بلدية برشلونة تجمد العلاقات مع تل أبيب بسبب نظام الفصل العنصري
أصدر مجلس مدينة برشلونة، مرسوما "بالتعليق المؤقت" للعلاقات مع إسرائيل وكذلك جميع مؤسساتها، بما في ذلك التوأمة مع مدينة تل أبيب.
وكشفت رئيسة بلدية برشلونة اليسارية آدا كولاو في مؤتمر صحافي، نقله عدد من وسائل الإعلام، أنها بعثت رسالة إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تخبره بقرار تعليق العلاقات مؤقتا مع إسرائيل وكذلك الأسباب التي دعت إلى ذلك.
وتزامن القرار مع استقبال المسؤولة ممثلين عن تجمع يضم 112 جمعية تدافع عن حقوق الفلسطينيين وتعارض وتقاوم الأرباتهايد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين "الفصل العنصري".
وأوضحت كولاو "طالب أكثر من مئة منظمة وأكثر من 4 آلاف مواطن بالدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني، ولهذا السبب، بصفتي رئيس البلدية، كتبت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأبلغه بأنني علقت مؤقتا العلاقة المؤسسية بين برشلونة وتل أبيب".
واعتبرت رئيسة بلدية برشلونة أن القرار يعتبر ضروريا للدفع بالسلام، وذكّرت بأن البلدية قامت بتعليق العلاقات مع مدينة سان بطرسبورغ الروسية إثر الغزو الروسي لأوكرانيا. وتابعت أن "القرار ليس موجها ضد المواطنين اليهود بل ضد سياسة حكومة إسرائيل التي تخضع الفلسطينيين لسياسة الأبارتهايد".
وكانت برشلونة قد وقعت توأمة مع تل أبيب نهاية التسعينيات في أجواء اتفاقيات أوسلو ومسلسل برشلونة الذي تحول إلى "الاتحاد المتوسطي" حيث كانت برشلونة تلعب دورا في التقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ورغم معارضة بعض الأحزاب اليمينية القرار، إلا أن الشعب الإسباني يتصدر الشعوب الأوروبية في رفض سياسة إسرائيل مقابل التعاطف مع الفلسطينيين. وكانت إسرائيل تشتكي دائما من إسبانيا، وبلغ الأمر أن حاولت اتهام رئيس الحكومة الأسبق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو بمعاداة السامية بسبب كوفية فلسطينية وكذلك تصريحاته لصالح فلسطين.
وعادة ما يشهد البرلمان الإسباني نقاشات قوية يطرحها اليسار ترمي الى إدانة إسرائيل بل تعليق العلاقات معها. وقد يشجع قرار بلدية برشلونة مدنا أخرى على اتخاذ خطوة مماثلة.
من جانبها، حيت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات (BDS)، في بيان، المسؤولة الإسبانية والمجموعات الشعبية، التي ساعدت في الوصول لقرار تجميد العلاقات مع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي وإلغاء اتفاقية التوأمة مع تل أبيب، مشيرة إلى أنه "بذلك تكون بلدية برشلونة أول بلدية تقطع علاقاتها مع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي".
وأضافت "مع تصاعد جرائم الحكومة الإسرائيلية ذات النزعة الفاشية بحق شعبنا في الأشهر الأخيرة، بدأ العالم يلتفت أكثر من أي وقت مضى لبشاعة النظام الذي يقاومه الشعب الفلسطيني منذ عقود".
ودعت الحركة "جميع الحكومات ومجالس البلديات والمؤسسات حول العالم للسير على خطى بلدية برشلونة لفرض عزلة عالمية على نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي ومحاسبته على مجازره المستمرة والضغط على الأمم المتحدة للتحقيق في اقترافه جريمة الأبارتهايد".