لم أعد قادرا على المشي والوقوف للصلاة، ولا أقوى على الصيام.

كلمتي الأخير "إخواني المرضى الذين استشهدوا قبلي، كان سجن الرملة محطتهم الأخيرة، وأخشى أن تكون هذه محطتي الأخيرة، ويومها لن أسامح كل مقصر أو ساعد على قبري هنا، وقتلي ودفن قضيتي، أو كان بيده أو بمقدوره فعل شيئ ولم يفعله".

اللهم إني أشهدك وحملة عرشك أني بلغت ولا حول ولا قوة إلا بك، أنت يا ربي نعم المولى ونعم المصير

الأسير المريض القابع في مسلخ سجن الرملة يسري بن عطية المصري
عيادة الرملة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد